لقاء حصري مع عاصي الحلاني

فارس في الفن والنبل والأخلاق. أينما حل يسلّط سيف صدقه وكرمه وعنفوانه وإنسانيته ليغرف به حباً ونجاحاً وتألقاً. يقف على أبواب تعينه سفيراً للنوايا الحسنة من قبل الأمم المتحدة وهو مدرك تماماً أن لقبه  ليس Prestige، وأن الرجال هم من يصنعون المناصب وليس العكس. تابعناه أخيراً في برنامج The Voice واكتشفنا الجانب الآخر من شخصيته وتعجّبنا من سرعة اختياره للأصوات. عن تردده في المشاركة، تقييمه لهذه التجربة، وعن علاقته بزملائه وغيرها الكثير من الأسئلة التي تقرأون إجاباتها في هذا اللقاء.  

نبدأ من الحدث الأبرز اليوم وهو اختيارك سفيراً للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة. ماذا يعني لك هذا اللقب؟
لقب أو تكريم كهذا أمر جيد وثقة أثمّنها من قبل المنظمة التي اختارتني، لكن في الوقت نفسه هي مسؤولية على من يتحملها أن يعزز موقعه ومنصبه من خلال نشاطه واجتهاده وعطائه. فالمناصب بحياتها لم تصنع الرجال إنما الرجال هم من يصنعون المناصب.  

بعض زملائك بات حذراً من هذا اللقب الذي تحول إلى Prestige، لدرجة أن بعضهم كإليسا اعتذر عنه فما هو ردك؟
لست بانتظار لقب للقيام بأعمال إنسانية، فهذه الرسالة تبنّيتها منذ بداية مشواري الفني. عندما طلب مني برنامج الأمم المتحدة الإنمائي Live Lebanon، الذي يؤمن المساعدات لمن هم محتاجين من مزارعين ومرضى وذوي احتياجات خاصة دعمهم بصفتي وجهاً لبنانياً معروفاً، تعهّدت القيام بنشاطات عدة تخدم هذه الغاية، ولا علاقة لي لا من قريب أو بعيد بالـ Prestige الذين يتكلمون عنه.

أتابعتَ زيارة الممثلة أنجلينا جولي لمخيمات اللاجئين وما تلاها من زيارات لكل من حسين الجسمي وهند صبري والهجوم الذي لحقهما، إضافة للكثير من الفنانين العرب إذ كان أولى بهم القيام بهذه المبادرة؟
 لم أكن موجوداً يومها في لبنان إنما تابعت القليل عن زيارتها عبر الأخبار. أعتقد أن خطوتها تلك أتت من قبل الأمم المتحدة التي نظمت بعدها خطوتَي حسين وهند اللذين لا يستحقان هذا الهجوم، بل أحييهما وأقف إلى جانبهما، إذ أعتقد أن زيارات الدعم وحدها لا تكفي إنما يجب أن تكون مقرونة بالمساعدات المادية والغذائية. ومن موقعي اليوم كفنان أناشد كل الجهات المعنية بأننا مستعدون لأي خطوة هادفة في هذا الإطار.  

نراك حاضراً بأعمالك الفنية في كافة المناسبات الإنسانية، الإجتماعية والوطنية فهل لديك أي طموح سياسي؟
إنطلاقاً من كوني لبنانياً مرَّ بلدي بمراحل صعبة جداً وعصفت فيه مشاكل كبيرة عانى خلالها ولا يزال الأمرّين، باتت متابعة الأخبار السياسية ومواكبتها أمراً بديهياً، لذا فتقديمي للأعمال الفنية وتعبيري عن هواجسي وحملي لِهمّ وطني ومتابعتي لما يحصل في محيطه العربي لا يعني مطلقاً بأنني أحمل أي هدف سياسي.  

ما رأيك في الربيع العربي وكيف تقيم ما يحدث حالياً؟
أنا مع التغيير والديمقراطية وحرية الرأي، لكنني أيضاً مع الإستقرار وضد أن يسيل أي قطرة دم من أي مواطن عربي. لذا علينا أن نكون متيقّظين لمن يحاول استغلال هذا الربيع لخلق فتنة في كافة الأقطار العربية وأن يكون لدينا برنامج محكم للتغيير وأن يعي الشعب أن المواضيع الطائفية والمذهبية هي من تدمّر البلد وتحوّل التغيير من إيجابي إلى سلبي.

بعضكم كفنانين يحرص على البقاء على الحياد وآخرون ينغمسون في التعبير عن آرائهم السياسية كما حصل مع الفنان فضل شاكر أخيراً.. ما رأيك في اعتزاله وفي المنحى الذي اتخذه؟
هذا أمر خاص لا رأي لي به ما دام صاحب العلاقة مقتنعاً. فأنا أنادي دائماً بالحرية والديمقراطية ولا يسعني أن أكون ضده، بل أن أحترم رأيه واختياره طالما أنه لم يؤذني ولم يقم بعمل يسيء لمصلحة وطني.

هل من تواصل بينكما؟
هناك بعض الرسائل من بعض الأصدقاء المشتركين، لكن في الأصل لم يكن هناك تواصل بيننا إنما احترام متبادل. إن اعتزل حقاً فأنا أحترم اعتزاله وإن لم يفعل فأنا أحبه كفنان وسأبقى أستمع إلى أغنياته وأتمنى له ولعائلته التوفيق.
 
نتابعك اليوم في برنامج The voice أخبرنا عن تقييمك لهذه التجربة؟
لن أخفي عنك بأنني كنت متردِّداً في البداية، لكن بعد رد الفعل الإيجابي الذي لمسته منذ الحلقات الأولى بت ملتزماً ومتشوِّقاً للوصول إلى الحلقات المباشرة التي ستبدأ في التاسع من الشهر الجاري. وعلى الرغم  من كل الأحداث الدراماتيكية التي تشهدها بلادنا لا بد لنا من وقت لآخر أن نعطي المشاهد جرعة فرح وأمل كي لا ييأس، وأن نخفف من حزنه تبعاً للمقولة التي أرددها دائماً «واجب الفنان في وقت الفرح أن يضاعفه وفي وقت الحزن أن يخففه».

ما الذي أغراك للمشاركة وكيف ترى هذه الهجمة من قبل الفنانين على لجان التحكيم؟
قبولي كان لثقتي بالـ MBC  وSONY والمعدّين والأسماء الفنية الكبيرة الموجودة التي كانت سبباً أساسياً لموافقتي. في حياتي لم أفكر بالمشاركة بهكذا برنامج، لكن عندما تابعته بنسخته الأجنبية وجدته لذيذاً وجيداً، كما أحببت طريقة تعاطينا العفوية التي تعاملنا بها مع المشتركين بحيث اكتشف المشاهد وجهنا الآخر بعيداً عن الجدية التي نطل بها عادة في مقابلاتنا. هذا إضافة إلى الفرصة التي نعطيها لهذا الكم الرائع من الأصوات. وكل ذلك يعتبر جزءاً من عمل الفنان الذي كان هاوياً في مرحلة من المراحل وباتت خبرته تخوله لأن يكون في هكذا موقع... الهجوم على لجان التحكيم ليس من قبل الفنانين بل من المحطات!! فلو لم تعرض الـMBC على نانسي المشاركة في الموسم الثاني من برنامجها لما كانت نانسي عرضت نفسها، كما أنها لم تكن لتوافق لو لم يناسبها العرض... استبدلي اليوم كاظم وصابر وشيرين وعاصي وضعي 4 وجوه غير معروفة مكانهم فهل سينجح البرنامج ويتابعه الناس بالنسبة نفسها، حتى لو بثته CNN؟

كيف تقيم فريقك اليوم، وكيف تفسر اصطياد كاظم للأصوات الجميلة والتكتل الثلاثي بينك وبين شيرين وصابر عليه؟
على العكس، هو ليس صياداً... عودي إلى الحلقات فتجدينني أول من كان يستدير للأصوات الجميلة إذ كنت أشعر سريعاً بها. إنما أن يقوم المشترك باختيار مدربه فأمر مختلف تحكمه أسباب عدة، منها تأثره بالفنان وحبه له أو تأديته للونه الغنائي. لكن في السياق العام كنت أول من تنبّه للأصوات الجميلة وسوف أكون سعيداً إن وصلت للنهائيات وبذلك أكون قد نجحت. أما في ما يتعلق بفريقي فأعتبر الأصوات الـ 6 التي أخترت من أهم الخامات وأقواها في البرنامج.

أخبرنا عن العلاقة التي كانت تجمعكم كمدربين، وبما ترد على أخبار التوتّر بينكم التي خرجت من الكواليس؟
علاقتي جيدة جداً بالجميع فصابر صديق قديم غالي وعزيز ونحن على تواصل دائم، وشيرين مرحة «قلبها طيب» أحبها كثيراً وهي ليست بحاجة لمن يتكلم عنها إذ تمتلك خامة صوتية نادرة في عالمنا العربي. أما كاظم فأحترمة وأقدّره وأحب صوته وفنه، لكن بحكم البعد الجغرافي وعدم وجوده في لبنان لم تكن تجمعنا لقاءات متبادلة. إنما بعد البرنامج كبرت المحبة وتضاعف الإحترام لدرجة أنه قال لي عندما تعرفت بك بتّ أحبك أكثر، وأنا أبادله الشعور نفسه. لا تهتمي لمن يخبرك عن خلافات، فهي أخبار غير صحيحة إذ لم يمر يوم في التصوير من دون ضحك ومزاح حتى لقّبني كاظم بالمشاغب من كثرة المقالب التي كنت أنفذها، طبعاً بعد ما طلبت منه إن يخبرني إن كان مزاحي يزعجه واحد في المئة كي أتوقف، فأجابني على العكس أنا سعيد بجو الفرح الذي تضفيه وكذلك الأمر بالنسبة لصابر وشيرين التي باتت تعاني فوبيا عاصي.

حُكيَ عن تواجود لابنتك ماريتا في كواليس التصوير، فهل تشجع مشاركتها في هكذا برامج؟
تتمتع ماريتا بخامة صوت جميلة لكن لا أريد لها أن تضيع عن دراستها. تواجدت مع أخوتها ورفاقها في المدرسة نظراً لمتابعتها للبرنامج بنسخته الأجنبية ولاضطلاعها على كل ما يتعلق بالفن والفنانين. هذا وقد أخبرت والدتها عن رغبتها بأن تصبح مخرجة.

أ تشجّعها؟
بالتأكيد، رغم أن كوليت تريدها طبيبة لكنني أعلمتها أنه من غير  الممكن لنا أن نفرض على ابنتنا أمراً لا تحبه، لذا إن أصرَّت ماريتا على موقفها سأدعمها وأشجّعها لتنجح في الإخراج على أن تكون فاشلة في الطب.

نتابع تواصلك عبر موقع التواصل الإجتماعي تويتر assihallani ، فهل أنت من يهتم شخصياً بذلك وكيف هي علاقتك بهذه التقنية؟
هي ليست هوايتي. لكن بعد التزامنا ببرنامج  The voice طلبت منا MBC تأسيس حساب خاص بكل واحد منا، فلم أمانع فكرة التواصل ضمن حدود الفن إذ إنني ضد التعبير عن الأمور الشخصية «الآن استيقظت، وبعد قليل سأتناول غدائي»، وسعيد بالتواصل مع كل من يهتم بفني ويقدّم الاقتراحات.

أين أصبح الديو المفترض بينك وبين نجوى كرم ؟
لا ديو بيني وبين نجوى!! جمعتنا لقاءات وسهرات وزيارات متبادلة وعندما سئلت عن إمكانية تقديم ديو أجبت بأنني أحترمها وأعتبرها من الفنانات المهمات ولي الشرف بذلك، لكنني لم أتحدث أبداً عن أي ديو جدي. طلبت أن ألحن لها أغنية للجيش اللبناني ففعلت، لكنها في ما بعد بدّلت رأيها وطلبت من الشاعر نزار فرنسيس تعديل كلامها لتصبح وطنية شاملة لتصدرها في مناسبة عيد الإستقلال كما أعتقد.  

كيف هي العلاقة التي تربطك بها اليوم وبالملحن سمير صفير الذي قيل بأنه تمنى منك عدم إعطائها اللحن بعد اعتذارها عن المشاركة في الأغنية التي قُدمت للجيش اللبناني؟
هذا الكلام عار عن الصحة!! لم يتصل بي سمير ولم يتمن أي شيء من هذا القبيل. أعرف أن نجوى كان من المفترض أن تشارك في الأغنية لذا عندما كنت أضع صوتي في الاستديو اتصلتُ بها وسألتها إن كانت ستأتي لتضع صوتها فأخبرتني بأنها لم تستمع للأغنية، عندها قلت لها حسناً احسمي أمرك واخبري سمير أن كنت ستشاركين أم لا، وغادرت بعد أن أنهيت التسجيل ولم أعرف ما جرى بعدها.