وفاة الإعلامية البحرينية البارزة كريمة زيداني بعد رحلة حافلة بالعطاء

  • تاريخ النشر: الإثنين، 01 أبريل 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
وفاة الإعلامية البحرينية البارزة كريمة زيداني بعد رحلة حافلة بالعطاء

فقدت الاسرة الاعلامية البحرينية المذيعة البارزة كريمة زيداني التي انتقلت الى جوار ربها فجر امس  (الأحد) 31/3/2013 بعد مسيرة حافلة بالعطاء والاخلاص في خدمة الاعلام البحريني والتي امتدت حوالي 40 عاما. ومن المزمع أن يشيع جثمانها اليوم (الاثنين).


وعملت الاعلامية الراحلة كمذيعة في تلفزيون البحرين متعاونة عامي (1975 – 1976) ومذيعة تلفزيون رسمية من عام 1976 وحتى وفاتها. وفي عام 1982 عملت أيضا كمذيعة في اذاعة البحرين بالإضافة إلى التلفزيون وفي نفس السنة عملت في القناة 55 كمقدمة برامج وأخبار وكذلك في إذاعة إف.إم الإنجليزية في تقديم الأخبار.


كما قامت الفقيدة الاعلامية بتقديم الأخبار بالإنجليزية مع برامج الحوارات بالإنجليزية وترجمات فورية من العربي إلى الإنجليزي ومن الإنجليزي إلى العربي في المناسبات الرسمية كزيارة المغفور له بأذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه إلى بريطانيا وزيارة الأمير تشارلز والأميرة ديانا إلى مملكة البحرين وغير ذلك من المناسبات الرسمية الهامة. كما قامت بتقديم العديد من البرامج التلفزيونية الإخبارية والحوارية وبرامج المنوعات والشعر والأدب والصحة والطب وبرامج المسابقات المباشرة والمسجلة.

وفاة الإعلامية البحرينية البارزة كريمة زيداني بعد رحلة حافلة بالعطاء


وتركت الاعلامية الراحلة بصمة هامة في تاريخ تقديم نشرات الاخبار الاذاعية والتلفزيونية حيث اطلت بطلة مميزة على المشاهد البحريني عبر صوتها وصورتها سواء من وراء الميكروفون او من امام الكاميرات لتقدم نشرات الاخبار بحرفية عالية، أهلها في ذلك امتلاكها لصوت رخيم ومميز، ومخارج حروفها السليمة واتقانها للغة العربية وقواعدها وثقافتها الواسعة واطلاعها الدائم على مجريات الاحداث من حولها فاستحقت ان تكون نجمة الاخبار اللامعة لسنوات.


وقدمت القديرة كريمة زيداني الى جانب نشرات الاخبار التلفزيونية، كما هائلا من البرامج الاذاعية والتلفزيونية تنوعت بين الثقافية والحوارية والسياسية والمنوعات وبرامج الشعر والادب والمناسبات والتغطيات الخاصة ناهيك عن اعتبارها احد الاعمدة الهامة في البرامج الاذاعية الجماهيرية الرئيسية في اذاعة البحرين مثل برنامجي: البحرين كل مساء وصباح الخير يا بحرين.
وبالإضافة إلى عملها كمذيعة ومقدمة اخبار وبرامج -وهو العمل الذي احبته كثيراً- قامت الاعلامية كريمة الزيداني في السنوات الاخيرة بالإشراف على وحدة المذيعين بإذاعة البحرين الى جانب اعدادها لكثير من البرامج الاذاعية المباشرة والمسجلة بمختلف انواعها.

وفاة الأمير سطام بن عبد العزيز آل سعود أمير الرياض


وعملت فقيدتنا الاعلامية الراحلة من خلال مسيرتها الاعلامية الطويلة بكل جد واخلاص وتفان وكانت مثالا يحتذى في الأخلاق الرفيعة والتواضع وحُسن السيرة والسمعة كما تميزت بعلاقات طيبه مع جميع زملائها ومرؤسيها واعتبرت قدوة في المثابرة والالتزام والعطاء مما اكسبها احترام وتقدير جميع العاملين في الوسط الاعلامي وكافة وشرائح المجتمع البحريني.


وبعيدا عن العمل الاعلامي، فقد اتسمت الفقيدة الراحلة بسمات انسانية خاصة جعلتها نموذجا للام المثالية التي جسدت واقعا حيا ونابضا لكيفية موازنة المرأة البحرينية المثابرة لمتطلبات حياتها العملية وتحقيق طموحها المهني وطبيعتها كربة أسرة وأم بكل حيث حققت الموازنة المطلوبة ببراعة. 
لقد عشقت الاعلامية القديرة كريمة زيداني عملها واخلصت له فاحبها، وامتلكت ادواته وتميزت في ادائه واتقنته ببراعة فانعكس ذلك على مسيرتها الاعلامية والمهنية التي حفلت بالنجاحات على مر الاعوام واستحقت بكل جدارة ان تكون سفيرة للإعلامية البحرينية وخير ممثل عنها في سماء الاعلام والصحافة.

إعلاميون يستذكرون عطاء كريمة الزيداني


من جانبها، تقدمت صحيفة الأيام البحرينية لذوي الفقيدة بأحر التعازي والمواساة، وأعدت ملفاً خاصاً عن الراحلة تحدث فيه العديد من الشخصيات الإعلامية البحرينية عن الفقيدة وما قدمته من عطاء غير محدود في مسيرتها الإعلامية.

فبصوت تخنقه العبرة، تحدثت الاعلامية القديرة استقلال أحمد «كريمة لم تكن زميلة فقط، فهي أختي وصديقتي وشريكة الدرب الطويل، فخبر رحيلها شكل فاجعة بالنسبة لي، وقبل أيام قليلة كنت قد تحدثت معها ولم تكن تظهر لي مرضها أو ألمها وأخبرتني أنها خرجت من المستشفى وصحتها جيدة حتى صعقت بهذا الخبر».


وأضافت «لم يمر على الاعلام البحريني والخليجي بكفاءتها واخلاصها وتفانيها في العمل، فرغم المرض كانت تصر على قراءة الموجز رغم نوبات المرض التي كانت تنتابها، بالإضافة لسمعتها الطيبة التي لم يختلف عليها أحد، وكانت مهتمة برعاية ابنها وابنتها، ولم تكن من أصحاب المظاهر وكانت تكتفي بأقل القليل، حتى أنها لا تملك منزلا حتى الشقة الاسكان التي أعطيت لها لم تملكها حتى الآن، فمن يعيل أسرتها من بعدها؟».

أما الاعلامي علي حسين فيروي ذكراه مع الراحلة بقوله «التقيتها قبل حوالي 13 عاما في برنامج «صباح الخير يا بحرين»، فهي شخصية قريبة من الجميع وبعيدة عن الاحقاد الشخصية وتعلمت منها الكثير حيث كانت توجهنا في بدايتنا، وكنت قد تحدثت معها قبل يومين كونها مشرفة المذيعين حيث تقوم بجدولة مواعيد الموجز في الاذاعة».


وتابع «وتعتبر الراحلة من رائدات التقديم في الخليج، فبالرغم من مرضها كانت تضطر لتقديم الموجز، وكان آخر تكريم لها قبل وفاتها بثلاثة اشهر حيث كرمت من قبل جلالة الملك، ويبدو أن حزنها على والدتها التي توفيت قبل أيام بالإضافة للمشاكل الصحية التي كانت تعاني منها كان لها دور في فقداننا إياها».


أما الإعلامي عماد عبدالله فتلقى بدوره خبر وفاتها عن طريق حديثي معه، عماد الذي لم يتمالك نفسه قال في حق الراحلة وقال بحزن «حل خبر وفاتها علينا كالصاعقة حتى على الذي لا يعرفها، فلقد كانت الوحيدة المتفائلة التي كانت تزودنا بالأمل والطاقة الإيجابية كما كانت مثالا في الأخلاق والطيبة، فإعلامية مخضرمة بمكانتها كان يجب أن تكون مستشارا على الأقل في هذا الوقت وليست مذيعة».


ويعود عماد بذكرياته معها فيقول «أول كلمة قلتها في الاذاعة كنت إلى جوارها حينها، فاصطحبتني إلى الاستوديو وكنت حينها متدربا وكانت أول جملة أقولها في الاذاعة «إذاعة البحرين تقدم» وبتوجيه منها، كما أذكر أنها قامت بإجراء حوار معي في أحد برامجها لكسر رهبة المايكروفون حينها، وأجزم أنها من الأشخاص المثاليين الذين يندر وجودهم، مبتسمة في وجه الجميع. رحمها الله».

وفاة الفنان المصري وحيد سيف بعد معاناة مع المرض


وتابع «ومن المواقف التي أقدرها لها هو أنها تطلبني للحضور لمكتبها عندما اصبحت مسؤول المذيعين مؤخرا، فقط لتثني على أدائي في البرنامج، وهذا ما يندر وجوده لدى مسؤول».


وختم حديثها بالقول «هذه النهاية الطبيعية لرحيل الاعلاميين البحرينيين بلا تقدير، فالراحلة لم تكن تطلب أي شيء فتم تجاوزها واستبعد تقديرها».

وفاة الإعلامية البحرينية البارزة كريمة زيداني بعد رحلة حافلة بالعطاء


من جهته، قال الأمين العام لمجلس الشورى الإعلامي السابق عبدالجليل طريف، رحيل كريمة زيداني شكل صدمة مؤلمة، حيث كانت كريمة رفيقة درب لفترة طويلة وأخت عزيزة وتتمتع بمزايا وخلق كريم رفيع، ووجدنا طيلة السنوات التي عملنا فيها بهيئة شؤون الإعلام كريمة الإنسانة المساندة في كل الظروف.

ويستطرد الطريف ذكرياته مع زيداني، من خلال عملي مع الزميلة كريمة في أكثر من برنامج منذ منتصف السبعينات وجدت في زيداني الأخت المساعدة والخبرة المفيدة في المجال الإعلامي، حيث لها قاعدة جماهيرية كبيرة ورافقتها في عدة برامج تلفزيونية وإذاعية وكانت تعمل بكفاءة عالية ومهنية، وكانت كريمة تتقاسم العمل مع الزملاء في الإذاعة خصوصاً في النشرات الطويلة ذات الوزن الثقيل وهي خففت أعباء كثيرة على زملائها في المهنة.


أما محافظ محافظة المحرق سلمان بن هندي المذيع بتلفزيون البحرين سابقاً، يقول تألمت كثيراً برحيل كريمة زيداني وهي الإنسانة الخلوقة التي خدمت المملكة ووزارة الإعلام لفترات طويلة، ولم ينقطع التواصل معها بعد ترك العمل الإذاعي والعمل في قوة دفاع البحرين، مشيراً إلى أن كريمة هي مثال المرأة العظيمة والموهبة النادرة واستطاعت أن تكون نجما له كيانه الخاص في السلك الإعلامي، حيث لديها الصوت الجميل وتحمل صفات كثيرة وأخلاقها رفيعة.


وأكد بن هندي أن محافظة المحرق ستكرم ذوي كريمة زيداني في حفل تكريم الشخصيات الوطنية في حفل سيقام في شهر رمضان المقبل.

أما الإعلامية سهير عجاوي تؤكد أن خبر رحيل كريمة زيداني صدمة لم تستوعب حتى الآن، حيث كانت الراحلة خلوقة ومتعاونة في العمل والتحقت في المجال الإذاعي منذ نعومة أظافرها حين كان عمرها آنذاك الوقت 16 سنة.


وتؤكد عجاوي أن زيداني كانت مخلصة في العمل الإعلامي ولديها إمكانيات كبيرة وتحمل الصوت الجميل واللغة السليمة والقوية ولديها القدرة على العطاء، وهي أم حنون وكريمة اسم على مسمى، مضيفة «أن الإعلام لم يعطِ كريمة حقها الكافي».

إلى ذلك يقول مشرف الأخبار سابقاً بتلفزيون البحرين حسن عبدالرحمن، كانت كريمة الموظفة المثالية المجتهدة التي تحافظ على الالتزام بالأوقات، وكانت مذيعة متمكنة، حيث هي من اوائل المذيعات في الخليج العربي اللاتي قدمن برامج إذاعية وتلفزيونية متعددة منذ منتصف السبعينات ومطلع الثمانينات، كالمسابقات وبرنامج ما يطلبه المشاهدون وهذا المساء وبرامج أخرى.

وفاة طلحت حمدي: الموت يغيب الممثل السوري القدير طلحت حمدي


أما الإعلامي السابق في هيئة شؤون الإعلام عادل مرتضى يستذكر محاسن كريمة زيداني، كانت ملتزمة في العمل وذات كفاءة عالية وطاقة إعلامية مميزة، تتحدث باللغتين العربية والإنجليزية بشكل ممتاز جداً، مخلصة في العمل، تعشق العمل التلفزيوني دون النظر للماديات، تدخل الاستيديو بكل ثقة، تقرأ نشرة الأخبار وهي تشكل نحوياً لنفسها بشكل مرتجل، قدمت الكثير من البرامج بإخلاص دون السؤال عن الأمور المادية ومستوى الأجر والراتب.

وأعربت سميرة إبراهيم بن رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة عن خالص التعازي وصادق المواساة في وفاة فقيدة الإعلام البحريني المذيعة القديرة كريمة زيداني، التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى فجر اليوم (الأحد) بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز والإبداع في حب الوطن والنهوض بالإعلام البحريني.


وقالت الوزيرة إن الأسرة الإعلامية البحرينية والخليجية فقدت رائدة من رواد الإعلام التليفزيوني وأحد مؤسسي تليفزيون البحرين منذ انطلاقه كمؤسسة حكومية في عام 1975م، ومن الأعمدة الرئيسة التي استندت عليها نهضة الإعلام البحريني ومسيرة تطوره على مدار العقود الأربعة الماضية.

ونعت جمعية الصحفيين البحرينية فقيدة الإعلام البحريني المرحومة كريمة الزيداني.


واستذكرت الجمعية بمزيد من الحزن والأسى عطاءها الجليل في خدمة الإعلام البحريني على مدى 4 عقود في مساهماتها منذ بداية تأسيس تلفزيون البحرين وما قدمته من إسهامات في تطوير البرامج المباشرة وتميزها في قراءة نشرات الأخبار حيث تعتبر من أوائل المذيعات اللائي عملن في تلفزيون البحرين .

اشترك في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك آخر أخبار الفنانين على بريدك الإلكتروني.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار