قصة داوود مع الأخوين أصحاب النعاج

من قصص الأنبياء والرسل  قصة داوود مع الأخوين أصحاب النعاج، ينتهي نسب داود للنَّبي إبراهيم عليه السَّلام، وقد جُمع داوود عليه السلام في نسله الملكَ والنُّبوة ولم تجتمع لغيره، لقد ذُكر في الكتب أنَّ داوود هو أصغر إخوته ويملك اثنا عشر أخًا.

داوود مع الأخوين أصحاب النعاج

كان داوود عليه السلام رسولاً نبياً وملكاً يحكم بين الناس، وكان عليه السلام عادلاً يحكم بما أمره الله به من الشرائع والقوانين، وكان بنو إسرائيل يحبونه ويتبعونه لعدله وفضله العظيم، إلا أنه ما زال بشراً، يصيبُ ويُخطئ، ينسى ويغضب، فيحصل معه ما يحصل مع باقي البشر، ومن المسائل التي أخطأ الحُكم فيها ما حصل بين أخوين قَدِما إليه ليتحاكما، فدخلوا عليه بيته من غير استئذان، فخاف وفَزِع منهم، فقالا: لا تخف، جئناك لتحكم في مسألة حصلت بيننا.
فسألهما داوود عليه السلام عن مسألتهما التي هما متخاصمان عليها، فبدأ الأول بالحديث وعرض مسألته والخصام الذي حصل بينه وبين أخيه، وكان يتكلم بطريقة المظلوم الباكي، فقال: هذا أخي عنده من الغنم تسعاً وتسعين نعجة، وأنا عندي نعجةً واحدة، لا أملك غيرها، فجاءني أخي هذا واغتصب مني نعجتي الوحيدة، وجمعها مع نعاجه، هنا بدأ داوود عليه السلام الحديث وإصدار الحكم، مع أنه لم يسمع من الطرف الآخر، وهو صاحب التسع وتسعون نعجة، فقال عليه السلام: لقد ظلمك أخوك هذا بأخذ نعجتك وضَمِّها إلى نعاجه، وحكم بينهم.
لكن الله عاتبه على فعله هذا، لأنه لم يسمع من الطرف الآخر، عندها قام داوود إلى محرابه ليُصلي ويستغفر الله سبحانه وتعالى على خطئه هذا، وقد غفر الله له، لكنه عليه السلام ما نسي خطأه، وبقي يستغفر طوال عمره حتى توفاه الله سبحانه وتعالى.