ملكة جمال ألمانيا 2024 تتعرض للتنمر والسخرية بعد الفوز

فازت آبامه شوناور 39 عاماً، بلقب ملكة جمال ألمانيا، بعيداً عن المعايير المتعارف عليها حول العالم، والتي وصفها عدد من المحللين بأنها معايير "سطحية وتافهة لتقييم الجمال"، فقد اختيرت شوناور للتويج بهذا اللقب، في تجاوز صريح ومباشر لكل ذلك، إلا أن تحطيم معايير الجمال المتعارف عليها في هذه المسابقات منذ سنوات، لم يكن بهذه السهولة فقد تعرضت الفائزة حديثاً لموجة عالية من التنمر والسخرية عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ملكة جمال ألمانيا 2024

عندما توجت آبامه شوناور المقيمة في برلين والحاصلة على لقب ملكة جمال ألمانيا 2024 يوم السبت، صعدت على خشبة المسرح متدثرة في وشاحها، مع ابتسامة عريضة على وجهها، وقالت الأم والمهندسة المعمارية، إنها مهتمة بقضايا حقوق المرأة ومساعدة المهاجرين على الاندماج في الحياة في ألمانيا.

وشوناور  أيضاً مهاجرة – ولدت في إيران، وهاجرت إلى ألمانيا مع عائلتها عندما كانت في السادسة من عمرها، وقالت في هذه الناحية إن السنوات الأولى من التكيف في بلد أجنبي كانت صعبة -فقد كافحت للتأقلم مع المدرسة وفقدت بوصلتها كشخص مستقل.

آبامه شوناور تتحدث بعد فوزها بلقب ملكة جمال ألمانيا

وعلى خشبة المسرح، قالت آبامه شوناور إنها تريد الدفاع عن مثيلاتها من الشابات، اللاتي يواجهن صعوبات كونهن مهاجرات في ألمانيا، كما توفر منظمتها التي تحمل اسم "شيرزان" الدعم للنساء المقهورات والمضطهدات، كما تشجعهن على "سرد قصصهن وتجاربهن، لتبادل الدعم والإلهام حتى ينطلقن نحو تحقيق واستغلال إمكاناتهن بشكل كامل".

معايير مسابقة ملكة جمال ألمانيا

كان فوز آبامه شوناور خطوة مهمة في الاتجاه الأكثر شمولاً الذي اتخذته مسابقة ملكة جمال ألمانيا منذ عام 2019، حيث تحولت بعيداً عن الجمال الجسدي ومسابقات البيكيني نحو تعريف أكثر تعقيداً للجمال يركز على شخصيات المتسابقات وأفعالهن.

لم تكن المتأهلات للتصفيات النهائية لهذا العام على عكس أي ملكات جمال شهدتها البلاد من قبل - فقد عاشت امرأة واحدة بقلب متبرع به لمدة عامين ونصف، فيما عانت أخرى من مرض مناعي ذاتي نادر واستخدمت كرسياً متحركاً، وفي هذا العام، تم أيضاً رفع الحد الأدنى السابق لسن المشاركة في المسابقة، حيث كان أكبر المتأهلين للتصفيات النهائية امرأة تبلغ من العمر 42 عاماً، فيما تقدمت نحو 15 ألف امرأة بطلبات انضمام للمسابقة التي استمر الاختيار فيها أشهر متتالية.

تنمر على ملكة جمال ألمانيا

بعد فترة وجيزة من فوزها، تعرضت آبامه شوناور لموجة من التعليقات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعترض منتقدوها على حقيقة أنها لا تتناسب مع معايير الجمال النمطية، كما أشار البعض أيضاً إلى أنها ليست "ألمانية بدرجة كافية".

تُظهر بعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي شوناور جنباً إلى جنب مع نساء شقراوات أو ملكات جمال أخريات، مثل ملكة جمال الكون ألمانيا 2023 هيلينا بليشر، فيما قارنها آخرون بالرسوم الكاريكاتورية مثل الساحرة في كرتون بياض الثلج.

وقال البعض ساخراً: "ألمانيا؟ هل هذه مزحة"، "من جديد يضحك العالم كله علينا"، "كنت أعتقد أن هذه المسابقة مرتبطة بدرجات الجمال المتباينة لا بالأجندات السياسية، ولكنني غيرت فكرتي الآن، الجميع يستطيع فعلها".

في الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض لها إحدى الفائزات بلقب ملكة جمال بلد ما للتنمر، لأن رد الفعل العنيف الذي شهدته شوناور مشابهاً لتلك الأفعال السلبية التي تلقتها عدد من المسابقات الأخرى التي حاولت تغيير منظور ومفهوم الجمال في السنوات الأخيرة - وفي ديسمبر الماضي، غمرت الفائزة بلقب ملكة جمال فرنسا منشورات مليئة بالكراهية حول قصة شعرها وطبيعة جسمها النحيل.

ولكن على الرغم من الانتقادات، تلتزم مسابقة ملكة جمال ألمانيا بتكريم فائزتها الجديدة، حيث سيتم استبدال تاج الفائزة بـ "جائزة القائدة النسائية" وتأتي مع شيك بقيمة 25 ألف يورو، مع شعار "البحث عن نساء يتحملن المسؤولية ويصبحن قدوة، بالتالي العمل على تشكيل مجتمع عالمي جديد"، وفقا لموقع ملكة جمال ألمانيا.