قهوة العزاء: قصة تقليد عربي قديم لا يزال حياً

  • تاريخ النشر: منذ 6 أيام آخر تحديث: منذ 4 أيام
قهوة العزاء: قصة تقليد عربي قديم لا يزال حياً

هل تساءلت يومًا عن سبب تقديم القهوة في العزاء؟ بمناسبة اليوم العالمي للقهوة دعونا نتطرق لذكر أصل قصة قهوة العزاء الشيقة.

أصل تقليد قهوة العزاء

قهوة العزاء هي جزء من التقاليد العربية العريقة المرتبطة بالمواساة والتعازي في المجتمعات العربية. يعود هذا التقليد إلى قرون مضت، ولا يزال حيًا حتى هذا اليوم في معظم الدول العربية، حيث تقدم القهوة بشكل خاص في المجالس العربية وغيرها التي تُقام لتقديم واجب العزاء لأهل المتوفى.

يعود أصل قهوة العزاء إلى عهد الدولة العثمانية عندما دخلت القهوة لأول مرة إلى مصر عبر مجموعة من الطلبة  اليمنين في الأزهر الشريف، في تلك الآونة انتشرت القهوة كمشروب لذيذ بين الطلبة يساعدهم على التركيز في دراستهم، ومع مرور الوقت انتشر هذا المشروب ليشمل غالبية الطلبة المصريين.

ومع انتشار شرب القهوة بين الناس، خرج أحد رجال الدين هناك لتحريم هذا المشروب الغريب، وكانت الحجة أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يعتد على شرب القهوة وعليه فهو بدعة، وتم تحريم شربها في تلك الفترة.

واستمرت هذا العادة في مصر استنادًا لفتوى الفقيه الشافعي أحمد بن عبد الحق السنباطي بداعي أنها تؤثر على العقل. 
ترتب على تحريم شرب القهوة خسارة الكثير من تجار القهوة أعمالهم، الأمر الذي دعا تجار البن للطلب من الفقيه إعادة النظر بالفتوى والرجوع عنها. ومن جهته رفض الفقيه الرجوع عن الفتوى، ترتب على هذا الأمر غضب الكثير من تجار القهوة، وترتب على هذا الغضب معارك بين المؤيدين والمعارضين لتناول القهوة. 
نجم عن هذه المعركة قتيل واحد من المؤيدين والعديد من الإصابات، قام معارضو القهوة أثناء المعركة باللجوء إلى أحد المساجد، وقام التجار بدورهم بمحاصر المسجد، وانضم إليهم أهل القتيل.

أقام أهل القتيل ومؤيدو القهوة ببناء صيوان كبير من الخشب، وقاموا بتوزيع القهوة السادة على كافة المحتجين لإثارة غضب الشيخ.  وفي ذلك الوقت تدخل السلطان العثماني مراد الثاني لحل المشكلة، وقام بتعيين مفتي جديد للدولة قام أباح شرب القهوة، ونتيجة هذا الانتصار الذي حققه تجار القهوة جرت العادة على تقديم القهوة السادة في العزاء. [1]

أما في القبائل العربية، فقد نشأ هذا التقليد بين القبائل التي كانت تعيش في الصحراء، حيث كان المجتمع يعتمد بشكل كبير على القهوة كرمز لكرم الضيافة والترابط الاجتماعي. كانت القهوة تقدم في كافة المناسبات، سواء كانت أفراحًا أو أحزانًا، وأصبحت مع مرور الزمن جزءًا لا يتجزأ من طقوس العزاء. [2]

قهوة العزاء

طقوس تقديم القهوة في العزاء

تحمل قهوة العزاء رمزية اجتماعية حيث تعبر عن التضامن والمواساة مع أهل المتوفي. في بعض المناطق، تقدم القهوة مرّة دون إضافة السكر، لتعكس مرارة الفقد والحزن. يتم تقديمها عادة من قبل أفراد الأسرة المضيفة أو الأقرباء للتعبير عن الاحترام والتقدير. كما يتجنب أهل العزاء شرب القهوة كدلالة على الحزن، بينما يتناولها الزوار كتعبير عن مشاركتهم في الحزن.

في المجالس التي تُقام لتلقي التعازي، يتم تحضير القهوة العربية بشكل تقليدي وتقديمها في فناجين صغيرة دون مقبض أطلق عليها اسم فنجان المواساة. القهوة تُقدم أولاً لكبار السن والضيوف الموقرين، ويُحرص على أن تكون القهوة سريعة التحضير للتعبير عن جاهزية أهل البيت لاستقبال الضيوف في كل لحظة. يُقدم الفنجان بيد واحدة مع ترك الأخرى في وضعية استعداد، وذلك إشارة لاحترام الضيوف. [2]
كانت هذه أهم المعلومات حول أصل قهوة العزاء، على الرغم من التغيرات الاجتماعية الكبيرة في العصر الحديث، لا يزال تقليد قهوة العزاء حاضرًا بقوة في المجتمعات العربية. 

  • الأسئلة الشائعة عن قهوة العزاء

  1. ماذا يقال عند شرب القهوة في العزاء؟
    عند تقديم القهوة في العزاء، غالبًا ما يُقال عبارات المواساة مثل البقية في حياتك أو عظم الله أجركم. هذه العبارات تُعبّر عن الحزن والمشاركة في الألم مع أهل المتوفى، في حين يتم تناول القهوة كجزء من تعبير الاحترام والتضامن في تلك اللحظات الحزينة.
  2. هل يجوز تقديم القهوة في العزاء؟
    نعم، يجوز تقديم القهوة في العزاء وفقًا للتقاليد العربية، وهي تُعدّ جزءًا من الضيافة التي يُقدمها أهل المتوفى للمعزين. يُعتبر تقديم القهوة في هذه المناسبة وسيلة للترحيب بالضيوف وإظهار التقدير لهم على مواساتهم ومشاركتهم في الحزن.
  3. لماذا تقدم القهوة في العزاء؟
    تقدم القهوة في العزاء كرمز للضيافة والتعبير عن الحزن والمشاركة في الألم. يُنظر إلى القهوة كوسيلة لتوفير الراحة للمعزين وأهل المتوفى، وتُقدم عادة بدون سكر لتكون مريرة، مما يرمز إلى مرارة الفقد والحزن في تلك اللحظات
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار