قبل وفاته في حادث: محطات بارزة في حياة أشرف عبد الغفور

ودّعنا الفنان الراحل أشرف عبد الغفور بطريقة صادمة، إثر تعرضه لحادث سير على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، أودى بحياته عن عمر ناهز الـ81 عاماً، مسبباً ألماً كبيراً لابنته الفنانة ريهام عبد الغفور وذويه ومحبيه.

وقبل رحيله، توقف أشرف عبد الغفور في عدد من المحطات البارزة على مدار سنوات عمره وعمله في الفن، على الصعيدين الشخصي والفني تعالوا نتعرف عليها:

ولادة خارج القاهرة

بعيداً عن صخب المدينة، ولد أشرف عبد الغفور في مدينة المحلة الكبرى، إحدى المدن الواقعة في محافظة الغربية في دلتا مصر، عاش فيها لفترة قبل أن ينتقل إلى القاهرة.

في هذه الفترة من ولادة أشرف عبد الغفور، شهدت مدينة المحلة الكبرى حركة فنية إبداعية، أسسها المخرج صلاح أبو سيف، في وقت عمله بمصنع الغزل والنسيج هناك.

موهبة أصقلتها الدراسة

أراد أشرف عبد الغفور أن يصبح ممثلاً واتخذ قراره بالالتحاق بقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت هذه هي الدفعة الأولى بالمعهد، وتخرج فيه عام 1963.

موهبة أشرف عبد الغفور الفنية، أصقلتها الدراسة الأكاديمية بصورة لا تدع مجالاً للشك، الفنان الراحل كان متحدثاً فصيحاً بالعربية، وقدم العديد من الأعمال الفنية الهادفة، ليطلق على نفسه فيما بعد "ملك الأدوار الجادة" وهو اللقب الذي يستحقه عن جدارة.

مشوار عمل مبكر

قبل حصوله على دبلوم التمثيل، انطلق أشرف عبد الغفور في مشواره الفني مبكراً، حيث بدأ بالعمل من خلال مسرحية جلفدان هانم عام 1962، أتبعها بمسرحيات سليمان الحلبي، ثلاث ليال، موتى بلا قبور، مصرع جيفارا، وطني عكا، النار والزيتون.

شارك أشرف عبد الغفور في العديد من الأعمال السينمائية، التي لا تقارن بعمله في الدراما من حيث المضمون ولا العدد ولكنه بدأ بأفلام الشيطان، رجال في المصيدة، صوت الحب، الشوارع الخلفية.

ملك الأدوار الجادة

أشرف عبد الغفور قال عن نفسه في لقاء تليفزيوني سابق "أنا ملك الأدوار الجادة" وعن هذا الوصف الدقيق، فقد أنصف الفنان الراحل نفسه قبل أن ينصفه الآخرون، لأنه ببساطة وصف صحيح مائة بالمائة، كونه لم يخض تجربة فنية مسيئة لنفسه أو لجمهوره طوال سنوات عمله الطويلة في الفن.

قدم أشرف عبد الغفور الكثير من المسلسلات الدينية والتاريخية التي تألق فيها بفصحى سليمة وشخصيات متنوعة ولعل أبرزها: اﻹمام مالك، القضاء في اﻹسلام، وداعاً قرطبة، عمر بن عبد العزيز، هارون الرشيد، الليث بن سعد، أسماء الله الحسنى، فضلاً عن العديد من المشاركات الفنية التسجيلية بصوته.

الحياة الشخصية

قصة حب جمعت بين أشرف عبد الغفور وابنة عمه السيدة فاطمة الشهيرة بشمعة، حيث انتقلت أسرة عمه للعيش في منطقة قريبة منهم، في البداية كانت هناك خلافات بين الأسرتين ولكن أشرف تودد إلى عائلة عمه وبدأ في تكرار زياراته إلى منزلهم، وهنا نشأت قصة الحب بينه وبين شمعة الجميلة التي يقف على بابها طوابير من العرسان لجمالها ورقتها، فيما كان لا يزال هو طالباً في المعهد.

رغم الظروف المحيطة والرفض الذي قوبل به أشرف عبد الغفور لدى تقدمه للزواج من ابنة عمه، إلا أن الإصرار جمعهما في النهاية تحت سقف بيت واحد، وأنجبا في أول سنوات حياتهما تامر وريم، وجاء خبر الحمل في ريهام كالصدمة لوالدها.

ريهام عبد الغفور

"كنت في برلين أصور مجموعة من الأعمال عندما قدمت إليّ زوجتي وأخبرتني أنها حامل، شعرت بكارثة واكتسى بياض الثلج في برلين بالسواد من المفاجأة، ولكن بعد الولادة تبدلت كل المشاعر السلبية إلى مشاعر أُبوة لا يمكن وصفها" هكذا اختصر أشرف عبد الغفور قصة حمل وولادة أقرب أبنائه إليه الفنانة ريهام عبد الغفور.

باتت ريهام عبد الغفور طفلة والدها المدللة، والأقرب إلى قلبه من الجميع، تبادلا الثقة والصداقة والقرب، ونهجت نفس النهج الذي سار عليه والدها، الذي رفض في البداية أن تقتحم التمثيل أثناء الدراسة، ولكنه رضخ في النهاية لموهبتها كما وصفها في لقاء سابق بأنها أصبحت غولاً في التمثيل.