مقابلة حصرية مع المصمم سعيد قبيسي: تصاميم تحتفي بقوة الأنوثة

سعيد قبيسي يكشف أسرار تصميماته الفريدة، ومصادر إلهامه ورسالته للمرأة العصرية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الأربعاء، 20 نوفمبر 2024
مقابلة حصرية مع المصمم سعيد قبيسي: تصاميم تحتفي بقوة الأنوثة

في عالم الأزياء الراقية، تمتزج الحرفية العالية بالإبداع والابتكار اللامحدود، يبرز المصمم اللبناني الموهوب سعيد قبيسي كأحد أبرز الأسماء التي تُلهم وتدهش عشاق الموضة، تصاميمه تتخطى حدود الأناقة لتصبح لغة فنية تعبّر عن جوهر الأنوثة وقوة الشخصية، مما جعل من دار "سعيد قبيسي" عنواناً للفخامة والرقي في عالم الموضة.

في هذا الحوار الحصري لمجلة "ليالينا"، نكشف تفاصيل رحلة مصمم الأزياء سعيد قبيسي الإبداعية، مصادر إلهامه، ورؤيته الفريدة للمستقبل، انضموا إلينا لاستكشاف العالم الآسر للمصمم الذي يجمع بين الأصالة والتجدد في كل قطعة يصممها. تصفح عدد نوفمبر من مجلة ليالينا.  

حوار: هدير سامي

كيف تُعرف نفسك كمصمم أزياء، وما هي الصفات التي تميز أسلوبك عن غيرك من المصممين؟

كمصمم أزياء، استوحي تصاميمي من جوهر الأنوثة الأيقونية التي تمثل هوية دار "سعيد قبيسي"، هذا المفهوم يمنح تصاميمي معنى عاطفياً فريداً، حيث أبحث دائماً عن إبراز شخصيات نسائية ملهمة، سواء كانت كلاسيكية أو معاصرة، أسعى لتجاوز المعايير التقليدية لخلق رؤية خالدة للجمال تنبع من الروح.

سعيد قبيسي

وما الذي يلهمك في تصميم الأزياء، وهل هناك عناصر معينة تبحث عنها عند بدء تصميم مجموعة جديدة؟

الإلهام يأتي من كل شيء حولي، خاصة القصص التي أجدها في الثقافات المختلفة، العصور التاريخية، والمناظر الطبيعية الغنية بالعواطف، كل مجموعة جديدة أبدأها برحلة إلى عالم مليء بالقصص والأحاسيس، العملية الإبداعية بالنسبة لي هي ترجمة هذه الإلهامات إلى قطع يمكن ارتداؤها وتدوم مع الزمن.

أسعى من خلال المزج بين التقنيات الحديثة والحرفية التقليدية إلى ابتكار قطع تجسد الجمال، وفي الوقت نفسه تمتلك روحاً.

تصميم سعيد قبيسي

استمد إلهامي من "كريستيان ديور"

كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في تصميماتك، وما الفوائد التي توفرها لك هذه التقنية؟

نستطيع أن نمزج بين العالمين الافتراضي والحقيقي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي هذه التقنيات تتيح لي تقديم تجارب أزياء غامرة، بدءاً من التجربة الافتراضية للملابس والتصاميم الشخصية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى العروض التفاعلية الرقمية.

تساهم الافاتارات المتقدمة في تسهيل العملية من إطلاق المجموعة إلى الاستشارات، وتساعدنا أدوات التصميم ثلاثية الأبعاد المتطورة في توفير الوقت وتقليل إنتاج العينات وتقليل الهدر، مما يعزز الاستدامة، ويضفي الحيوية على قطع الكوتور.

إذا كان عليك اختيار ثلاثة ألوان تعكس أسلوبك الشخصي في التصميم، فما هي تلك الألوان ولماذا؟

يتحدد الأمر بناءً على حالتي المزاجية في اللحظة والإلهام المتاح، مرونة التصميم تبقي عملياً دائماً جديداً وحيوياً، ولكن، غالباً ما أنجذب نحو التصاميم ذات الألوان الفاتحة التي تزينها لمسات من الأبيض، الذهبي، والكريمي.

تهدف هذه التصاميم إلى تجسيد الجمال الداخلي للمرأة، مع الاحتفاء بشخصيتها وحيويتها وأنوثتها.

"أكثر اللحظات تميزاً في مسيرتي كانت شرف تصميم فستان جلالة الملكة رانيا"

ارتدت الملكة رانيا فستاناً من تصميمك في حفل الحناء الخاص بالأميرة رجوة، كيف كان شعورك عند العمل على هذا التعاون؟

من أكثر اللحظات المحببة إلى قلبي في مسيرتي كانت شرف تصميم فستان خصيصاً لجلالة الملكة رانيا العبدلله، كانت تفاصيل الفستان مستوحاة بعناية من عظمة الملكة، مما كان يتطلب تنفيذاً دقيقاً سعيت بكل دقة لإبراز سحر الملكة من خلال كل تفصيلة دقيقة، حيث حرصت على انسجام كل غرزة وزخرفة ولون وقصّة لإبراز جلالتها.

وأستكمل قبيسي قائلاً: إن هذا التمازج بين الإبداع والحرفية نجح في تجسيد روح المناسبة المميزة، مما جعلها لحظة لا تُنسى في مسيرتي المهنية.

الملكة رانيا ترتدي فستان من تصميم سعيد قبيسي

ما هي أبرز الاتجاهات التي تراها في تصاميم الفساتين حالياً، وكيف تتوقع أن تتطور هذه الاتجاهات في المستقبل؟

دار "سعيد قبيسي" تلتزم باكتشاف طرق فريدة للحفاظ على هويتها مع تبني الابتكار، مع التزامنا بالتقرب من عملائنا وخدمة أكثر النساء تميزاً، نمزج بين الحرفية التقليدية والتكنولوجيا المتقدمة، مستفيدين من الإمكانيات الإبداعية اللامحدودة للعالم الرقمي.

ومع تسارع وتيرة الموضة وتزايد الطلب على مجموعات متاحة وفورية، تتكيف الدار لتلبية هذه الاحتياجات المتغيرة دون المساس بطابعها المميز. هذا التوازن المتناغم بين الإرث والحداثة يضمن أن كل إبداع يُجسد أناقة خالدة، يتناغم مع الروح الديناميكية للموضة المعاصرة.
سعيد قبيسي

كيف تعكس تصاميمك شخصية المرأة العصرية، وما الرسالة التي تريد أن توصلها من خلال أزيائك؟

تصاميمي تحتفي بثقة المرأة العصرية وتفردها، بدلاً من إخفاء أجزاء من جسدها، أركز على إبراز المناطق التي ترغب المرأة في تسليط الضوء عليها، مما يمكنها من تبني ذاتها الحقيقية.

وأضاف قبيسي قائلاً: "الرسالة هي قوة الأنوثة، حيث يتم تعزيز الأنوثة وليس تقليلها، هذه التصاميم موجهة للنساء اللاتي لا يخشين لفت الأنظار وترك انطباع دائم، إنها مصممة لأولئك النساء الحازمات لكنهن ناعمات، يجسدن القوة والجمال في آن واحد".

ما هي اللحظة التي شعرت فيها أنك حققت نجاحاً كبيراً في مسيرتك المهنية؟

أحد أكثر اللحظات تميزاً في مسيرتي كان حينما ارتدت جلالة الملكة رانيا العبدلله أحد تصاميمي، شعرت بالفخر والإنجاز في هذه اللحظة، وكان نجاح الفستان يمثل قمة الإبداع والدقة في العمل.

سعيد قبيسي

كيف توازن بين التقاليد والابتكار في تصاميمك؟

احرص على خلق توازن بين الهوية التقليدية للدار وبين الابتكار العصري، ندمج الحرفية اليدوية مع التكنولوجيا الحديثة، حيث نسعى لتلبية تطلعات المرأة العصرية مع الحفاظ على طابعنا الفريد.

استمد إلهامي من "كريستيان ديور"

من هو المصمم أو الفنان الذي تعتبره قدوة لك، ولماذا؟

أستمد إلهامي من "كريستيان ديور"، فقدرته على خلق تصاميم خالدة تعكس رؤيته للأناقة والجمال تجعله مصدر إلهام عظيم بالنسبة لي.

سعيد قبيسي

كيف ترى مستقبل صناعة الأزياء في العالم العربي، وما هي التحديات والفرص المتاحة؟

صناعة الأزياء العربية تزدهر، مدفوعة بتزايد التقدير للحرفية المحلية والتراث الثقافي، ومع استقطاب المنطقة لمصممين محليين ودوليين، يزداد التركيز على الاحتفاء بالهوية العربية وتبني ممارسات مستدامة كالموضة البطيئة وإعادة التدوير.

و رغم التحديات التي تفرضها المنافسة العالمية والتغيرات التكنولوجية السريعة، إلا أنها تقدم أيضاً فرصاً للابتكار، من خلال دمج التقاليد بالحداثة والاستفادة من المنصات الرقمية، أصبح مشهد الموضة العربي في طريقه ليصبح قوة مميزة ومؤثرة على الساحة العالمية.

"المغرب مصدر إلهام رائع، بتصاميمه الغنية بالتفاصيل وألوانه الجريئة"

هل لديك أي نصيحة للمصممين الناشئين الذين يسعون لتحقيق النجاح في هذا المجال؟

الموضة تُجسّد التفرّد، وليس التقيّد بما هو شائع، كمصمم أزياء، يمتد دورك إلى ما هو أبعد من خلق قطع ملابس، لديك القدرة على توحيد الأفراد للاحتفاء بتفرّدهم، تابع أحدث التقنيات واستخدمها بحكمة، دعها تعمل لصالحك، ولا تدعها تقيدك، لا تخف من البدء بخطوات صغيرة، وفكر دائماً في الصورة الأكبر، ولكن ابدأ بهدف يمكن تحقيقه.

سعيد قبيسي

إذا كان لديك فرصة لتصميم مجموعة مستوحاة من بلد معين، فما هو البلد الذي ستختاره ولماذا؟

أجد المغرب مصدراً غني لإلهام تصاميم الكوتور، حيث يقدم حرفيات دقيقة، ألوان جريئة، ونقوش خلابة متجذرة في تراثه الثقافي الزاخر، الهندسة المعمارية في المغرب، بأقواسها الأيقونية وزخارفها المعقدة، تُلهم تصاميم فاخرة وتفاصيل متقنة.

يُشكل التراث المغربي بمزيج من التأثيرات العربية والأندلسية والفرنسية جمالية فريدة، بينما تضيف الألوان الترابية والخامات المستوحاة من مناظره الطبيعية عمقاً وأصالة لكل قطعة.

في النهاية نحب أن نعرف ما هي الرسالة التي تريد أن تتركها لكل امرأة ترتدي تصاميمك؟

أرغب في أن تشعر كل امرأة ترتدي تصاميمي بالقوة والثقة، هدفي هو إبراز جمالها الطبيعي وإبراز شخصيتها، لتكون دائماً مميزة وجريئة في اختياراتها.

قد يعجبك أيضاً:

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار