في يوم الأسرة العربية: كيفية تكوين أسرة مثالية وناجحة

يحتفل العالم العربي يوم 7 ديسمبر من كل عام بيوم الأسرة العربية على غرار يوم الأسرة العالمي، وذلك بإقامة فعاليات وورشات للتوعية بدور الأسرة في بناء المجتمعات العربية. سنتعرف في يوم الأسرة العربية: كيفية تكوين أسرة مثالية وناجحة.

كيفية تكوين أسرة عربية مثالية وناجحة

تعد الأسرة هي البذرة الأولى في تكوين الفرد وصقل شخصيته، والمساهمة في ترقية المجتمع وتطويره، وقد اعتبر الإسلام الأسرة اللبنة الأساسية في المجتمع بوضع بعض التشريعات التي من شأنها تساهم في تكوين أسرة عربية مثالية وناجحة:

1- إشراف الأسرة نفسها على تربية أولادها

نص علماء الاجتماع والتربويون على أن الأسرة هي المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية؛ نظراً لما تقدمه لأفرادها وما تقوم به من أدوار مهمة في تشكيل شخصية الفرد خلال مراحله العمرية المختلفة. وبذلك يقع على عاتق الأبوين غرس القيم والمبادئ السليمة بحيث تظل راسخة وثابتة في الفرد طوال حياته.

ويجب ألا يتأثر الأبوان كثيراً بأساليب التربية عبر وسائل الإعلام أو بتدخل أحد الأقارب والجيران، لأن كل شخص لديه أسلوب معين يتطابق مع شخصيته ووضعه الأسري، كما أن تربية الأطفال يجب أن تتسم باستقرار نمط التربية ووجود قواعد واضحة في البيت.

2- مصاحبة الأبناء

يحاول الأهل أن يوفروا لأبنائهم جميع ما يحتاجونه من العطف والحنان والأمان فضلاً عن الحاجيات المادية كالملابس والطعام. وإنَّ أفضل طريقة لحفظ الأبناء هي مصاحبتهم والتقرب إليهم من خلال قضاء ساعات مع الطفل يومياً لمناقشة مختلفة الأمور والمشاكل بأسلوب التحدث بعيداً عن التذمر والنقد، وأن يتم الحديث معهم بطريقة تناسب عمرهم وقدراتهم.

3- تقدير جهود الأهل والأبناء

من المهم اتباع عقلية النمو في تربية الطفل لتشجيعه على مواصلة المحاولة والنجاح، وأن الفشل ما هو إلا بداية الطريق نحو النجاح ومعالجة نقاط الضعف. فإذا نجح طفلك في موقف ما فرسخ لديه أنه نجح بسبب جهوده ومحاولاته وإيمانه بذاته، وليس بسبب صدفة أو ذكائه الفطري. احتفل بإنجازات عائلتك مهما كانت صغيرة، لأن الاعتراف بالجهود التي بذلت لتحقيق هذه الأهداف، سوف تتخذ خطوة كبيرة نحو تكوين أسرة سعيدة للغاية.

4- تعليم الطفل أسس الثقافة العربية والإسلامية

يجب على الأسرة العربية الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية مع ضرورة التأقلم مع تطور الحياة الثقافية، مثلاً حث الأطفال على التحدث والتواصل مع الآخرين باللغة العربية بدون استبعاد أن يتعلم التحدث باللغات الأجنبية.

5- تحسين العلاقات الزوجية

يتعلم الأطفال أشياء كثيرة من والديهم، فكل ما يرونه سيتم تسجيله في ذاكرتهم، مثلاً إذا كنت تريد تعليم طفلك سلوك المحبة، فليس هناك طريقة أفضل من إظهار ذلك في تعاملك مع شريك حياتك، وعدم الشجار والصراخ على بعضكم البعض في وجود الأطفال. ^[1]  

6- العمل الجماعي

الأسرة المثالية هي من تعتمد على العمل الجماعي من خلال مشاركة الأعمال المنزلية والعمل معاً لحل المشكلات واتخاذ القرارات، وإنشاء قواعد عائلية مثل احترام الأخ الأكبر وعدم التفوه بألفاظ بذيئة داخل المنزل.

7- اعتناء الأهل بنفسهم

إن الاعتناء بنفسك كأحد الأبوين جسدياً وعقلياً وعاطفياً أمر جيد بالنسبة لك، ويمنحك المزيد من الطاقة لبناء أسرة قوية. حيث يمكنك الاعتناء بنفسك عن طريق الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وممارسة بعض النشاط البدني، وتناول نظام غذائي صحي.

أسرار نجاح روابط الأسرة العربية

1- التواصل الفعال

وجدت الدراسات بأن الأطفال الذين يتواصلون مع والديهم لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً، يكونون أكثر انفتاحاً لمناقشة مشاكلهم، ويعبرون عن آرائهم بثقة أكبر. إذ يعد التواصل أيضاً عنصراً أساسياً في إنشاء علاقات قوية بين الآباء والأطفال؛ مما يؤثر على رعاية الأطفال وتعليمهم. ومن المهم استخدام التواصل غير اللفظي مثل الابتسامات والتواصل البصري والمودة الجسدية لتقوية علاقاتك الأسرية.

كما يمكن لأفراد العائلة المشاركة في العمل التطوعي، أو في الأنشطة المجتمعية لخدمة المجتمع المحلي في عدة مجالات مثل إعطاء الأطفال اليتامى بعض الدروس الخصوصية أو تنظيف الحي. وهذه الأنشطة تعزز لدى الأطفال الشعور بالهوية والانتماء.

2- الأنشطة الترفيهية المشتركة

إن القيام بالأنشطة الترفيهية معاً بشكل منتظم سيعزز الروابط بين أفراد الأسرة، مثلاً تناول العشاء في المطاعم المفضلة مرة واحدة في الشهر، والقيام بسباق الدراجات مرة أسبوعياً.

3- تحقيق التوازن بين الحياة الأسرية والعمل

من المهم أن يبحث الأبوان العاملين عن طرق تحقيق التوازن بين الحياة الأسرية والعمل، ليشعر الأطفال بالثقة والأمان، وأنهم الأولوية في حياة الأهل.

4- اتخاذ القرارات معاً

إن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة مفتوحة، ويعتادون على التعبير سوف يكبرون ليصبحوا أكثر ثقة وشجاعة عند اتخاذ القرارات، كما يعزز هذا الروابط بين أفراد العائلة وخلق شعور بالانتماء يجعل كل فرد من أفراد الأسرة يشعر بأهميته بالنسبة للعائلة. ^[2]  

طرق الاحتفال بيوم الأسرة العربية 2024

يمكن الاحتفال بيوم الأسرة العربية إما على مستوى المجتمع بإقامة ورشات تدريبية حول أسرار نجاح العلاقات الأسرية وكيفية تكوين أسرة مثالية وناجحة. كما يمكن للأهالي توعية أبنائهم وقيمة الترابط الأسري، وأهمية تخصيص ساعات أسبوعي لزيارة العائلة والأقارب ومشاركتهم في مناسباتهم الاجتماعية. يعد الحفاظ على التقاليد العائلية والحفاظ على روابط القرابة جزءاً لا يتجزأ من المجتمع والثقافة العربية التي تنتقل من جيل إلى جيل.

ومن أنشطة يمكن القيام بها بمناسبة هذا اليوم هو الخروج في نزهة جماعية أو إقامة حفل عائلي بالهواء الطلق بإحدى المتنزهات، وزيارة لدور الأيتام أو دور المسنين لمشاركتهم الأجواء العائلية. ومشاركة أفراد العائلة في لعب مسابقات جماعية بما يتناسب مع جميع الأعمار مثل كرة القدم ما يدفع الجميع للمشاركة لخلق جو من المرح. ^[3]  

الأسرة هي الركيزة الأساسية للمجتمع العربي حيث كثيراً ما تركز الثقافة العربية على تنشئة الأسرة والأطفال. ففي يوم الأسرة العربية: كيفية تكوين أسرة مثالية وناجحة يركز على ترسيخ المبادئ والقيم السليمة كالاحترام والعمل.

موضوعات ذات صلة: