كيف تعالجين مشكلة التنمر في مدرستك

بات التنمّر في المدارس من الظواهر الخطيرة التي تُهدّد سلامة الطلاب وسير عملية التدريس. وكثيراً ما يقتصر معالجة مشكلة التنمر على أولياء الأمور والطلاب، لكن كيف تعالجين مشكلة التنمر في مدرستكِ كالمعلمة؟ إليكِ في هذا المقال دور المعلم ومديرو المدارس في علاج مشكلة التنمر في المدارس.

خطوات لمعالجة مشكلة التنمر في المدرسة

تقييم التنمر في المدرسة

إن فهم ظاهرة التنمر في مدرستكِ قد يساعدكِ على التخطيط لاستراتيجيات معالجة المشكلة. فعلى سبيل المثال، من المهم معرفة الأماكن التي تحدث فيها ظاهرة التنمر في مدرستك، حتى تتمكن من زيادة الإشراف على هذه الأماكن، ومنع انتشار ظاهرة التنمر إلى الأماكن الأخرى.

ويمكن تقييم التنمر في المدرسة من خلال السماح للطلاب بالإبلاغ عن تجارب التنمر التي تعرضوا لها سواء مراجعة المرشد الاجتماعي في المدرسة، أو كتابة الشكوى مجهولة الاسم.

عمل الاجتماعات الدورية

تشكيل لجنة مختصة، تتضمن مجموعة صغيرة من المعلمين النشطين والإداريين والمستشارين والموظفين غير التدريسيين وأولياء الأمور، لاستكشاف مشكلة التنمر وإيجاد الحلول الممكنة في مدرستكِ. وعقد اجتماع مفتوح أو اجتماع رابطة أولياء الأمور والمعلمين لطلب آراء أولياء الأمور حول التنمر وكيفية الحد من انتشار ظاهرة التنمر في المدرسة.

عمل برامج الوقاية من التنمر

إذا لم تكن مدرستكِ لديها برامج لمكافحة التنمر، اقترحي عليها أن تبدأ في إنشاء برنامج لمكافحة التنمر. من المهم أن تتبنى كل مدرسة برنامج خاص بها للوقاية من التنمر حسب احتياجاتها وحجم المشكلة وميزانيتها المالية. كما يمكن إنشاء نظام إبلاغ سري يسمح للأطفال بالإبلاغ عن حالات التنمر، ويسجل تفاصيل حوادث التنمر، إلى جانب وضع قواعد وعقوبات واضحة فيما يتعلق بالتنمر، ونشر وتوزيع قواعد المدرسة ومناقشتها مع الموظفين والطلاب وأولياء الأمور.

وتتضمن مقترحات للبرامج أيضاً استقبال الآباء الذين يبلغون عن حالات التنمر والاستماع إليهم باهتمام، والإسراع بوضع إجراءات للتحقيق في مثل هذه التقارير وحلها بسرعة وفعالية على مستوى المدرسة من أجل تجنب تكرار حالات التنمر.

يجب على جميع المعلمين وموظفي المدرسة إخبار الأطفال بأنهم يهتمون ولن يسمحوا بإساءة معاملة أي شخص، من خلال اتخاذ إجراءات فورية والتعامل مباشرة مع الطلاب الذين يمارسون التنمر. ^[1]  

التواصل مع الأسرة

تحتاج المدرسة إلى الاستعانة بالمختص الاجتماعي أو النفسي للتواصل مع الأسرة، وإجراء التدخل اللازم لمعالجة الأساليب التربوية والمشاكل الأسرية التي تؤدي إلى إنشاء الطالب المتنمر.

التعرف على علامات التنمر في الفصل الدراسي

إن معرفة كيفية التعرف على علامات التنمر في الفصل الدراسي هي خطوة رائعة للمساعدة في الحد منه ومنعه.

العلامات السلوكية: الشخص المتنمَر

• التغيب عن الحصص الدراسية أو عدم الحضور إلى المدرسة.
• الحصول على الدرجات المتدينة.
• انخفاض الأداء الأكاديمي.
• الانسحاب من الأنشطة الصفية.
• الشعور بالقلق أو العصبية أو اليقظة الشديدة.
• محاولة البقاء بالقرب من الكبار.
• يكون عدوانياً، أو يعاني من نوبات غضب.

العلامات الجسدية: الشخص المتنمَر

• العلامات الجسدية مثل الكدمات غير المبررة والخدوش والعظام المكسورة والجروح الملتئمة.
• الشكوى من الصداع أو آلام المعدة أو أمراض جسدية أخرى.
• عدم النوم جيداً، وقد يكون لديه كوابيس.

العلامات السلوكية: المتنمِر

• السلوك العدواني.
• إلقاء اللوم على زملاء الدراسة؛ بسبب أفعالهم أو سلوكهم.
• يبدأ المعارك الجسدية و/أو اللفظية.
• يسعى جاهداً للحصول على أصدقاء جدد.

دور المعلم في علاج التنمر داخل المدرسة

يمكن للمعلمين عقد اجتماعات صفية يمكن للطلاب خلالها التحدث عن القضايا المتعلقة بالتنمر والعلاقات بين الأقران، وبالإمكان للمدرسة السماح للمعلمين دمج موضوعات التنمر في جميع المناهج الدراسية.

يجب أن ينصت المعلم إلى الطالب بتركيز، دون أن يحاول لومه على مشاعره أو اتهامه بقلة ثقة بنفسه، بل عليه أن يتفهم وضعه ويشعره بالطمأنينة، ويطمئنه بأن الإدارة ستقوم بدورها لعلاج المشكلة ومعاقبة المتنمرين.

كما يعقِد المعلم جلسات مع الطفل المتنمر لمناقشة الأسباب التي دفعته لمثل هذه التصرفات، ويشجعه أن يتخلى عن السلوكيات السيئة منها التنمر، ويرشده إلى كيفية التعامل مع أقرانه بود واحترام. ومن الضروري ربط نظام المكافآت المدرسية بتعديل السلوك مثلاً يسمح للطالب المتنمر بالمشاركة في الرحلات المدرسية إذا توقف عن التنمر ومهاجمة أقرانه.

يجب على المعلم أن يسعى لبناء علاقات آمنة، وخلق بيئة يشعر فيها الطلاب بالثقة والراحة في التحدث ضد التنمر، حيث يشعر فيها الطلاب بالأمان عند اللجوء إليك طلباً للدعم. وعندما تقترن هذه البيئة التي أنشأتها بسياسة عدم التسامح مطلقًا مع التنمر، يمكنك أن تُظهر للطلاب أنك ستفعل شيئاً ما لجعلهم يشعرون بالأمان. ^[2]

ويشجع المعلم الطلاب المشاركة في الأنشطة التي يحبونها، فإن هذا سيساعد أيضاً في بناء العام بشكل عام، بالإضافة إلى تكوين مجموعة من الأصدقاء ذوي الاهتمامات المشتركة.

طرق الوقاية من التعرض للتنمر في المدرسة للطلاب

• تعامل مع الآخرين بالطريقة التي تحب أن يعاملوك بها، لذا كن مهذباً ولطيفاً مع الجميع.
• تحدث إلى شخص بالغ تثق به مثل أحد الوالدين أو مستشار المدرسة إذا تعرضت للتنمر أو شهدته.
• ابتعد عن أي أماكن يتجمع فيها المتنمرون إذا كانت غير آمنة عاطفياً أو جسدياً.
• احتفظ بهدوئك وقل أشياء مثل "مهما كان الأمر" أو "لا أهتم بما تقوله"، إذ يريد المتنمرون إثارة غضبك. وقد يؤدي الحفاظ على هدوئك وإبداء تعليقات محايدة إلى دفعهم إلى التراجع. ومن الأفضل أن تظل هادئًا، وتبتعد عن الشخص المتنمر بدلاً من الانخراط في سلوك التنمر.
• احرص على أن يكون لديك صديق يساعدك في الدفاع عن نفسك، ويمكنك أن تدافع عنه، ستشعران بمزيد من القوة معاً. ^[3]  

تعد المدارس من أكثر الأماكن زخماً بالتنمر نتيجة للاحتكاك اليومي بين الأطفال، لذا فإن دور المدارس والمعلمين في علاج مشكلة التنمر لا يقل أهمية عن دور الأهل والمجتمع المحلي. ونختم نهاية المقال بالسؤال: كيف تعالجين مشكلة التنمر في مدرستك؟ وما هو الدور التربوي في الحد من مشكلة التنمر في المدارس.

موضوعات ذات صلة: