قضايا غريبة: ذهبت لعزاء والده فطلقها ولكن!

  • تاريخ النشر: منذ يوم
قضايا غريبة: ذهبت لعزاء والده فطلقها ولكن!

كتبت: ولاء مطاوع

في سابقة نادرة الحدوث، ألقى الزوج يمين الطلاق على زوجته، بسبب إصرارها على الذهاب لعزاء والده، وتحدثت الدكتورة نهى الجندي، المحامية المتخصصة في شؤون الأسرة إلى "ليالينا" بالتفاصيل المحزنة، لانتهاء علاقة زواج طويلة، بسبب خلاف قديم.

سبب الطلاق الحقيقي

تقول نهى الجندي إن الزوجة التي هي ربة أسرة مكونة من ستة أفراد، شعرت بمسؤولية تجاه أسرتها، بعد وفاة حماها الذي لم يكن يوماً حنوناً على زوجها، لدرجة أنه حرمه من الميراث في حياته، فقررت الذهاب لعزائه، في محاولة لإعادة المياه إلى مجاريها بين والد أبنائها وإخوته.

الزوج حذر زوجته من هذا التصرف، فهو لا يزال يحمل آثاراً وترسبات مؤلمة، عالقة في ذاكرته منذ سنوات وسنوات، لا ينفك يذكر إصرار والده غير المفهوم على مضايقته، قبل أن يطرده من المنزل، ثم يحرمه من الميراث، ليضرب نموذجاً في إساءة الأب لأبنائه.

الزوجة لم تستمع لتحذير زوجها، واندفعت بشعورها بالمسؤولية، لتقريب وجهات النظر، ولكن يبدو أن الزوج المكلوم، لم يتمكن من كبح جماح غضبه، ليلقي عليها يمين الطلاق، وينقطع الزوج الذي وصفته زوجته بأنه "رجل نبيل" عن الإنفاق على زوجته وأولاده.

اضطرت الزوجة تحت تأثير الظروف المادية، أن تتوجه إلى المحامية نهى الجندي لرفع مجموعة من القضايا التي تدور كلها في إطار مادي بحت، فهي بحاجة إلى تغطية مصروفات أسرتها بعد مقاطعة الأب لهم.

لماذا نكرر الدائرة؟

في هذه القضية، أبدت المحامية الشهيرة تعاطفاً مع الجانبين، الزوجة التي كانت حريصة على مصلحة أسرتها وزوجها، والزوج الذي يحمل ذكريات بغيضة لا يستطيع تجاوزها حتى هذه اللحظة، وعلى الرغم من اعتراف الزوجة بخطئها في تجاوز تعليماته، إلا أن قراره بالانقطاع التام وإنهاء زواجه بكلمة واحدة، كان أقسى من الخطأ بمراحل.

دائرة القسوة التي قد يعيشها الأبناء من أحد الوالدين، إذا ما تركوا أنفسهم للدوران فيها، لن تنته للأبد، لا بد من قرار شجاع بإنهاء هذه الدائرة، واتخاذ قرار بتجاوز جميع الآلام من أجل هؤلاء الأطفال الذين لا يمتلكون حولاً ولا قوة.

النبي صلى الله عليه وسلم، حذّر من الآباء الذين يحملون أبناءهم على عقوقهم، قبل أن يكبروا، فلما كان هذا الأب مجروحاً لسنوات، لماذا لم يضع نفسه الآن مكان أبنائه الذين يشاهدون كل شيء، ليصبحوا بدون حول ولا قوة طرفاً مجنياً عليه في قصة لا ناقة لهم بها ولا جمل؟

نصائح لإعادة الرباط

أخي الكريم، الزواج ليس شراكة مؤقتة، بل ميثاق غليظ يقوم على الرحمة والمودة والتسامح، قد تحدث خلافات وأخطاء بين الزوجين، ولكن الحكماء يدركون أن حل النزاعات يكون بالحوار والتفاهم، وليس بالقطيعة أو الطلاق السريع.

  1. تذكر فضل العشرة: قبل أن تركز على الخطأ الذي حدث، استرجع لحظات الحب والود التي جمعتك بزوجتك، كانت شريكة حياتك، أم أولادك، ورفيقة دربك، ألم يكن بينكما خير ومودة تستحق المحاولة لإصلاح العلاقة؟
  2. العفو من شيم الكرام: كل إنسان يخطئ، كما أنك قد تخطئ. من منا معصوم؟ التسامح ليس ضعفاً، بل قوة تنبع من حكمة ووعي، يقول الله تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله".
  3. أعد التفكير في الأسباب: هل ما فعلته زوجتك يستحق هذا القرار الكبير؟ أم أنه كان موقفاً عابراً؟ ربما العصيان كان نتيجة سوء فهم، أو ضغط نفسي تمر به، لا تجعل لحظة غضب تقرر مصير حياتك وحياة عائلتك.
  4. استعن بالصبر والموعظة الحسنة: بدلاً من اللجوء للطلاق كأول حل، يمكن دائماً اللجوء للنصح بلين، أو طلب تدخل أحد أهل الحكمة من العائلة أو الأصدقاء لمساعدتكما في تقريب وجهات النظر.
  5. فكر في تأثير القرار على الجميع: الطلاق ليس مجرد انفصال بين اثنين، بل له تأثيرات نفسية واجتماعية، خاصة إذا كان هناك أطفال. هل هذا القرار هو الأفضل للجميع؟ أم أن الصبر والمحاولة قد تكونان أكثر نفعاً؟
  6. استفد من الفرص الثانية: إذا كنت تحبها، وما زال هناك مجال للإصلاح، فلا تتردد في منح علاقتكما فرصة أخرى، الحياة قصيرة، وليس من الحكمة أن نضيعها في الندم على قرارات اتخذناها في لحظات انفعال.

أخي، الزوجة ليست خصماً أو تابعاً، بل شريكة حياة تحتاج إلى الحب والاحترام. إن رأيت منها خطأً، فلتكن يدك هي اليد التي تصلح وتعين، لا اليد التي تعاقب أو تهدم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار