كيفية بدء الدعاء وختمه لسؤال الله عن حاجتنا

  • تاريخ النشر: الخميس، 25 يوليو 2024
كيفية بدء الدعاء وختمه لسؤال الله عن حاجتنا

الدعاء هو جوهر العبادة، ووسيلة لتواصل العبد مع ربه، حيث يسأل الإنسان الله حاجته، ويطلب عونه وتوفيقه. للدعاء آداب معينة تحث على بدء الدعاء، وختمه بطريقة معينة لتحقيق الاستجابة. ويتوجب على المسلم أن يلتزم آداب الدعاء، ويتحرى أوقات الاستجابة التي لا يرد فيها الله سؤال أحد، ومن آداب الدعاء هي الثناء على الله في بداية الدعاء ثم الصلاة على النبي، بعدها يسأل الله ما يريد ويتوسل إليه بدعاء تفريج الهم والغم. وفيما يلي كيفية بداية الدعاء، وختمه لسؤال الله عن حاجتنا. 

كيفية بداية الدعاء: كيفية الاستفتاح

الاستفتاح في الدعاء له أهمية كبيرة، حيث يمهد الطريق لتواصل العبد مع ربه بطريقة تعكس الخشوع والإخلاص. الاستفتاح يساعد على تهيئة النفس وتجهيز القلب لاستقبال رحمة الله وعفوه. يُعتبر الاستفتاح وسيلة لتعزيز التركيز والنية الصافية، مما يجعل الدعاء أكثر تأثيراً وفعالية. سنتعرف فيما يلي على كيفية بداية الدعاء لسؤال الله عن حاجاتنا:

  • التحميد والثناء على الله: تبدأ الدعاء بحمد الله والثناء عليه، فهو الخالق والمستحق للحمد والثناء. قال تعالى في كتابه الكريم: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60).
  • الصلاة على النبي: من آداب الدعاء أن تبدأه بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل دعاء محجوب حتى يُصلَّى على النبي" (الترمذي).
  • الاعتراف بالذنب والتوبة: من الجميل أن يبدأ الإنسان دعاءه بالاعتراف بذنوبه، وطلب التوبة منها، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء سيد الاستغفار: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" (البخاري).

كيفية بداية الدعاء وختمه لسؤال الله عن حاجتنا

أفضل ما يبدأ به الدعاء

  1. اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ.
  2. اللَّهُمَّ إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنت الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ له كفوًا أحدٌ.
  3. اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ.
  4. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
  5. اللَّهُمَّ ربَّنا لَكَ الحمدُ، ملءَ السَّماواتِ وملءَ الأرضِ، وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ، أَهلَ الثَّناءِ والمَجدِ، أحقُّ ما قالَ العبدُ وَكلُّنا لَكَ عبدٌ، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لما منعتَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منْكَ الجدُّ.
  6. يحمد الله أولاً، ثم يُصلي على النبي، ثم يمدح الله بخير المحامد، ثم يبدأ دعاءه.

وما يستحب الإكثار من نطقه أثناء الدعاء: يا ذا الجلالِ والإكرامِ، وعلى المسلم أن يدعو بما شاء من دعاء وما لديه من حاجات، ويسأل الله أن يحققها له. من المستحب أن يكون في دعائه عازماً ومُلحاً، ويُستحب تجنب قول "إن شئت" كما جاء في الحديث الصحيح. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني، فإن الله لا مُستكرَه له" (صحيح مسلم).

أمور يُستحب البدء بها عند الدعاء

الدعاء هو فرصة للعبد للتواصل مع ربه بصدق وإخلاص، ولذلك ينبغي أن يُؤدى بطريقة معينة تحقق الغاية منه. هناك أمور يُستحب القيام بها عند بدء الدعاء، تساعد في تحقيق الخشوع والتقرب إلى الله، وتجعل الدعاء أكثر قبولاً واستجابةً. هذه الأمور تشمل اختيار الوقت المناسب، والوضوء، واستقبال القبلة، ورفع اليدين، وتكرار الدعاء. سنستعرض هذه الأمور بالتفصيل مع ذكر الأحاديث والآيات الدالة عليها.

  • اختيار الوقت المستحب للدعاء: أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأوقات يُستحب فيها الدعاء، ومنها:
  1. الثلث الأخير من الليل.
  2. عند الأذان.
  3. بين الأذان والإقامة.
  4. بعد الصلوات المكتوبات (الفرائض).
  5. عند صعود الإمام المنبر يوم الجمعة حتى تُقضى الصلاة.
  6. آخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة.
  • الوضوء: يُستحب الوضوء عند الدعاء، فقد شُبّه الدعاء بقراءة القرآن والصلاة. جاء في الحديث الشريف عن أبي موسى الأشعري: "دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: (اللهم! اغفر لعبيد أبي عام، ورأيت بياض إبطيه)" (مسلم).
  • استقبال القبلة: يُستحب استقبال القبلة عند الدعاء، وهو من فعل النبي صلى الله عليه وسلم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة وحوّل رداءه" (البخاري).
  • رفع اليدين: رفع اليدين عند الدعاء من الأمور المستحبة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حييٌ كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين" (الترمذي).
  • تكرار الدعاء: من المستحب تكرار الدعاء والإلحاح على الله بالطلب، دون يأس. فقد جاء في الحديث: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً" (مسلم).

كيفية ختم الدعاء

ختم الدعاء هو المرحلة النهائية التي يُختتم بها التواصل مع الله، وله تأثير كبير على قبول الدعاء واستجابته. كما أن طريقة ختم الدعاء تعكس مدى إخلاص العبد وتفانيه في طلب رحمة الله. من خلال الاهتمام بطريقة الختم، يمكن للعبد أن يُعزز من قوة دعائه، ويُعبر عن شكره وتقديره لله.

  • الصلاة على النبي مجدداً: كما أن بداية الدعاء بالصلاة على النبي أمر مستحب، فإن ختمه كذلك بالصلاة على النبي يعزز من قبول الدعاء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلّى عليَّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشراً" (مسلم). وفي قولٍ مأثورٍ عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (إنّ الدعاء موقوفٌ بين السماء والأرض لا يصعد منه شيءٌ حتى تُصلِّيَ على نبيّك -صلى الله عليه وسلم-).
  • حمد الله وشكره: من الجميل أن يختم الإنسان دعاءه بحمد الله وشكره على نعمه، فالشكر يزيد من البركة، ويعزز من قبول الدعاء. قال تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" (إبراهيم: 7).
  • الدعاء بما ورد في السنة: يستحب أن يُختَم الدعاء بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أدعية مأثورة، مثل قوله: "اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم" (الترمذي).

تحقيق الأدب في الدعاء يزيد من فرص استجابته، ويعكس تواضع العبد أمام ربه. الالتزام بهذه الآداب يظهر احترام العبد لعظمة الله، ويُعزز من علاقة الإنسان بربه، مما يجلب البركة في الحياة والاستجابة للدعاء.

الدعاء هو وسيلة مباشرة للتواصل مع الله، والالتزام بآداب بداية وختم الدعاء يعزز من فرص الاستجابة. من خلال التحميد والثناء على الله، الصلاة على النبي، الاعتراف بالذنب، وختم الدعاء بالصلاة على النبي وحمد الله، يمكن للإنسان أن يعبر عن حاجته لله بطريقة تتسم بالإخلاص والتواضع.

مواضيع ذات صلة

شاهدي أيضاً: دعاء العطس

شاهدي أيضاً: دعاء المغفرة

شاهدي أيضاً: دعاء التحصين

  • الأسئلة الشائعة

  1. ماذا اقول عند بدء الدعاء؟
    عند بدء الدعاء، يُستحب أن تبدأ بالتحميد والثناء على الله، مثل قول: الحمد لله رب العالمين. ثم يمكنك الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بقول: اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. بعد ذلك، يُفضل الاعتراف بالذنب وطلب التوبة، مثل: اللهم إني أعوذ بك من شرور نفسي وأتوب إليك.
  2. ماذا اقول في الثناء على الله قبل الدعاء؟
    قبل بدء الدعاء، يُستحب الثناء على الله بعبارات تعبر عن تقديرك لجلاله وعظمته. يمكنك قول: الحمد لله الذي لا إله إلا هو، الرحمن الرحيم، الملك القدوس. أو: اللهم يا حيّ يا قيّوم، يا ذا الجلال والإكرام. هذه العبارات تُظهِر خضوعك لله وتُعزز من خشوعك أثناء الدعاء.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار