هتان السيف أول سعودية تدخل تاريخ الفنون القتالية المختلطة

تمكنت الملاكمة السعودية هتان السيف من الحصول على "لقب أول سعودية"  تحقيق انتصار في دوري المقاتلين المحترفين "PFL"، بعد أن استطاعت أن تتخطى نزال ملحمي ضد الملاكمة المصرية ندى فهيم.

هاتان السيف تحقق سبق في دوري المقاتلين المحترفين

تمكنت الملاكمة السعودية من تحقيق انتصار غير مسبوق في دوري المقاتلين المحترفين لتكون بذلك أول امرأة سعودية تفوز في نزال PFL""، والذي استمر لمدة دقيقتين فقط أنهته بضربة قاضية لخصمها.

وفي حديثها عن الفوز، اعتبرت هتان السيف أن ذلك الفوز كان نتيجة من الجهود المتواصلة والدهم الذي حصلت عليه، مشيرة إلى أنها لم تكن تخشى مواجهة خصوم أقوى منها فهي تعلم جيداً كيف يكون الشعور بأن تمتص الضربة تلو الأخرى حتى تذرف الدموع.

كانت هتان السيف واحدة من النساء القلائل الذين كانوا يتواجدون في صالة الألعاب الرياضية بالسعودية والتي قررت أن تحترف القتال على مستوى النخبة لذا لم يكن لديها خيار سوى التدريب مع نظرائها من الذكور في رياضات الدفاع عن النفس.

وأوضحت أنها كانت تتشاجر مع اللاعبين وتتدرب معهم وتتواجد بشكل دائم في صالة الألعاب الرياضية إلا أن الأمر لم يكن سهلاً، إلا أنه جعلها عندما تتلقى الضرة من فتاة تشعر بأنها تقول: "حقا! هل هذا كل ما لديك؟"

لم يكن ذلك الإنجاز الأول الذي تصنعه اللاعبة السعودية ذات الـ 22 عاماً في رياضة الفنون القتالية المختلطة، والتي فازت في دوري المقاتلين المحترفين ففي يناير الماضي وقعت عقداً مع الرابطة لتكون أول سعودية تنضم إلى الترويج لفنون القتال المختلطة عالمياً.

تدرك هاتان السيف مكانتها كرائدة للمقاتلات في السعودية، خاصة أن الفرص الرياضية تاريخية كانت محدودة للنساء، لذا تأخذ الأمر على محمل الجد وتابعت: "أشر بأنني سأحل هذا الشيء طوال حياتي، ثقيل قليلاً لكني متحمسة وفخورة".

تروي هاتان السيف بعض اللمحات من حياتها فهي عاشت فترة صعبة منذ سن العاشرة بعد وفاة والديها، لذا عاشت فترة من الاكتئاب خلال سنوات المراهقة وكانت فنون الدفاع عن النفس عزاءها الوحيد لذا تشعر فيها بالسلام.

وتابعت: "لم أعش طفولة عادية بسبب فقدان والدي، بعد الله سادتني الفنون القتالة كثيراً وغيرت حياتي 100% للأفضل، لهذا السبب لا أريد التوقف عنها فأنا مدمنة عليها وتجعلني أشعر أنني على قيد الحياة وفي صالة الألعاب الرياضية أشعر بروحي حية".

وأكدت أن الأمر يعني لها الكثير حتى عندما تشعر بالتعب أو المرض أو الخوف فهذا دليل بالنسبة لها للشعور بأنها على قيد الحياة.

ولفتت إلى أن اهتمامها منذ الطفولة أخذها فضولها إلى صالة الألعاب الرياضية للملاكمة في حيها وسرعان ما وجدت نفسها هناك وبدأت بمشاهدة مقاطع فيديو للفنون القتالية وبطلها السعودي عبدالله القحطاني

وأكدت أن مشوارها في الملاكمة كان مليئاً بالتحديات والتضحيات إلا أنها لم تستسلم في وجه الصعاب، مشيرة إلى أن التحدي كان جزءاً من رحلتها لتحقيق مزيد من الانتصارات وتحطيم الحواجز.

دور مدرب هاتان السيف في حياتها

واعتبرت أن مدرب المنتخب السعودي للمواي تاي، فراس سعدة كان له دور محوري في نجاحها، مشيرة إلى أن تأثيره كان يمتد إلى أبعد من المجال الرياضية، خاصة أنها تعتبره أباً لها واصفة إياه بأنه عطية من الله، قائلة: "لقد فعل كل شيء معي، لقد ساعدني في كل موقف، في صالة الألعاب الرياضية أو خارجها".

وأكدت أن المدرب السعودي كان بمثابة عائلة بالنسبة لها ويخبر الجميع أنها أحد أطفاله وليست مجرد أحد المتدربين لديه وهو ما جعلها سعيدة للغاية.

وشددت على أنها لم تكن تتخيل يوماً أن تكون رائدة في مجال فنون القتال المختلطة عندما بدأت خطوتها الأولى داخل صالة الألعاب الرياضية لكنها الآن تقود إرثاً رياضياً فيها، وتحقق انتصارات وتمسح دموعها متذكرة الجهد الذي قامت به طوال الفترة الماضية.

وأنهت حديثها: "أنظر لنفسي في المرآة وأقول لقد ضحيت بكل شيء أنت قوية، أنت قدوة لنفسك"، مؤكدة أن هذا يمنحها الكثير من التحفيز.