مضاعفات إبر التخسيس: هل تستحق المخاطرة؟

  • تاريخ النشر: منذ 9 ساعات
مضاعفات إبر التخسيس: هل تستحق المخاطرة؟

في عالم يزداد فيه الاهتمام باللياقة والرشاقة، باتت إبر التخسيس واحدة من أبرز الحلول الطبية التي يلجأ إليها البعض لتحقيق خسارة الوزن. رغم نتائجها المثيرة للإعجاب، إلا أن هذه الإبر لا تخلو من مضاعفات خطيرة قد تدفع البعض إلى التساؤل عن مدى أمانها. في هذا المقال الشامل، سنتناول أبرز مضاعفات إبر التخسيس، ونستعرض مدى تأثيراتها الصحية والنفسية المحتملة.

إبر التخسيس واستخداماتها

تحتوي إبر التخسيس، مثل أوزمبك وويجوفي، على مركبات فعّالة مثل سيماجلوتايد وليراجلوتايد، التي تساعد على تقليل الشهية وزيادة الإحساس بالشبع. وتستهدف هذه المركبات أساساً مرضى السكري، لكنها تستخدم أيضاً للتحكم في الوزن. تتوافر إبر التخسيس على هيئة حقن تؤخذ بجرعات منتظمة، حيث تعمل على تحفيز هرمون GLP-1، الذي يلعب دوراً في تنظيم سكر الدم والإحساس بالشبع. ورغم فعاليتها في تحقيق خسارة الوزن، فإن لها تأثيرات جانبية متعددة تشمل الجهاز الهضمي، وصحة العين، والجانب النفسي، وغيرها من الأعراض التي قد تكون مزعجة للبعض.

مضاعفات إبر التخسيس

إبر التخسيس قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة عند استخدامها لفترات طويلة أو بشكل غير منتظم. بعض هذه المضاعفات قد تكون مؤقتة، بينما قد تتطلب بعضها الآخر تدخلاً طبياً عاجلاً.

1. التأثيرات السلبية على الجهاز الهضمي

تعتبر اضطرابات الجهاز الهضمي من أبرز المضاعفات الجانبية المرتبطة باستخدام إبر التخسيس، والتي تتضمن:

  • الغثيان والقيء: يعتبر الغثيان من الأعراض الأكثر شيوعاً، حيث يعاني العديد من المستخدمين من اضطرابات في المعدة.
  • الإسهال أو الإمساك: يمكن أن تؤثر إبر التخسيس على حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى اضطرابات هضمية متفاوتة.
  • التهيج المعوي: في بعض الحالات، قد تؤدي الإبر إلى التهابات وتقرحات في المعدة أو الأمعاء، وهو ما يتطلب مراقبة طبية.

أظهرت دراسة نشرتها الجمعية الأمريكية للغدد الصماء أن حوالي 30% من مستخدمي إبر التخسيس يعانون من اضطرابات هضمية متكررة، قد تؤثر على جودة حياتهم اليومية.

ومن مضاعفات إبر التخسيس على الجهاز الهضمي شلل الأمعاء، وهو من المضاعفات النادرة والخطيرة. تعمل هذه الإبر على إبطاء عملية الهضم وتعزيز الإحساس بالشبع لفترات أطول، لكن في بعض الحالات قد تؤدي إلى شلل مؤقت في الأمعاء، مما يؤثر بشكل كبير على الجهاز الهضمي.

  • إبطاء حركة المعدة والأمعاء: تعمل أدوية التخسيس مثل سيماجلوتايد على إبطاء عملية الهضم، حيث تهدف إلى زيادة الشعور بالشبع وتأخير إفراغ المعدة. لكن في بعض الحالات، قد يؤدي هذا الإبطاء إلى توقف كامل في حركة الأمعاء، خصوصاً إذا كانت الجرعة مرتفعة أو لدى أشخاص لديهم تاريخ من اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • تأثير الهرمونات: تؤثر هذه الإبر على هرمون GLP-1، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز الشعور بالشبع. يؤدي تعديل مستويات هذا الهرمون إلى تأثير مباشر على الجهاز الهضمي، وقد يسبب بعض التأثيرات غير المتوقعة، مثل شلل الأمعاء في بعض الحالات.
  • التهاب أو تهيج الأنسجة المعوية: هناك احتمالية أن يتسبب الدواء في حدوث التهاب أو تهيج في الأنسجة المعوية، مما يؤدي إلى توقف الحركة الطبيعية للأمعاء.

2. مضاعفات نفسية

أظهرت بعض الدراسات أن إبر التخسيس قد ترتبط في حالات معينة بزيادة خطر الأفكار الانتحارية، خاصة لدى المستخدمين الذين لديهم تاريخ سابق مع الاكتئاب أو الأمراض النفسية. هذه التأثيرات تُعزى إلى التغيرات التي تحدث في الجسم نتيجة استخدام هذه الأدوية، التي تؤثر على توازن الهرمونات المرتبطة بالحالة النفسية والمزاجية.

  1. التغيرات الهرمونية: يعمل سيماجلوتايد وليراجلوتايد على هرمون GLP-1، الذي يؤثر بدوره على عدة وظائف في الجسم، منها عمليات الأيض والشعور بالشبع. هذه التغيرات الهرمونية قد تؤثر على توازن المواد الكيميائية في الدماغ، مما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية.
  2. التقلبات المزاجية: يعاني بعض الأشخاص الذين يستخدمون إبر التخسيس من تقلبات مزاجية شديدة، وذلك بسبب فقدان الوزن السريع وتغير عادات تناول الطعام، مما قد يؤثر على الاستقرار النفسي.
  3. التوتر والاكتئاب: قد يختبر بعض المستخدمين شعوراً بالضغط النفسي نتيجة التركيز المستمر على فقدان الوزن. أيضاً، قد تؤدي التغيرات السريعة في الجسم إلى ظهور أعراض القلق والاكتئاب.

نظراً لارتباط هذه الأدوية بمخاطر الأفكار الانتحارية، فقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحذيرات بشأن الحاجة لمراقبة المستخدمين الذين لديهم تاريخ مع الاكتئاب أو القلق. ويوصى بمراقبة المرضى ومتابعة أي تغييرات مزاجية قد تطرأ أثناء استخدام إبر التخسيس.

3. تأثيرات على صحة العيون

بدأت بعض الدراسات تشير إلى ارتباط بين إبر التخسيس وتغيرات في الرؤية، وقد تبيّن أن بعض المستخدمين قد يواجهون مشكلات مثل:

  • تشوش الرؤية: هذا قد يعود إلى تأثير الإبر على ضغط العين، أو على الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين.
  • جفاف العين: يعاني بعض مستخدمي الإبر من جفاف شديد في العينين، مما قد يتطلب علاجات موضعية لتجنب التهيج المستمر.
  • الجلوكوما: في حالات نادرة، قد تؤدي بعض إبر التخسيس إلى ارتفاع طفيف في ضغط العين، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالجلوكوما، خاصةً لدى من لديهم تاريخ عائلي في هذا المرض.

هل إبر التخسيس تسبب العمى؟

قد تسبب إبر التخسيس بعض المشاكل المتعلقة بالعيون، ولكن من غير المؤكد علمياً أنها تسبب العمى المباشر. ومع ذلك، هناك بعض التقارير التي تشير إلى أن إبر التخسيس قد تزيد من خطر الإصابة بحالة تُعرف باسم الاعتلال العصبي البصري الأمامي غير الشرياني (NAION)، وهي حالة قد تؤدي إلى فقدان الرؤية، وحتى العمى في الحالات الشديدة.

الاعتلال العصبي البصري الأمامي غير الشرياني (NAION) هو اضطراب نادر يؤثر على العصب البصري، ويحدث نتيجة لانخفاض تدفق الدم إلى العصب، مما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية فيه. وتعد هذه الحالة من أسباب العمى الدائم، خاصة عند الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر، مثل مرض السكري أو ضغط الدم المرتفع أو وجود عوامل وراثية تؤثر على صحة الأوعية الدموية.

هناك بعض الآليات المحتملة التي قد تفسر ارتباط إبر التخسيس بزيادة خطر الإصابة بالاعتلال العصبي البصري، ومن هذه الآليات:

  1. تأثير الأدوية على تدفق الدم: المواد الفعّالة في إبر التخسيس قد تؤثر بشكل غير مباشر على تدفق الدم في الأوعية الدقيقة، بما في ذلك تلك التي تغذي العصب البصري.
  2. التغيرات الهرمونية: استخدام إبر التخسيس يؤدي إلى تغيرات هرمونية في الجسم، مما قد يؤثر على الأوعية الدموية، ويزيد من احتمالية حدوث اضطرابات في تدفق الدم.
  3. التأثيرات على ضغط العين: في بعض الحالات، يمكن أن تسبب هذه الإبر ارتفاعًا طفيفًا في ضغط العين، وهو ما قد يكون من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باعتلال العصب البصري.

4. يزيد من خطر الإصابة بالأورام

هناك بعض الأدلة والدراسات التي تثير تساؤلات حول العلاقة بين إبر التخسيس وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع الأورام، إلا أن هذا الموضوع لا يزال قيد البحث، ولا يوجد إجماع علمي حاسم حتى الآن حول مستوى هذا الخطر ومدى ارتباطه بالاستخدام طويل الأمد لهذه الأدوية.

يمكن أن تحدث بعض التأثيرات الهرمونية والفسيولوجية نتيجة استخدام هذه الأدوية التي تؤثر على هرمون GLP-1، مما قد يسهم في خطر تطور الأورام، خاصة في مناطق معينة بالجسم، ومن هذه الآليات المحتملة:

  1. تأثير هرمون GLP-1 على الخلايا: تؤدي إبر التخسيس إلى زيادة مستويات هرمون GLP-1 في الجسم، وهو الهرمون الذي يساعد في تنظيم مستويات السكر وتحفيز الشعور بالشبع. تشير بعض الدراسات إلى أن زيادة نشاط هذا الهرمون قد تؤدي إلى تحفيز النمو في بعض أنواع الخلايا، خاصة في البنكرياس والغدة الدرقية، ما قد يرفع احتمالية الإصابة بأورام حميدة أو خبيثة.
  2. الأورام في الغدة الدرقية: أظهرت بعض الدراسات على الحيوانات أن استخدام سيماجلوتايد وليراجلوتايد قد يؤدي إلى أورام الخلايا الجريبية في الغدة الدرقية. رغم أن هذا التأثير لوحظ بشكل أكبر في الدراسات على الحيوانات، إلا أنه أثار قلقاً لدى الأطباء والباحثين حول احتمالية حدوث هذا النوع من الأورام لدى البشر.
  3. أورام البنكرياس: كانت هناك تقارير عن احتمال ارتباط إبر التخسيس بتطور أورام في البنكرياس، حيث يمكن أن يتسبب التأثير الهرموني في زيادة انقسام الخلايا البنكرياسية. مع ذلك، لا يزال هذا الرابط غير مؤكد تماماً لدى البشر، ويتطلب المزيد من الأبحاث.

5. أمراض الكبد والمرارة

تشير التقارير إلى أن استخدام إبر التخسيس يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث مشاكل في الكبد والمرارة. بعض هذه التأثيرات تشمل:

  • تدهور وظائف الكبد: بعض المستخدمين يعانون من زيادة في إنزيمات الكبد، مما قد يشير إلى إجهاد أو تضرر الكبد.
  • حصوات المرارة: يرتبط فقدان الوزن السريع بزيادة احتمالية تكون حصوات في المرارة، والتي قد تتطلب جراحة في بعض الحالات.

6. مشاكل الجهاز التنفسي

هناك تقارير تفيد بأن بعض المستخدمين يعانون من مشاكل تنفسية متزايدة، مثل ضيق التنفس أو اضطرابات النوم. قد يكون هذا مرتبطاً بتغيرات في التمثيل الغذائي، مما قد يؤثر على كفاءة الجهاز التنفسي.

  • التأثير على التمثيل الغذائي: تعمل إبر التخسيس على تغيير عملية التمثيل الغذائي وتثبيط الشهية، مما يؤدي في بعض الحالات إلى فقدان الوزن بسرعة. فقدان الوزن السريع قد يُحدث تغيرات في توازن السوائل والأملاح في الجسم، مما قد يضغط على الجهاز التنفسي، ويؤدي إلى ضيق التنفس.
  • زيادة خطر الارتجاع المعدي المريئي (GERD): يمكن أن يسبب الدواء ارتجاعاً مريئياً (GERD) نتيجة إبطاء إفراغ المعدة، وقد يؤدي ذلك إلى أعراض تنفسية مثل السعال وضيق التنفس خاصة أثناء النوم. ارتجاع الحمض إلى الشعب الهوائية يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي والشعور بصعوبة التنفس.
  • اضطرابات النوم وانقطاع النفس: يُعتقد أن بعض مستخدمي إبر التخسيس قد يعانون من اضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)، وهو اضطراب يؤدي إلى انقطاع التنفس بشكل متكرر خلال النوم نتيجة ارتخاء عضلات الحلق. بعض الدراسات تشير إلى أن تغيير وزن الجسم بسرعة أو تغيرات التمثيل الغذائي قد يؤدي إلى تفاقم هذه الحالات.
  • التأثيرات العصبية: تؤثر إبر التخسيس على بعض الهرمونات مثل GLP-1، الذي قد يكون له تأثير على الجهاز العصبي، وبالتالي قد يؤثر بشكل غير مباشر على استجابة الجسم للتغيرات في مستويات الأوكسجين.

7. تغيرات جلدية و"وجه الأوزمبك"

"متلازمة وجه الأوزمبك" أو "Ozempic Face Syndrome" هي مصطلح غير طبي، لكنه أصبح شائعاً في الآونة الأخيرة، ويشير إلى التغيرات التي قد تحدث في مظهر الوجه لدى الأشخاص الذين يستخدمون إبر التخسيس، خاصةً تلك التي تحتوي على المادة الفعالة سيماجلوتايد (Semaglutide) الموجودة في أدوية مثل "أوزمبك" و"ويجوفي".

تتميز هذه المتلازمة بظهور الوجه بمظهر أكثر نحافة، أو "مترهل"، حيث يفقد بعض المستخدمين الامتلاء الطبيعي في الخدود والوجه بشكل عام، مما يؤدي إلى ظهور علامات التعب أو الشيخوخة. هذه الظاهرة ليست ناتجة عن تأثير مباشر للدواء على خلايا الوجه، وإنما تحدث بسبب فقدان الوزن السريع الذي يؤدي إلى فقدان الدهون من جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الوجه. هذه التغيرات قد تؤدي إلى:

  1. ترهل الجلد: فقدان الوزن السريع قد لا يمنح الجلد الوقت الكافي للانكماش أو التكيف مع الحجم الجديد.
  2. فقدان نضارة الوجه: يؤدي فقدان الدهون في الخدين والمنطقة حول العينين إلى بروز علامات التعب.
  3. ظهور التجاعيد بشكل أوضح: بسبب ترهل الجلد وفقدان الدهون الداعمة للأنسجة، قد تظهر التجاعيد بشكل أعمق.

كيف نتعامل مع مضاعفات إبر التخسيس؟

عند التفكير في استخدام إبر التخسيس، ينصح بالتالي:

  • استشارة الطبيب: يعد التقييم الطبي خطوة أساسية قبل البدء بأي علاج.
  • اتباع نظام غذائي متوازن: يمكن للتغذية السليمة أن تقلل من بعض التأثيرات الجانبية.
  • مراقبة الأعراض الجانبية: من المهم مراقبة أي أعراض جديدة واستشارة الطبيب عند ظهور مضاعفات غير متوقعة.
  • التوقف التدريجي: يفضل التوقف التدريجي عن استخدام إبر التخسيس في حال ظهور تأثيرات جانبية شديدة، وبموافقة الطبيب المختص.

مواضيع ذات صلة

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل ابر التنحيف تسبب أمراض؟
    نعم، قد تسبب إبر التنحيف بعض الأمراض أو المضاعفات، خاصة عند استخدامها لفترات طويلة أو بجرعات غير ملائمة. تشمل المخاطر المحتملة مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء، واضطرابات في التنفس والنوم، وأحيانًا التهابات في البنكرياس والغدة الدرقية، وقد ترتبط كذلك بأعراض نفسية مثل الاكتئاب والأفكار الانتحارية. ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدامها لتقييم المخاطر والفوائد.
  2. هل ابر التنحيف تؤثر على الهرمونات؟
    نعم، تؤثر إبر التنحيف على الهرمونات، وخاصة هرمون GLP-1، وهو الهرمون الذي ينظم الشهية ومستويات السكر في الدم. تعمل هذه الإبر على زيادة مستويات GLP-1، مما يعزز الشعور بالشبع ويبطئ عملية الهضم. هذا التغيير الهرموني يمكن أن يؤثر أيضًا على هرمونات أخرى بشكل غير مباشر، وقد يؤدي إلى تأثيرات جانبية على الجهاز الهضمي والمزاج ووظائف التمثيل الغذائي.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار