ولد محمد منير محمد أبا يزيد جبريل متولي في منشية النوبة بمدينة أسوان فى 10 أكتوبر 1954. له 4 أخوة، أخوان شابان توفيا هما سمير وفاروق، وله أختان. محمد منير اسم مركب، حيث والده اسمه أبازيد وليس منير كما يعتقد البعض.
كان منير منذ طفولته يعشق الغناء وكان يتواجد في كل مناسبات بلدته ليستمع إلى المطربين الذين نسجوا أولى خيوط ثقافته الموسيقية وهم مطربين النوبة، وتكون لديه مخزون فني رائع به خليط من الفن النوبي الذى تربى عليه والفن القاهري الذى تابعه من خلال الإذاعة والتليفزيون عن طريق أصوات مثل عبد الحليم وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم.
قضى منير فترة طفولته وصباه في مدينة أسوان وبعد حصوله على الثانوية العامة هاجر مع عائلته إلى العاصمة المصرية القاهرة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي، والتحق بكلية الفنون التطبيقية ليتخرج من قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون في جامعة حلوان.
بالرغم من الدراسة السينمائية لمنير إلا إن عشقه للغناء وميوله الموسيقية كانا قد حسما قراره في تحديد إتجاهه. وقد شجع منير على موهبة الغناء أخيه الأكبر فاروق الذي كان يتمتع أيضا بعذوبة صوته ووجد في أخيه الأصغر الحلم الذى طالما حلم به، لذلك كان فاروق منذ البداية هو الأب الروحي لمنير وهو الذى تولى توجيهه ورسم طريقه منذ البداية ، كان فاروق يرتبط بصداقة مع اثنين نسجوا بدايات محمد منير الفنية وهم الشاعر الكبير "عبد الرحيم منصور" والملحن الكبير "أحمد منيب"، جمع فاروق بين الثلاثي الأسطورة "منير – عبد الرحيم – منيب" وما أن إستمع عبد الرحيم منصور وأحمد منيب إلى محمد منير حتى شعروا إنهم أخيراً وجدوا ضالتهم في هذا الشاب الصغير وأدركوا أنهم في طريقهم إلى صنع أسطورة غنائية حقيقية لا يتبقى لها إلا التوفيق والنجاح حتى تكتمل.
كان أهم ما يميز منير عن كل أبناء جيله أنه الوحيد الذي كان يحمل مشروعاً غنائياً متكاملاً ، لم يأتي إلى القاهرة ليبحث عن أعمال فنية لكنه كان فقط يبحث عن جهة إنتاجية بينما مشروعه الفني كان جاهزاً مكتملاً مثلما كان فريداً و مميزاً. فبعد إجتماع الثلاثي (منير – عبد الرحيم – منيب) إنضم إليهم الموسيقار هاني شنودة، الذي أضاف لفريق العمل بألحانه وتوزيعاته الغريبة الطابع. هؤلاء المبدعون نسجوا معاً خليطاً رائعاً ونادراً من الموسيقى النوبية والسلم الخماسي مع الموسيقى الشرقية مع الموسيقى الغربية لتظهر بذلك الإنطلاقة الأولى في تاريخ محمد منير وهو ألبوم "علموني عنيكي" الذى خرج للنور عام 1977.
ثاني ألبومات محمد منير كان ألبوم "بنتولد" عام 1978.
عام 1981 قدم ألبوم حقق مبيعات هائلة وهو ألبوم "شبابيك". في هذا الألبوم انضم إلى فريق العمل الموسيقار يحيى خليل بفرقته التي تولت توزيع الألبوم بالكامل ليكون محمد منير هو أول مطرب عربي يقدم موسيقى الجاز، وقد صنف ألبوم "شبابيك" بعد ذلك بسنوات من ضمن أفضل الألبومات الموسيقية العربية والأفريقية في القرن العشرين، كما فازت أغنية "الليلة يا سمرة" في إستفتاء الـ BBC لأفضل 50 أغنية أفريقية في القرن العشرين.
عام 1982 كان منير على موعد في الوقوف أمام كاميرا المخرج العالمي يوسف شاهين الذي قدمه كممثل من خلال فيلم "حدوته مصرية" وغنى منير في الفيلم مجموعة من الأغنيات التي صدرت في العام ذاته في ألبوم حمل اسم الفيلم.
عام 1983 أصدر ألبوم "إتكلمي" 1983.
وفي عام 1985 قدم منير مسرحية " الشحاتين" مع الفنان سعيد صالح وسعاد نصر وصابرين.
كان منير على موعد للقاء ثاني مع كاميرا يوسف شاهين حيث شارك في 1986في فيلم " اليوم السادس" مع الراحلة داليدا، وشارك أيضاً في نفس العام في فيلم " الطوق والأسورة" مع شريهان للمخرج خيري بشارة، وفي العام ذاته صدر له ألبوم "بريء".
وفي 1987 قدم آخر ألبوماته مع شركة سونار المنتجة لكل الألبومات السابقة وهو ألبوم "وسط الدايرة".
شارك منير مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عام 1988 في فيلم " يوم مر يوم حلو".
لا يمكننا إسقاط ألبوم "الملك" من قائمة الأعمال الفنية المهمة لمنير، فهذا الألبوم الذي صدر في 1988 هو الصرخة السياسية الأولى في تاريخ الوطن العربي، صرخة العدل والحرية ضد الإستبداد والظلم "طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا".
هذا الألبوم هو التعاون الأول بين محمد منير والشاعر الثائر أحمد فؤاد نجم "الفاجومي"، الذي كتب كلمات الألبوم بالكامل، ووضع ألحان الألبوم كاملاً الموسيقار حمدي رؤوف، كما أن لهذا الألبوم أهمية خاصة لدى لمنير، فهذا الألبوم كان السبب في إطلاق لقب "الملك" عليه من النقاد والجماهير وهو اللقب الذي يصاحبه حتى وقتنا الحالي، وضم ألبوم "الملك" أغنيات مسرحية "الملك هو الملك" التي قدمت للمرة الأولى على المسرح عام 1988، وشارك منير في بطولتها.
ألبوم "شيكولاتة" عام 1989 يعتبر أيضاً من المحطات الفنية الهامة في حياة محمد منير خاصة وأنه الألبوم الأول بعد انفصاله عن يحيى خليل بعد تعاون استمر 7 سنوات متصلة. ويعتبر ألبوم "شيكولاتة" هو بداية لون موسيقي جديد في حياة محمد منير، الذي نجح في تقديم توليفة فنية رائعة لجماهير الموسيقى، خاصة أن هذا الألبوم شهد ظهور العديد من الأسماء الفنية اللامعة التي تعاون معها منير للمرة الأولى مثل "الخال" الشاعرعبد الرحمن الأبنودي والموسيقار كمال الطويل.
عام 1990 قدم منير ألبوم "اسكندرية" وفيلمي " شباب على كف عفريت" و"اشتباه".
أما عام 1992 قدم فيلم تليفزيوني يحمل اسم "حكايات الغريب"، وألبوم " الطول واللون والحرية" وقام بتصوير أغنية "الطول واللون والحرية" بطريقة الفيديو كليب.
ولم ينفصل منير عن السينما طوال مشواره حيث قدم عام 1993 فيلم "ليه يا هرم" للمخرج عمر عبد العزيز، عام 1994 قدم منير ألبوم "افتح قلبك" وصور منه أغنية "لو بطلنا نحلم نموت" بطريقة الفيديو كليب، بينما قدم في 1995 فيلم "البحث عن توت عنخ آمون"، وألبوم "ممكن"، ويكتفي منير في عام 1996 بتقديم ألبوما واحدا وهو ألبوم "من أول لمسة"، ويعد هذا الألبوم هو الغنائي الثالث عشر لمنير، وصور منه أغاني "قبل ما تحلم فوق"، " من أول لمسة"، "ليلى".
"المصير" وهو التعاون الثالث بين منير وشاهين، وانتج الفيلم عام 1997 ، وشارك الفيلم في العديد من المحافل والمهرجانات الدولية، وتم تكريم يوسف شاهين بجائزة خاصة في الذكرى الـ50 لمهرجان كان السينمائي، وقدم منير أغاني الفيلم في ألبوم حمل اسم الفيلم ومن أهم أغنياته "علي صوتك".
الألبوم الرابع عشر لمنير هو ألبوم " الفرحة" وصدر عام 1999 وصور منه أغنية "سيا سيا".
ألبوم "عشق البنات" عام 2000، تأتي أهميته فى الإنتشار الجماهيري الكبير الذي حققه من المحيط إلى الخليج، حيث حقق هذا الألبوم أعلى معدلات البيع فى هذا العام، كما فازت أغنية "ربك لما يريد" التي قدمت في هذا الألبوم بلقب أغنية العام أو أغنية الألفية وصور منير من هذا الألبوم أغنية "أنا بعشق البحر".
ألبوم "الأرض .. السلام" عام 2001الشهير بـ "مدد يا رسول الله" يعد تجربة فريدة من نوعها فلأول مرة يجرؤ فنان على تقديم ألبوماً كاملاً للأغنيات الدينية، وقدمها منير بطابع الموسيقى الصوفية، هذا الألبوم كان رداً من محمد منير ورسالة للعالم، يدافع بها عن الإسلام بأنه ليس ديناً إرهابياً كما يتهمه العالم، لكنه دين سلام ومحبة وأخاء، فبعد هجمات 11 سبتمبر وإشتداد الهجوم على الدين الإسلامي وجد منير أن دوره كفنان يحتم عليه أن يرد على ما يحدث، ليس بالهجوم المضاد لكن بالموسيقى والغناء، والرائع أن أغنية "مدد يا رسول الله" من توزيع الموسيقار الألماني "رومان بونكا" الذي قدم مع منير العديد من الأعمال، لكن هذا العمل كان مختلفاً فما أروع أن تقدم للعالم أغنية عن الإسلام بتوزيع موسيقار مسيحي وبمشاركة فريق "شالسيك الألماني" وهو فريق كنسي يغني ترانيم الكنائس، وهي التجربة التي أبهرت العالم وبسببها فاز الفنان محمد منير في هذا العام بجائزة مطرب السلام من شبكة CNN، كما أنه بعد حصوله على هذا اللقب، اهتمت مكتبة الكونجرس الأمريكي اهتمام خاص به ووضعت اسمه ضمن قائمة أهم فنانين العالم مناقشة لقضايا مجتمعاتهم في أعمالهم.
وفي نفس العام قدم منير ألبوم "قلبي مساكن شعبية" وصور منير منه أغنية " سو يا سو" كفيديو كليب، ليقدم بعد ذلك ألبومه "أحمر شفايف" في عام 2003، وصور منه أغنية " شمندورة".
في 2005 أصدر منير ألبوم "امبارح كان عمري عشرين"، وبالطبع حقق مبيعات هائلة، وصور منه أغنية "صوتك".
في عام 2006 عاد منير مرة أخرى ليقف أمام كاميرات السينما وذلك من خلال فيلم "ما فيش غير كدة" مع الفنانة نبيلة عبيد، وظهر منير في الفيلم كضيف شرف. في نفس العام شارك منير في فيلم "دنيا" للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب وشاركت في بطولة الفيلم الفنانة حنان ترك.
قدم الملك في عام 2008 ألبوم "طعم البيوت" وصور منه أغنية "نيجريبيه".
أصدر منير في أعقاب الثورة المصرية أغنية منفردة وهي أغنية "إزاي"، وتم تصوير الأغنية في يوم واحد وهي من إخراج هادي الباجوري، وكان منير قد أهدى التليفزيون المصري هذه الأغنية قبل إندلاع الثورة بحوالي عام ونصف لكن التليفزيون رفض عرضها، وومع إندلاع الثورة قام منير بإهدائها إلى جميع القنوات الفضائية، حتى أصبحت أغنية الثورة المصرية.
بعد أربع سنوات من الغياب عن سوق الألبومات عاد منير مرة أخرى ليصدر آخر ألبوماته في 2012وهو ألبوم " يا أهل العرب والطرب"، وتم اختيار الأغنية صاحبة اسم الألبوم لتكون تتر مسلسل " الهروب" لكريم عبد العزيز الذي عرض في رمضان 2012 .
آخر أعماله هو دويتو في أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم تحت عنوان "حبنا الكبير" في فكرة وتجربة فنية الأولى من نوعها فى عالم الغناء العربي، كلمات عبد الفتاح مصطفى وألحان رياض السنباطي وتوزيع الموسيقار هاني مهنا. وسيطرح الفيديو كليب الخاص بها قريباً وهو من إخراج محمد بكير،خلال فترة قريبة بداية عام 2013.
تميز منير بغوصه في الثقافات المختلفة ونشر التراث العربي، فلم يكتفي منير بنشر التراث النوبي الذي تربى وكبر فيه، بل اعتبر منير التراث العربي بأكمله كنز مدفون لابد من فتح خزائنه، لذلك نرى في كل ألبوم له يقدم أغنية من التراث العربي. من هذه الأغاني: أغنية "حكمت الأقدار" من التراث الجزائري وأغنية "وسط الدايرة" من التراث السوداني، وأغنية "يالالي" من التراث الحلبي وأغنية "يا طير يا طاير" من التراث الأردني وأغنية "أنا قلبى مساكن شعبية" من التراث السوداني وأغنية "إمبارح كان عمري عشرين" من التراث الجزائري وأغنية "تحت الياسمينة" من التراث التونسي.
لقد إشتهر محمد منير منذ بداياته بتقديم الحفلات الناجحة سواء داخل مصر أو خارجها، فهو يحرص دائماً على لقاء جماهيره داخل مصر بالعديد من الحفلات أثناء العام، كما أن محمد منير يعـتبر من أشهر الفنانين العرب الذين يقدمون حفلات عالمية للجنسيات الأجنبية المختلفة وفي كل أنحاء العالم.
أطلق على محمد منير العديد من الألقاب حيث أطلق عليه محبيه، منها "الملك، ابن النيل، جوهرة مصر السمراء، صوت مصر، عاشق الحرية، بوب مارلي الشرق".
mailto:info@layalina.com?subject=طلب تصحيح على موقع ليالينا&body=%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A -----------------------------------------------------------%0D%0A%0D%0A هذه الرسالة تتعلق بمقال: محمد منير%0D%0A bitlyURL %E2%80%AEعلى الرابط: %0D%0A%0D%0A