لماذا يكسر البعض الأطباق احتفالاً بالعام الجديد؟

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام
لماذا يكسر البعض الأطباق احتفالاً بالعام الجديد؟

في الدنمارك، هناك تقليد فريد يميز احتفالات رأس السنة، وهو تحطيم الصحون، بدلاً من التخلص من الصحون القديمة التي لم تُستخدم طوال العام، يحتفظ الدنماركيون بها حتى آخر يوم في السنة ليقوموا بتحطيمها برفق أمام أبواب أصدقائهم وأفراد عائلاتهم.

يُعرف هذا التقليد باسم "تحطيم الصحون" أو "تحطيم الأطباق"، على الرغم من أنه قد يبدو غريباً للبعض، إلا أنه يحمل معاني عميقة وطقوساً رمزية في الثقافة الغربية، تجمع بين الفرح والتجديد.

أصل التقليد وأسباب تحطيم الصحون

على الرغم من أن أصل هذا التقليد ليس واضحاً بشكل كامل، فإن الأبحاث تشير إلى أنه بدأ كطريقة للتعبير عن الامتنان للأشخاص في حياة الفرد.

من خلال تحطيم الصحون أمام الأبواب، يُعتبر ذلك بمثابة تعبير عن الشكر، وتمني الحظ السعيد في السنة القادمة، يُعتقد أن هذه العادة تساهم أيضاً في التخلص من الطاقات السلبية التي تراكمت في العام الماضي، مما يوفر مساحة لأحداث وتجارب جديدة مليئة بالإيجابية في العام المقبل.

رمزية تحطيم الصحون

تحطيم الصحون في هذا اليوم ليس مجرد فعل تدميري، بل هو خطوة نحو التجديد، ففي كل صحن يتحطم، يعتقد البعض أنهم يتركون وراءهم السلبية والتجارب غير السارة.

كما أن تدمير الصحون يمثل التخلص من الحظ السيئ والترحيب بحظٍ أفضل في العام الجديد، علاوة على ذلك، يعتقد الدنماركيون أن هذا التقليد يساعد على طرد الأرواح الشريرة التي قد تزعجهم ويجلب لهم الحظ السعيد.

تكسير الأطباق في العام الجديد

الاستعدادات والتحضيرات

قبل بداية الاحتفال، يقوم الدنماركيون بجمع الصحون التي لم تُستخدم طوال العام، وغالباً ما يشترونها من المحلات التجارية المستعملة أو أسواق السلع المستعملة.

بعضهم يفضل تزيين الصحون برسائل أو رسومات قبل أن يتم تحطيمها، مما يضيف طابعاً شخصياً مميزاً على كل طبق، وفي ليلة رأس السنة، يحملون الصحون إلى منازل الأصدقاء والأقارب ليقوموا بتحطيمها أمام أبوابهم.

تكسير الأطباق في العام الجديد

الأجواء الاحتفالية لطقس تحطيم الصحون

رغم أن هذا التقليد قد يبدو تدميرياً للوهلة الأولى، إلا أنه في الواقع يعكس أجواء من الفرح والاحتفال. تحطيم الصحون يعد وسيلة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، مما يجعل لحظة بدء العام الجديد أكثر خصوصية.

كما أن الصوت الناتج عن تحطم الصحون يُعتبر علامة على التخلّص من كل ما هو قديم وسلبي، ويُعتقد أن هذا الصوت الجهور يعزز من القدرات الوقائية ضد الأرواح الشريرة، جالباً معها البدايات الجديدة والمبشرة.

نجوم شاركوا في تحطيم الأطباق

حول العالم، حرص بعض النجوم على المشاركة في هذا التقليدي السنوي، منهم سلمى حايك التي شاركت في تكسير الأطباق عام 2020، وفي نفس العام شاركت الفنانة المصرية دنيا سمير غانم أيضاً في نفس التقليد في دبي.

تكسير الأطباق في العام الجديد

الفنان محمد رمضان والفنانة نيللي كريم في إحدى السنوات تناولوا طعام العشاء معاً، واستقبلا العام الجديد بتكسير الصحون في دبي أيضاً.

محمدرمضان نيللي كريم

التقاليد والاحتفالات في الدنمارك

تعتبر هذه العادة جزءاً من الثقافة الدنماركية، حيث يُظهر هذا الطقس كيف تحتفل المجتمعات بإغلاق صفحة العام الماضي وفتح أخرى جديدة بكل أمل وفضول.

تحطيم الصحون يعكس جوهر الحياة في الدنمارك، الذي يتسم بالترحيب والاحتفال بالمجتمع وتقدير العلاقات الإنسانية. ومن خلال هذه الممارسات، نجد أن الدنماركيين لا يقتصرون على مجرد تقديم الأمنيات الطيبة، بل يضفون طابعاً مادياً يربطهم بالناس والمناسبات عبر رمزية الأشياء التي تكسر لتصنع مكاناً لما هو أفضل.

اعتقادات بأنها عادة يونانية

هناك تقارير تشير إلى أن تحطيم الصحون عادة ترجع لزمن بعيد في اليونان، حيث كانت في البداية وسيلة للتعبير عن الحزن والتعزية في حالات الوفاة، عندما كان يشيع موت أحد المقربين، كان يتم تحطيم الصحون أثناء مراسم الدفن للتخفيف من الحزن، وكان يُعتقد أن الصوت الناتج عن تحطيم الأطباق يساعد في طرد الأرواح الشريرة وتخفيف الألم النفسي.

ومع مرور الوقت، تطور هذا التقليد ليشمل الاحتفالات، حيث أصبح تحطيم الصحون يرمز إلى التخلص من الحظ السيئ والاحتفال بالبدايات الجديدة.

سلمى حايك

مع مرور الزمن، أصبحت عادة تحطيم الصحون جزءاً من الاحتفالات اليونانية المختلفة، كما تحولت لتصبح وسيلة للتعبير عن الألم العاطفي، مثلما كان الحال مع النساء اللاتي كن يكسرن الصحون بعد انفصالهن عن أحبائهن.

هذه العادة ارتبطت بمفاهيم أخرى مثل الوفرة والسعادة، حيث كان يُعتقد أن الأغنياء الذين يمتلكون الكثير من الأطباق يحطمونها كطريقة للتعبير عن الفرح. ومع تزايد خطورة العادة في الأماكن العامة، أوقفت اليونان هذه الممارسة في عام 1969، لتحل محلها عادة رمي الورود خلال الاحتفالات.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار