كيفية القضاء على مخاوف الطفل

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
كيفية القضاء على مخاوف الطفل

يعاني غالبية الأطفال من المخاوف في حياتهم اليومية، ولابد أن يعلم الآباء أنهم المسبب الرئيسي لمختلف الحالات التي يعاني منها الطفل من الخوف، فطرق تعامل الأهل والتحدث مع الطفل تجعله إما حزيناً أو سعيداً، إضافة إلى العوامل الخارجية التي تساعد على تشكيل نسبة كبيرة من مخاوف الطفل، فكيف نعالج الموضوع؟

التهديد أحد أسباب الخوف لدى الطفل

واحدة من القضايا الكبرى التي تحدث في مؤسسات التعليم اليوم هي استخدام التهديد في التعامل أو أثناء تدريس الأطفال، كذلك استخدام التهديد والعنف في التعامل مع الطفل في الأسرة أيضاً، فاستخدام الكبار لهذا السلوك العدواني أي التهديد، يجعل الأطفال في حالة حرجة وضمن دائرة الخوف.

كما أن هذا السلوك المعتمد في التعامل سينتقل للأطفال، فكيفما نتعامل مع الطفل سيتعامل هو مع العالم، فعندما تقول الأم لطفلها: "سأعد لرقم ثلاثة، فإن لم تستجب قبل أن انتهي من العد؛ سأحرمك من هذا الشيء وستخسر محبتي"، ولطالما هذا التهديد يقتل في الطفل الأمان، ويزرع في سلوكه مشاعر الخوف.

قد يبدو للبعض بأن العد على سبيل المثال ذو تأثير سحري لتحقيق الانضباط، لكن ليس هناك سحر في التهديدات، الأطفال قادرون على إدراك أن الكبار أقوى منهم ولهم سلطة في تنفيذ الأمر، وإن افترضنا أن ذلك صحيحاً، وتستطيع الآن بالقوة والتهديد أن تحصل على ما تريد من طفلك، لكن عندما يكبر، كيف ستستطيع فرض رأيك وإجباره على تنفيذ ما تريد؟!

أسلوب التفاهم والحب مع الأطفال

يجد الكثير من الآباء أن سلوك الطفل غير المتعاون هو بمثابة تحدٍ لهم ولسلطتهم، ويمكن أن نفسر السلوك غير المتعاون بأنه ناجم عن حاجات لم يتم تلبيتها للطفل، أي حرمانه من بعض حاجياته، فلكل من الأهل والأطفال حاجات مختلفة وغالباً ما تتعارض؛ لذا ينشأ الصراع.

ويعمد الآباء هنا على حرمان الطفل مما يريد مقابل الامتثال لأوامرهم، فمثلاً، قد يصعب على الطفل أن يقطع سلسلة السعادة التي يعيشها في اللعب ليذهب مع ذويه ليحضروا بعض الحاجيات.

فعندما يحدث ما يسمى بصراع الحاجيات بين الأطفال وذويهم، من الطبيعي أن يحدث صراع السلطة، فيستخدم الآباء قوة الخوف والتهديد بدلاً من قوة الحب، لكن عند استخدام الأسلوب المختلف أي أسلوب الحب والتفاهم؛ ستنشأ اداة تواصل قوية بين الآباء والأطفال، تلك رابطة قوية يستبدل بها التهديدات بالمشاعر الإيجابية.

لسلوك الأهل مع الطفل ومع بعضهما علاقة حيوية في القضية

إضافة لتضارب الاحتياجات بين الآباء والأبناء، فإن طريقة التعامل التي يتلقاها الطفل في المنزل والتي يراها في سلوك الأب والأم تؤثر عليه وعلى شعوره بالأمان أو الخوف، فعلينا حل النزاعات في التفاعلات اليومية وإتقان مهارة حل المشكلات، إذا كان لدى البعض سلوكيات سلبية، بإمكاننا التخلص منها عندما نفهم أن هناك علاقة حيوية بين الشخص والبيئة، فنحن معتادون على أن ننظر على الفور إلى السلوكيات، دون التركيز على ما آل إلى ذلك، أو السبب في هذا السلوك، كذلك الأمر بالنسبة لأولادنا الصغار، عندما يقومون بسلوكيات سلبية فذلك ربما ناجم عن حدث معين أثار غضبهم، لذلك علينا تحديد مشاعرهم وتعليمهم كيفية التصرف بطريقة أكثر قبولاً، وهنا يمكن التخلص من الأسلوب القاسي في التعامل، وتجنب تعريض الطفل للخوف والتهديد.

أمور تمنح الأطفال الهدوء وتخلصهم من الخوف والقلق

  • راقب تعرض الأطفال للإعلام، فالصور التي تقدم سواء في التلفزيون أو في أشرطة الفيديو كذلك الألعاب والمخاوف التي ترتبط بها؛ تجعل الأمر يزداد سوءاً، وخصوصاً حين يشاهد التلفاز قبل النوم، فالمضمون الإعلامي الجيد يبقي طفلك هادئاً وبعيداً عن المخاوف، وفي هذا الإطار يمكن أن تختار لطفلك أو تعوده على انتقاء المضامين التي تساعده على الاسترخاء وتقليل الخوف، مثل الكوميديا والقصص الكرتونية ذات الفائدة.
  • تشارك مع مخاوف الطفل كأسرة واحدة، شجع طفلك للتحدث عن مخاوفه، استمع لطفلك واجعله يدرك أن هدفك المساعدة على حل المشاكل التي تخيفه، لذلك يمكنك طمأنة طفلك أن بإمكانك كشخص أكبر منه أن تساعده في ذلك بالتفاهم وليس بالخوف والتهديد، وعلى الرغم من أن الأم تستطيع فهم مشاعر الطفل بشكل أكبر، لكن الأفضل حل المشاكل التي تواجه الطفل كأسرة متكاملة لمزيد من الأمان.
  • امنحه مزيداً من الهدوء، ساعد طفلك على الشعور بالأمان، امسك بيده واقنعه بأن كل شيء على ما يرام، فكلماتك ستكون الداعم له في الظروف العصيبة.
  • امنح طفلك بعض الحقائق عن الأمور التي ستواجهه والمخاوف التي قد يتعرض لها، فإن كان طفلك قادم على الدخول إلى المدرسة، وبما أنها مرحلة جديدة على الطفل فلا بد أن تنتابه مشاعر القلق والخوف من المجهول، أخبره بالسياسة المتبعة في المدرسة من الانضباط والواجبات والأسلوب الذي يتعامل به بعض المعلمين.
  • اقرأ لطفلك بعض الكتب، استعن بالقصص حتى الخيالية منها، حاول أن تختار بعض الحكايات التي تتحدث عن التغلب على الخوف، وكيف أن الخير يغلب الشر في النهاية، كذلك قم بتلاوة بعض الآيات الدينية على الطفل والتي من شأنها أن تمنحه الهدوء.
  • عود طفلك على الكلام الإيجابي، فمن المعروف أن للكلام تأثير كبير على المشاعر، بإمكانك أن تعلمه بعض الجمل: "أنت تستطيع فعل ذلك"، "كل شيء سيكون على ما يرام"، "الحلول بسيطة".
  • طبق معه بعض الاستراتيجيات التي تعمل على الاسترخاء، فمن الطبيعي أن الخوف يجعل طفلك متوتراً، لذا مارسوا الرياضة معاً، استمعوا إلى الموسيقى، قوموا بالرسم، فرغوا الشحنات والطاقة السلبية من خلال نفخ البالونات، خذوا مزيداً من الهواء النقي من خلال التنزه خارج المنزل.
  • عانق طفلك، من إحدى الغرائز الطبيعية لدى الإنسان معانقة الشخص واحتضانه عندما يكون قلقاً، فالعناق يحد من مخاوف الطفل ويهدئها، ويخلصه من المشاكل النفسية التي تسبب له الخوف.
  • نمي خيال طفلك، فالخوف غالباً يرتبط بما هو خيالي وغير موجود، فغالبية الأطفال الذين يعانون من الخوف يتراءى لهم في مخيلتهم الأشباح والتصورات الغريبة، لكن بإمكانك أن ترسم في ذهنه ذلك الفارس الذي سينقذ تلك الفتاة السجينة وسيحررها من آلامها، ارسم في خياله من خلال كلامك أن ملاك جميل يرعاه ليلاً ولا وجود لتوهماته.

أخيراً.. كل شيء سيكون على ما يرام، إن أدركنا حقيقة أن الطفل مخلوق بريء، من السهولة أن يمتص كل ما من حوله من سلوكيات وتؤثر به بسهولة، لذا يمكننا أن نتحمل المسؤولية أكثر، ونعي لطبيعته البريئة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار