في رحيل دلوعة السينما المصرية شادية: بعض الإضاءات على حياتها الشخصية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017
دلوعة السينما المصرية شادية

في 8 شباط/فبراير 1931 ولدت فاطمة كمال الدين أحمد شاكر، التي عرفت فيما بعد بالفنانة الكبيرة شادية، بالحلمية الجديدة بالقاهرة، لأم مصرية من أصل تركي وأب مصري الأصل كان يعمل مهندساً زراعيا بالمزارع الملكية. كان ترتيب شادية الخامسة بين اخوتها حيث يكبرها أشقاؤها محمد وسعاد وطاهر وعفاف.

أفراد العائلة والأهل ينادوها باسم "شوشو" بينما الأصدقاء من الوسط الفني والمقربين ينادوها باسم "فتوش".

مطربتيها المفضلتان كانتا ليلى مراد وأم كلثوم.

شاهدي أيضاً: وفاة شادية تفجع محبيها في العالم العربي

خفق قلب الدلوعة بالحب لأول مرة عام 1947 لضابط أسمر من الصعيد. وبينما كانت شادية تتأهب لعد قرانها كانت يد القدر أسبق فخطفت حبيبها الذي سقط شهيداً في ساحة الحرب بين العرب وإسرائيل عام 1948.

تقابلت شادية مع عماد حمدي في "قطار الرحمة" عام 1952والذي كان متجهاً للصعيد وله أهداف إنسانية واشترك فيه عدد كبير من الفنانين، وتزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم "أقوى من الحب" بالإسكندرية عام 1953 ورغم فرق السن بينهم الذي كان يتعدى الـ20 سنة إلا أنها وافقت على الزواج منه عندما فاتحها دون تردد. ومضت مسيرة هذه الحياة الزوجية لمدة ثلاثة أعوام. ورغم أن هذا الطلاق كان مفاجأة لعشّاقهم الاّ أن أسبابه كانت واضحة وهم الأول فارق السن الواضح الذي كان سبب في غيرة عماد حمدي القاتلة والثاني هو مشكلة الإنجاب، حيث كان اتفاق عماد حمدي مع شادية في بداية زواجهم هو عدم الإنجاب إلا أن شادية لم تستطع الاستمرار على هذا العهد وبمجرد أن أبدت شادية رغبتها في الإنجاب ثار عماد حمدي رافضاً هذا الأمر وتم الطلاق في 1956 ورغم طلاقها منه إلا أن العلاقة بينهما كانت جديرة بالاحترام.

قرّبها القدر من الفنان فريد الأطرش حين عملت معه فيلم "ودعت حبك" ليوسف شاهين، ولم تكن شادية تحب أغاني فريد وهذا ما واجهته به ذات يوم ولكنها عندما اقتربت منه أحبت فيه صفات عديدة على حد قولها مثل الحنان والرقة والأمان وخفة الدم. و لقد ظهرت قصة حب شادية وفريد على صفحات الجرائد والمجلات وهو ما رحب به الاثنان وذهبت شادية معه إلى حلقات سباق الخيل وسهراته المشهورة وبدأ الاثنان يفكران في الزواج وسافر فريد من أجل إجراء الفحوصات الطبية وكان يرسل لها البرقيات اليومية كعادة العشاق وبعد عودته عاد فريد للسهر والحفلات وهو ما أدى إلى انتهاء هذا الارتباط العاطفي لأنها كانت تحتاج إلى بيت هادئ ترجع إليه آخر النهار ولا تقدر على سهرات فريد اليومية وقد كانت شادية تعيش في شقة بنفس العمارة التي بها فريد وهو ما جعل الشائعات تقول انهم عقدا القران، ما أكدا دائماً انه غير حقيقي. وانتهزت شادية فرصة سفر فريد لتبيع الشقة وتسكن في مكان آخر محاولة بذلك إسدال الستار على ثالث قصة حب بعد الضابط الصعيدي وعماد حمدي.

بعدها تزوجت من المهندس الإذاعي المعروف فتحي عزيز في سبتمبر1957 ولقد تعرفت شادية به في سرداق عزاء الفنان سراج منير. وقد كان فتحي ابن المهندس المعماري محمد فتحي وتعد ميمي وزوزو شكيب شقيقتي والدته، كما أن والدته هي عمة الفنان عمر الحريري. سرعان ما طلبت الطلاق بعد عامين وذلك بسبب غيرته الشديدة عليها والتي أدت إلي وصول العلاقة بينهم إلى نهاية المطاف حيث اشتعلت الخلافات بينهما عندما عرض الفنان المخرج حلمي رفلة عليها القيام ببطولة فيلم "ارحم حبي" مع طليقها عماد حمدي، هذا إلى جانب سبب آخر أسرع من الوصول لهذه النهاية وهو حملها منه وفقدانها الجنين في شهره الثاني، حيث أصيبت بصدمة نفسية وعصبية جعلتها لا تطيق غيرته عليها. وتم الطلاق في 08/06/1959م.

عام 1964 ارتباطت بالفنان صلاح ذو الفقار الذي كان زواجها منه بمثابة شهر عسل لمدة سبع سنوات أسفر عنه نجاح سينمائي غير عادي لهم كثنائي، حيث كان استقرارها العاطفي منعكس على فنّها بالنجاح والنضج والعطاء وللأسف انتهى بالطلاق وذلك بعد فقدانها الجنين للمرة الثانية بعد حمل دام 4 شهور ودخلت في رحلة علاج من صدمة نفسية وعصبية بسيطة خرجت منها طالبة الطلاق من صلاح ذوالفقار دون تراجع وكأنها لا تريد أن تكون على هامش حياة صلاح ذوالفقار. وتم الانفصال في عام 1969 وسافرت شادية إلى الإسكندرية و لكنهما لم يتحملا الفراق وكانت مدة الانفصال (20) يوماً وعندما عادت شادية إلى القاهرة انتظرها صلاح في محطة مصر وأخذها بالأحضان والقبلات وأعادهما مأذون الزمالك إلى بعضهما ثم انطلقا لبيتها الكائن بالجيزة، لكن في 22 أغسطس 1969 انفصلا انفصالاً نهائياً.

بعد رحلتها الفنية الطويلة التي قدمت من خلالها أكثر من 150 فيلماً ومسرحية واحدة هي "ريا وسكنية" وأكثر من 500 أغنية وكان منها العديد من الأغاني الوطنية، أشهرها أغنية يا حبيبتي يا مصر، اعتزلت الفنانة الكبيرة شادية الفن عام 1986 وتفرغت للأعمال الخيرية وقد قدمت للفقراء دار للأيتام ومسجد ودار لتحفيظ القرآن تم بنائهم في شارع الهرم وأيضاً شقة كانت تملكها في منطقة المهندسين قامت بالتبرع بها لصالح جامع مصطفى محمود وهو ما أكده العالم نفسه في أحد البرامج التلفزيونية مؤكداً أنها كانت تساوي وقتها ربع مليون جنيه.

واليوم بتاريخ 28 نوفمبر 2017، رحلت معبودة الجماهير شادية عن عالمنا مخلفة وراءها تاريخ فني وإنساني كبير يجعلها خالدة في قلوب محبيها.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار