مفسدات الصيام

فرض الله تعالى الصيام على كافة المسلمين ويعتبر من أركان الإسلام الخمسة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ" ^[1] ، ومفسدات الصيام هي كل ما يبطل الصيام ويفسده، وسنتعرف عليها في هذا المقال.

الأكل أو الشرب

كل ما هو مشروب أو مأكول يبطل الصيام، قال الله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187]، ويدخل في حكمهما إدخال الطعام أو الشراب عن طريق الأنف. ^[2]  

ما كان بمعنى الأكل والشرب

يشمل حقن الدم في جسد الصائم، إذ قد يصاب الصائم بنزيف فيتم حقنه بالدم وهو بذلك يكون قد أفطر كذلك غسيل الدم لمرضى الكلى، وكذلك الإبر المغذية إذا أخذها الصائم يكون قد أفطر. ^[2]

الجماع

 الجماع هو إيلاج الذكر في الفرج ويعتبر من أكبر المفطرات إثماً، فإذا جامع الصائم فإنه صومه باطلاً سواء كان الصيام فرضاً أو نفلاً، وإذا جامع في نهار رمضان يجب عليه أن يتوب إلى الله وقضاء يومٍ بدلاً عنه وتجب عليه الكفارة المغلظة وهي عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما إلا لعذر شرعي، وإن لم يستطع صيام شهرين متتابعين يجب عليه أن يطعم ستين مسكيناً كل مسكين كيلو ونصف أو كيلو وربع من الأرز أو غيره من الطعام. ^[2]

الاستمناء

الاستمناء من مفسدات الصيام والدليل على ذلك قوله تعالى في الحديث القدسي: "يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي" رواه البخاري (1894) ومسلم (1151) ومن أنواع الشهوة التي يجب أن يتركها الصائم إنزال المني، ومن استمنى في نهار رمضان يجب عليه أن يتوب إلى الله وإمساك بقية اليوم وأن يقضيه بعد ذلك. ^[3]  

إخراج الدم بالحجامة

وهو التبرع بالدم ويؤثر على الجسم كما تؤثر الحجامة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ" رواه أبو داود (2367) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2047)، لذا لا يجوز للصائم أن يتبرع بالدم وإذا اضطر لذلك يجوز أن يتبرع على أن يقضيه بعد ذلك. ^[3]

القيء العمد

يفسد صوم من تقيأ عمداً كأن يضع أصبعه في فمه أو يضغط على بطنه أو يشمّ رائحة كريهة عمداً كي يتقيأ، هنا وجب عليه القضاء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ". رواه الترمذي (720) صححه الألباني في صحيح الترمذي (577). ^[3]

دم الحيض ودم النفاس

متى رأت المرأة دم النفاس أو دم الحيض يفسد صومها حتى وإن كان قبل غروب الشمس بلحظة، لكن إذا أحست بانتقال دم الحيض دون أن يخرج إلا بعد غروب الشمس فصيامها صحيح. ^[3]

بعض الأمور التي لا تعد من مفسدات الصيام

هناك بعض الأشياء لا تفطر ولا تفسد الصيام وفيما يلي سنتعرف عليها: ^[3]

• الأشياء التي تدخل المهبل وتشمل المنظار المهبلي، أو الغسول، أو التحاميل، أو إدخال الأصبع في المهبل للفحص الطبي.
• استخدام الأقراص العلاجية يتم وضعها تحت اللسان كعلاج الذبحة الصدرية مع تجنب ابتلاع ما ينفذ منها إلى الحلق.
• استخدام الحقنة الشرجية أو قطرة الأذن أو قطرة العين.
• علاج الجروح أو قلع السن لا يفسد الصيام.
• إدخال اللولب أو إدخال المنظار إلى الرحم لا يفسد الصيام.
• الغرغرة أو المضمضة.
• استخدام بخاخ موضعي للفم مع تجنب ابتلاع ما يصل إلى الحلق.
• الأشياء التي تدخل مجرى البول للأنثى والذكر مثل المنظار أو الأنبوب الدقيق أو محلول غسل المثانة أو الدواء.
• التخدير أو البنج واستخدام غاز الأكسجين لا يفطر ما لم يعطَ المريض محاليل مغذية.
• لصقات الجلد العلاجية المحتوية على مواد كيميائية أو دوائية.
• استخدام المراهم الجلدية.
• إدخال الأنبوب الدقيق في الشرايين لتصوير الأعضاء وعلاجها.
• إدخال منظار عن طريق جدار البطن بهدف فحص الأحشاء أو من أجل إجراء جراحة.
• دخول أي مادة علاجية أو أداة إلى النخاع الشوكي أو الدماغ.
• منظار المعدة دون أن يرافقه إدخال مواد أو محاليل.
• أخذ خزعة من أحد أعضاء الجسم دون أن تكون مصحوبة بإعطاء المريض المحاليل.

الصيام هو الامتناع عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وتوجد عدة أمور تفسد الصيام تعرف بمفسدات الصيام التي ذكرناها في هذا المقال، ويجب على كل مسلم الإلمام بها كي يتجنبها ويصح صيامه، فالصيام لا يعني الانقطاع عن تناول الطعام أو الشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس إذ للصيام آداب يجب العمل بها اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم.