لَـــــو

لم تتوان لحظة عن قتل تلك المرأة بداخلي، لتخرج بعدها باحثا عن أخرى غيري، تتّسم بأنوثة تفتقدها في.
كانت لك زوجتان، إحداهما لم تحاول ولو لمرّة أن تكتشفها خارج إطار المسافة الفارقة بين المطبخ والمخدع،
وثانية في مخيلتك.
حسنا.. وماذا لو قلت لك إنّني لطالما حلُمت أيضا برجل غيرك؟
نهيئ أنا وهو معا قهوة الصباح، يرمقني بنظرة هي قطعة السكر الأولى.. أقول له ببراءة خبيثَة:
ـ لكنّني أحبها بقطعتين...
يرفع نظره إليّ ثانية،
يطيله هاتِه المرة،
يُحَلِّيها وَيُحَلّينِي...
نختلط عليه وبدل أن يحتسيها
يَحتسيني.
يُخرِج لي من جيبه السرّي أعلى يسار قميصه هدية، كلما استقبلته عند الباب تلك الصغيرة بداخلي.
نتبضّع معًا. أمازحه كلما اشتكى من ثقل الأكياس طول المشوار. ألتفت يمنة ويسرة، أطبع على خده قبلة خاطفة وأضيف كيسا آخر، فينفجر هو ضاحكا.
يُدخل خِصلة شعري الظّاهرة بسرعة خوفا من أن يراها رجل غيره، دون أن ينبس ببنت شفة...
فقط هي غيرةٌ جميلة تقطر من عينين..
تقولَان كلّ شيء.
يوشوش في أذني كلّما رجوته أن يدعني أنام قليلا حين يؤذن لصلاة الفجر:
ـ لكنني لا أود أن أدخل الجنة دونك...
نكون أنا وهو استثناء...فلا تبْرد مائدتنا، ولا يدير أحدنا ظهره للآخر، وهو يراقب صقيع الحياة يتسلق حافة السرير.
رجل ألامس كل أحلامي بأصابعه.
ماذا لو قلت لك، إنني لطالما حلمت أيضا برجل غيرك، لا يختصر كل حقوقي عليه كزوجة وشريكة عمر في جملته الشّهيرة:
ـ "واكلة شاربة.. آش بغيتي مازال؟".
لَو كُنت قد حاولت فقط لكنت أقربَ إليّ ولو قليلا.. فكل ما كنا نحتاجه كبداية هو ذاك القليل، صدّقني.

*ملحوظة: "واكلة شاربة.. آش بغيتي مازال؟": هي جملة بالدارجة المغربية، ومعناها (أوفر لك أكلا وشرابا.. فماذا تريدين أيضا؟).. واستعملتها لأنني وجدت بها بلاغة أكبر