فنون الصخر في حائل أكبر متحف طبيعي في العالم

تشتهر المملكة العربية السعودية بأنها واحدة من الدول التي تمتلك الكثير من النقوش الصخرية والتي تدل على وجود أعظم الحضارات التي مرت بها على مر العصور، حيث تم نقش هذه الصخور قبل اكتشاف الكتابة وذلك لمعرفة ما هي نوع الحضارات الإنسانية التي مرت بها، ومن أبرز هذه النقوش والتي تعتبر الآن مزار سياحي لجميع دول العالم هي النقوش في "الحناكية" بمنطقة المدينة المنورة، و"الشويمس، وجبة" في منطقة حائل الدرجتين والذي تم تضمينهم كأحد مواقع التراث العالمي بمنظمة اليونسكو.

الفن الصخري

الفن الصخري هو كل ما تم رسمه قبل التاريخ، حيث كان يستخدم للتعبير عن الوقت الحالي من خلال الفن المطبوع على الصخور والكهوف، فكان قديمًا حيث استولى الرجل في هذا الوقت مكان أو كهف يقوم بقضاء فيه معظم حياته، يقوم بتسجيل كل ما يمر به من أحداث خلال يومه عن طريق الرسم، فكان الأنسان يستخدم الكهوف من أجل حماية أنفسهم من الحيوانات المفترسة أو الطقس العاصف والرياح الشديدة والأمطار.

فهو نوع من أنواع تسجيلات التاريخ لما مر به الإنسان منذ ما يقارب الـ 40 ألف سنة أي بعد العصر الجليدي الأخير، وبالرغم من أن الفن الصخري يعتبر نوع من أنواع الرسوم البدائية، إلا أنه سجل العديد من الأحداث التي تبنت الكثير من النظريات لما حدث في الماضي، وما يواجهه الإنسان من مخاطر وأحداث أوصلتنا الآن إلى ما نحن عليه، ومن أبرز الأماكن التي عثر فيها على هذا النوع من الفن في إسبانيا وفرنسا.

الفن الصخري في المملكة العربية السعودية

أما عن المملكة العربي السعودية ضمت العديد من أشكال الفن الصخري من خلال وجود مجموعة من الألواح والرسومات المنقوشة والمنحوتة في أحد أهم جبال المملكة وهو جبل أم سنمان في جبة وجبال المنجور وراطا في الشويمس في منطقة حائل، حيث يضم عدد كبير أقدم الفنون الصخرية في العالم، والتي تم نقشها وتقديرها بنحو 5431 نقشا ثمودياً يتم من خلاله تجسيد مناظر حيوانية وبشرية ونباتية ورمزية، ورسومات لحيوانات مختلفة يمتد تاريخها إلى عشرة آلاف عام.

وتحتوي الرسوم الصخرية في جبة على مجموعة متنوعة من الرسومات الصخرية المميزة، فمنها ما يجسد مناظر حيوانية وبشرية ونباتية ورمزية، وكذلك يحتوي "جبل جبة" ما يقارب 5,431 نقشاً عربياً قديماً.

موقع جبة الأثري في عصر ما قبل التاريخ

تعتبر مدينة جبة هي واحدة من أهم المدن السياحية التي تهتم بها المملكة في الوقت الحالي وتقديم مجموعة متنوعة وكبيرة من أكبر وأهم مواقع النقوش والرسوم الصخرية، فهي عبارة عن متحف فني من متاحف الشعوب القديمة، والذي يوجد في الجبل، وأيضًا وجهة سياحية تراثية صحراوية في منطقة الخليج العربي.

وبالرغم من هذا فهي أيضًا تحتوي على أقدم المواقع الإنسانية التي تعود إلى العصور الحجرية، حيث تمثل بشكل كبير ما عاش به الإنسان خلال العصور الحجرية والتي كانت بها مجموعة من المغامرات اليومية له عن طريق صيد الطعام والعيش مع وجود حيوانات كثيرة في كهوف تعتبر غير أمنة، حيث استمر العصر الحجري آلاف السنين في الجزيرة العربية.

ومن أجمل الأماكن الأثرية هي مدينة جبة الأثرية حيث تضم بها آلاف الرسوم والنقوش الصخرية والتي تعتبر مرجع هام لكل ما كان يحدث مع الإنسان في الفترة ما قبل التاريخ وأهم الأنشطة التي كان يقوم بها بشكل يومي سواء أنشطة الاقتصادية والممارسات الدينية والعادات والتقاليد في تلك الفترة، فهي مادة هامة لدراسة تاريخ الإنسان في العصر الحجري وما قبل التاريخ وأسلوبه في العيش مع البيئة المحيطة به.

إدراج رسوم حائل ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو

في عام 2015 تم وضع رسوم حائل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، تحت بند موقع تراثي مختلط  ما بين الثقافي وطبيعي، في منطقة حائل من موقعين صحراويين، وهي المنطقة التي يوجد بها جبل أم سنمان في مدينة جبة الأثرية الواقعة في الشمال الغربي من مدينة حائل على بعد 100 كيلومتر داخل صحراء النفود، وجبال المنجور وراطا في الشويمس.

المراحل التاريخية للنقوش الصخرية

اختلفت الكثير من الآراء حول تاريخ هذه النقوش الصخرية، ولكن تم تقسيمها إلى أربع مراحل مختلفة وهم : العصر الحجري وهو المرحلة الأولى لها والتي تمتد ما بين 7 إلى 12 ألف عام ق.م، والمرحلة الثانية هي العصر النحاسي من 5600 -4500 ق.م، والمرحلة الثالثة هي العصر البرونزي 2500 ق.م، وأخيرا العصر الحديدي قبل 1500 قبل الميلاد، وهي فترات تم اعتمادها بناءًا ما ما جاء في هذه النقوش من نشاط الإنسان الاقتصادي وكيفي حصوله على الغذاء من خلال صيد الحيوانات أو تربيتها، وأيضًا التعرف على طريقة زراعة المحاصيل في الواحات وعلى ضفاف الأودية والتي تعتبر أراضي خصبة بجانب السيول.