قصة غريبة عرّفت العالم على مرض عمى الوجوه الذي أصاب براد بيت

  • تاريخ النشر: الأحد، 13 أكتوبر 2024
قصة غريبة عرّفت العالم على مرض عمى الوجوه الذي أصاب براد بيت

عمى الوجوه، المعروف علمياً باسم "prosopagnosia"، هو حالة عصبية غريبة تؤثر على قدرة الأشخاص على التعرف على الوجوه. يمكن أن تكون هذه الحالة مؤلمة اجتماعياً، حيث يعاني المصابون بها من صعوبة في تمييز حتى أقرب الناس إليهم، وقد أصابت هذه الحالة عدداً من نجوم ومشاهير هوليوود، مما وضعهم في مواقف محرجة بالفعل.

تعرفوا على تفاصيل مرض عمى الوجوه، والقصة الغريبة التي عرّفت العالم عليه، إلى جانب أسماء نجوم هوليوود المصابين به، من خلال التقرير والصور أعلاه...

قصة غريبة تُعرف العالم على عمى الوجوه

في كتاب "الرجل الذي خلط بين زوجته وقبعته"، الذي نشره عالم الأعصاب والكاتب الشهير أوليفر ساكس في عام 1985، قدم الكاتب للعالم حالة غريبة لشخص يدعى "السيد ب".

كان السيد بي. يعاني من مشكلة في الرؤية حيَّرت العديد من الأطباء، لكنه لم يكن يعاني من فقدان النظر، بل من عدم القدرة على التعرف على الأشياء والأشخاص من خلال بصره. وفي زيارة له إلى الطبيب ساكس، أظهر سلوكاً غير معتاد كان بمثابة صدمة.

بعد انتهاء الموعد، قام السيد بي. بمحاولة ارتداء رأس زوجته وكأنه قبعته، دون أن يدرك أنها شخص وليس شيئاً مادياً. هذه اللحظة الغريبة كانت دليلاً صارخاً على حالته المتمثلة في العمى الوجهي، وهو فقدان القدرة على تمييز الوجوه والتمييز بينها.

ما جعل هذه القصة فريدة أن السيد بي. لم يكن يعاني من أي مشاكل بصرية تقليدية. بدلاً من ذلك، كانت مشكلته خاصة بالمعالجة العصبية للمعلومات البصرية. وبالرغم من أنه كان بإمكانه رؤية العالم من حوله بوضوح، إلا أن دماغه لم يكن قادراً على ربط تلك المعلومات البصرية بأشياء أو أشخاص معينين. فالوجه، الذي يمثل واحدة من أهم أدوات التفاعل البشري، كان مجرد كيان غامض بالنسبة له. كانت هذه اللحظة التي وثقها ساكس لحظة فارقة، إذ قدمت للعالم هذا الاضطراب العصبي الذي كان آنذاك غير معروف بشكل كبير خارج الأوساط الطبية.

ما هو عمى الوجوه؟

عمى الوجوه هو حالة تجعل المصاب غير قادر على تمييز أو تذكر الوجوه، بما في ذلك وجهه الشخصي في بعض الحالات. يعاني منها شخص من بين كل 50 فرداً تقريباً، بحسب تقديرات الخبراء.

من بين المشاهير المعروفين بإصابتهم بهذه الحالة العالمة جين غودال، والممثل براد بيت، وأحد مؤسسي شركة "آبل" ستيف وزنياك.

آلية حدوث عمى الوجوه

عمى الوجوه قد يكون إما تطورياً منذ الولادة، أو مكتسباً نتيجة لأمراض أو إصابات. في الحالة التطورية، يكون الخلل ناتجاً عن سوء تطور في شبكة الدماغ المسؤولة عن إدراك الوجوه. بينما يحدث عمى الوجوه المكتسب عند تضرر هذه الشبكة بفعل أمراض مثل السكتات الدماغية، أورام المخ، أو مرض الزهايمر.

يشغل جزء كبير من الفص الصدغي للدماغ شبكة إدراك الوجوه، بما في ذلك منطقة تدعى "التلفيف المغزلي". هذه المنطقة المعقدة تعالج المعلومات المتعلقة بالوجوه وتخزنها، وتلعب دوراً رئيسياً في قدرتنا على التعرف على الأشخاص.

صعوبة التشخيص والفهم

تتباين درجات الإصابة بعمى الوجوه، فبعض المرضى يجدون صعوبة فقط في التعرف على الأشخاص الذين يلتقون بهم بشكل غير منتظم، بينما يفشل آخرون في تمييز أقرب الناس إليهم، بما في ذلك أفراد أسرهم وحتى وجوههم الشخصية.

بسبب تعقيد معالجة الوجوه، يواجه المصابون صعوبة في وصف كيف تبدو الوجوه لهم. تشير الدكتورة فيكتوريا بيلاك، أستاذة طب الأعصاب وطب العيون بجامعة كولورادو، إلى أن مرضى الزهايمر المتقدمين يعانون من درجات متفاوتة من عمى الوجوه.

أنواع عمى الوجوه

يوجد نوعان رئيسيان من عمى الوجوه:

  1. عمى الوجوه الإدراكي (Apperceptive prosopagnosia): في هذا النوع، يواجه المصابون صعوبة في تحليل ملامح الوجه نفسها، مما يؤدي إلى صعوبة في تمييز الأشخاص.
  2. عمى الوجوه الترابطي (Associative prosopagnosia): هنا، يستطيع المصابون تحليل ملامح الوجه، لكنهم غير قادرين على ربط تلك الملامح بالذاكرة، فلا يمكنهم تذكر من هو الشخص الذي يرونه.

العلاجات والتعويضات

رغم عدم وجود علاج حقيقي لعمى الوجوه، يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة الاستفادة من العلاج السلوكي والبدني للتكيف مع الوضع. يمكن للدماغ استخدام ميزات غير وجهية مثل تسريحة الشعر أو الصوت أو طريقة المشي للتعرف على الأشخاص.

أمل في المستقبل: مع تقدم التكنولوجيا، مثل تقنيات التعرف على الوجوه، قد يتاح للمصابين حلول تساعدهم في المستقبل على التكيف بشكل أفضل مع حالتهم.

يمكنكم التعرف على أبرز أسماء مشاهير هوليوود المصابين بعمى الوجوه من خلال مطالعة الصور أعلاه...

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار