قصة سليمان عليه السلام مع النمل

تتضمن قصة سليمان عليه السلام مع النمل الكثير من الدروس والعبر التي يمكن للناس الاستفادة منها والاقتداء بها، فيما يلي سنتعرف على القصة.

قصة سليمان عليه السلام مع النمل

أعطى الله نبيه سليمان ما لم يعطِ أحداً من العالمين السابقين ولا اللاحقين، فقد أعطاه مُلْكاً يملك به الأرض كلها، والكثير من المخلوقات الموجودة على الأرض، من هذه المخلوقات كانت الإنس، والجن، والطَّيْر، وقيل أيضاً الوحوش من السباع وغيرها، كما أن الله أعطاه القدرة على التحكم بالرِّياح، فيأمرها وتُطيعه بإذن الله، كما أن الله سبحانه وتعالى أعطاه قدرة فهم كلام الطَّير، وكل الحيوانات، وحتى الدواب الصغيرة كالنمل وغيره.

كان سليمان يخرج بجيوشه لتفقد مُلكه في البلاد، وللجهاد في سبيل الله ليرفع راية التوحيد في كل الأرض، وفي مرةٍ من المرات التي كان خارجاً بها للجهاد ومعه كل جيوشه الجرَّارة من الإنس والجن، وكانت الطيور تطير فوقه تُظَلِّلَه وجيشه بأجنحتها، جاؤوا على وادٍ يُسمَّى بوادي النمل، وقد سمِّيَ بهذا الاسم لكثرة بيوت النمل فيه، فلما اقتربوا وكادوا أن يدخلوه، فإذا بسليمان عليه السلام يسمع نملةً تصرخ وتنادي، فقالت محذرةً باقي النمل: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم واختبؤوا فيها، لأني رأيت جيش سليمان العظيم يقترب من وادينا، فإن دخلوه فإن أقدامهم ستحطِّمكم وتقضي عليكم وهم لا يشعرون بكم، فتبسَّم سليمان عليه السلام من قولها، وكان تبسُّمه هذا لسبب، أولاً لجمال قولها، حيث إنها نادت النمل بقولها يا أيها النمل، ثم أمرت بقولها، ادخلوا مساكنكم، ثم حذَّرت وعلَّلت بقولها، لا يحطمنكم سليمان وجنوده، ثم أعذرت بقولها، وهم لا يشعرون، فتبسم سليمان لأنها تريد الخير لأمَّتها وتخشى عليهم من القتل، وفي نفس الوقت عذرت سليمان وجنوده بأنهم لا يشعرون، أي أنهم لا يقصدون ذلك، وهذا يدل على حسن ظنها بنبي الله.

عندها قال سليمان يدعو ربَّه: يا الله ألهمني وأرشدني وقَيِّضني لأن أشكر نعمك الكثيرة التي أنعمت بها عليَّ وعلى والديَّ، ويا الله اهدني للأعمال الصالحة التي ترضاها، وارحمني برحمتك التي ترحم بها عبادك الصالحين.