فطريات المهبل للحامل: الوقاية والعلاج

  • تاريخ النشر: السبت، 22 يونيو 2024
فطريات المهبل للحامل: الوقاية والعلاج

الحمل هو فترة تحمل الكثير من التحديات والتغيرات الجسدية والنفسية للمرأة. من بين التحديات الصحية التي قد تواجهها النساء الحوامل هو الإصابة بفطريات المهبل. تعتبر فطريات المهبل حالة شائعة تحدث نتيجة لنمو غير طبيعي للفطريات في منطقة المهبل، وعادةً ما تكون السبب الرئيسي هو فطر الكانديدا ألبيكانز.

في هذا المقال، سنتناول أسباب هذه الفطريات، وطرق الوقاية منها، وأساليب العلاج المتاحة للحفاظ على صحة الأم والجنين.

ما هي فطريات المهبل للحامل؟

فطريات المهبل، والمعروفة أيضاً بداء المبيضات المهبلي، هي عدوى فطرية تصيب المنطقة المهبلية، وتحدث بشكل شائع بين النساء، بما في ذلك النساء الحوامل. تسبب هذه العدوى نمو فطر من نوع الكانديدا، وتسمى خاصة بالكانديدا ألبيكانز.

خلال فترة الحمل، تزداد فرص الإصابة بهذه العدوى نتيجة للتغيرات الهرمونية والجسدية التي تحدث في جسم المرأة. [1]

أسباب فطريات المهبل خلال الحمل

هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بفطريات المهبل أثناء الحمل: [1] [2]

  • التغيرات الهرمونية: تؤدي الزيادة في مستويات هرمون الإستروجين خلال الحمل إلى تغيير بيئة المهبل، مما يخلق بيئة مثالية لنمو الفطريات. هذه التغيرات تجعل المهبل أكثر حموضة، وتزيد من مستويات الجليكوجين، مما يغذي الفطريات، ويسمح لها بالنمو بشكل مفرط.
  • تغيرات الجهاز المناعي: يضعف الجهاز المناعي بشكل طبيعي خلال الحمل للسماح بنمو الجنين، مما يقلل من قدرة الجسم على مكافحة العدوى الفطرية. هذا التكيف المناعي ضروري لمنع الجسم من رفض الجنين، ولكنه يجعل النساء الحوامل أكثر عرضة للعدوى، بما في ذلك العدوى الفطرية.
  • زيادة الرطوبة: التغيرات في الإفرازات المهبلية تزيد من الرطوبة في المنطقة، مما يشجع نمو الفطريات. الإفرازات الزائدة تساعد على خلق بيئة دافئة ورطبة، وهي الظروف المثلى لنمو الفطريات.
  • استخدام المضادات الحيوية: يمكن أن يؤدي استخدام المضادات الحيوية لعلاج عدوى أخرى إلى قتل البكتيريا الجيدة في المهبل، مما يسمح للفطريات بالنمو والتكاثر. البكتيريا الجيدة، مثل اللاكتوباسيليس، تساعد في الحفاظ على توازن بيئة المهبل ومنع نمو الفطريات. عند تدمير هذه البكتيريا، يصبح المهبل عرضة للعدوى الفطرية.
  • الإصابة بمرض السكري غير المسيطر عليه.
  • الإصابة بمرض ضعف المناعة المكتسب، أو ما يسمى أيضاً بالإيدز.
  • استخدام بعض الأدوية التي تضعف المناعة، مثل الكورتيكوستيرويدات.
  • إصابة الزوج بالتهابات الخميرة، وممارسة الجماع غير المحمي مع المصاب.

فطريات المهبل خلال الحمل: الوقاية والعلاج

أعراض فطريات المهبل عند الحامل

تتضمن الأعراض الشائعة لفطريات المهبل للحامل ما يلي: [1]

  • الحكة والتهيج: شعور بالحكة والتهيج في منطقة المهبل والفرج. تكون هذه الحكة مزعجة للغاية، وقد تؤدي إلى خدش الجلد المحيط بالمهبل، مما يزيد من التهيج.
  • إفرازات مهبلية غير طبيعية: تكون الإفرازات سميكة وبيضاء، وتشبه الجبن القريش. هذه الإفرازات تكون عديمة الرائحة، أو قد تكون لها رائحة خفيفة، وتكون كثيفة بشكل ملحوظ مقارنة بالإفرازات المهبلية العادية.
  • احمرار وتورم: في المنطقة المهبلية. يظهر المهبل والفرج متورمين وأحمرين نتيجة للتهيج المستمر والالتهاب الذي تسببه الفطريات.
  • ألم وحرقان: خاصة أثناء التبول أو الجماع. يمكن أن تشعر المرأة بألم وحرقان في المنطقة المهبلية، ويكون هذا الألم أكثر وضوحاً أثناء التبول؛ بسبب ملامسة البول للجلد المتهيج، أو أثناء الجماع بسبب الاحتكاك.

تُعتبر هذه الأعراض مؤشراً واضحاً على وجود عدوى فطرية في المهبل، وينبغي للمرأة الحامل التوجه إلى الطبيب لتأكيد التشخيص والحصول على العلاج المناسب.

تشخيص فطريات المهبل للحامل

يتم تشخيص فطريات المهبل للحامل عادةً من خلال: [1]

  • التاريخ الطبي: أخذ معلومات حول الأعراض والتاريخ الطبي للمريضة. يسأل الطبيب عن الأعراض التي تعاني منها المريضة، مدتها، وما إذا كانت قد تعرضت لحالات مشابهة من قبل. يمكن للطبيب أيضاً السؤال عن أي استخدام حديث للمضادات الحيوية أو أي عوامل أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية.
  • الفحص البدني: فحص منطقة المهبل والفرج. يقوم الطبيب بفحص المنطقة المصابة بحثاً عن علامات الالتهاب، الاحمرار، التورم، والإفرازات غير الطبيعية. يتم ذلك باستخدام منظار مهبلي لإعطاء رؤية واضحة للمهبل والفرج.
  • الاختبارات المخبرية: أخذ عينة من الإفرازات المهبلية وفحصها تحت المجهر للتأكد من وجود الفطريات. يتم جمع العينة باستخدام مسحة مهبلية وإرسالها إلى المختبر. في المختبر، تُفحص العينة تحت المجهر للبحث عن خلايا الفطريات، أو تُزرع في وسط غذائي خاص لتنمية الفطريات وتأكيد نوعها.

عند التأكد من وجود فطريات المهبل، يمكن للطبيب تحديد العلاج الأنسب والأكثر أماناً للمرأة الحامل لضمان الشفاء التام وتقليل الأعراض المزعجة.

علاج فطريات المهبل خلال الحمل

تشمل العلاجات الممكنة لفطريات المهبل خلال الحمل ما يلي: [1]

  • الأدوية الموضعية: تُعتبر الكريمات والتحاميل المضادة للفطريات، مثل ميكونازول وكلوتريمازول، آمنة وفعالة للاستخدام خلال الحمل. تعمل هذه الأدوية على قتل الفطريات وتقليل الأعراض المزعجة مثل الحكة والتهيج. يتم تطبيق الكريمات أو التحاميل داخل المهبل، عادةً لمدة 7 إلى 14 يوماً بناءً على توجيهات الطبيب.
  • العلاجات الطبيعية: استخدام الزبادي الطبيعي الذي يحتوي على بروبيوتيك يمكن أن يكون مفيداً في علاج فطريات المهبل. البروبيوتيك هي بكتيريا نافعة تساعد في استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في المهبل. يمكن وضع الزبادي مباشرة على المنطقة المصابة أو تناوله عن طريق الفم لتعزيز صحة المهبل.
  • التعديل الغذائي: كما ذكرنا، إن تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي والمخللات، يمكن أن يساعد في استعادة توازن البكتيريا الجيدة في المهبل. الأطعمة الأخرى التي تحتوي على البروبيوتيك تشمل الكفير والكيمتشي. يمكن أيضاً تقليل تناول السكر والأطعمة المصنعة، حيث إن الفطريات تتغذى على السكر، مما قد يساعد في تقليل نموها.

وإليك بعض النصائح الإضافية لعلاج والوقاية من فطريات المهبل خلال الحمل: [1]

  1. ارتداء ملابس داخلية قطنية: القطن يسمح بتهوية المنطقة المهبلية، ويقلل من الرطوبة، مما يحد من نمو الفطريات.
  2. تجنب المنتجات المعطرة: المنتجات المعطرة مثل الدوش المهبلي والصابون المعطر يمكن أن تهيج المهبل، وتخل بتوازنه الطبيعي.
  3. الحفاظ على النظافة الشخصية: غسل المنطقة الحساسة بلطف باستخدام ماء فاتر وصابون خفيف غير معطر.
  4. تجنب الملابس الضيقة: الملابس الضيقة يمكن أن تزيد من حرارة ورطوبة المنطقة المهبلية، مما يشجع على نمو الفطريات.

من الضروري أن تستشير المرأة الحامل طبيبها قبل البدء في أي علاج لفطريات المهبل. يمكن للطبيب أن يوصي بالعلاج الأنسب بناءً على الحالة الصحية الفردية وضمان سلامة الجنين. علاجات الفطريات الفموية مثل فلوكونازول ليست آمنة للاستخدام أثناء الحمل، ويجب تجنبها إلا إذا أوصى الطبيب بذلك بناءً على حاجة طبية ماسة.

الوقاية من فطريات المهبل خلال الحمل

تشمل طرق الوقاية من فطريات المهبل خلال الحمل: [1] [2]

  1. الحفاظ على النظافة الشخصية: غسل المنطقة الحساسة بانتظام بالماء الفاتر وصابون خفيف غير معطر. تجنب استخدام الصابون القوي أو المعطر الذي يمكن أن يهيج الجلد، ويخل بتوازن البكتيريا الطبيعية في المهبل. كما يوصى بتنظيف المنطقة من الأمام إلى الخلف بعد استخدام الحمام لمنع انتقال البكتيريا من منطقة الشرج إلى المهبل.
  2. ارتداء ملابس داخلية قطنية: تساعد الأقمشة القطنية في الحفاظ على جفاف المنطقة المهبلية، وتسمح بالتهوية الجيدة، مما يقلل من الرطوبة التي يمكن أن تعزز نمو الفطريات.
  3. تغيير الملابس الداخلية بانتظام، خاصة بعد التعرق أو السباحة، للحفاظ على المنطقة جافة.
  4. تجنب المنتجات الكيميائية القوية: الامتناع عن استخدام الدوش المهبلي، المناديل المعطرة، والمستحضرات المعطرة الأخرى التي يمكن أن تخل بتوازن البكتيريا في المهبل وتسبب التهيج. استخدام المنتجات اللطيفة غير المعطرة المخصصة للعناية بالمنطقة الحساسة.
  5. اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي والمخللات والكفير، والتي تساعد في الحفاظ على توازن البكتيريا الجيدة في الجسم والمهبل. تقليل تناول السكر والأطعمة المصنعة، حيث إن الفطريات تتغذى على السكر، مما يمكن أن يعزز نموها.
  6. الحفاظ على مستوى السكر في الدم: ارتفاع مستوى السكر في الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية. من المهم مراقبة مستوى السكر، خاصة بالنسبة للنساء المصابات بسكري الحمل.
  7. تجنب ارتداء الملابس الضيقة: الملابس الضيقة تزيد من حرارة ورطوبة المنطقة المهبلية، مما يشجع على نمو الفطريات.
  8. الراحة الجيدة والنوم الكافي: تعزيز الجهاز المناعي من خلال النوم الجيد والراحة يمكن أن يساعد في منع العدوى الفطرية.

من خلال اتباع هذه النصائح الوقائية، يمكن للمرأة الحامل تقليل خطر الإصابة بفطريات المهبل. الحفاظ على نظافة المنطقة الحساسة، ارتداء الملابس المناسبة، تجنب المنتجات الكيميائية الضارة، واتباع نظام غذائي صحي كلها خطوات مهمة للحفاظ على صحة المهبل خلال فترة الحمل. إذا ظهرت أي أعراض غير طبيعية، يجب استشارة الطبيب فوراً للحصول على التوجيه والعلاج المناسب.

مواضيع ذات صلة

  • الأسئلة الشائعة

  1. كيف اعالج فطريات المهبل وانا حامل؟
    لعلاج فطريات المهبل أثناء الحمل، يمكن استخدام الكريمات والتحاميل المضادة للفطريات مثل ميكونازول وكلوتريمازول، حيث تُعتبر آمنة وفعالة. من المهم الحفاظ على نظافة المنطقة الحساسة باستخدام ماء فاتر وصابون خفيف غير معطر، وارتداء ملابس داخلية قطنية لتقليل الرطوبة. تجنب استخدام المنتجات المعطرة مثل الدوش المهبلي والمناديل المعطرة. يمكن أيضاً تناول الزبادي والأطعمة الغنية بالبروبيوتيك لتعزيز توازن البكتيريا الجيدة في المهبل. استشيري طبيبك دائمًا قبل البدء في أي علاج لضمان سلامتك وسلامة الجنين.
  2. كيف اعالج التهابات المهبل للحامل في المنزل؟
    لعلاج التهابات المهبل في المنزل أثناء الحمل، استخدمي الزبادي الطبيعي الغني بالبروبيوتيك، سواء بتناوله يومياً أو وضعه موضعياً على المنطقة المصابة لفترة قصيرة، واغسلي المنطقة الحساسة بلطف بماء فاتر وصابون خفيف غير معطر مع تجفيفها جيداً. ارتدي ملابس داخلية قطنية لتقليل الرطوبة، وتجنبي استخدام الدوش المهبلي والمناديل المعطرة. اتبعي نظاماً غذائياً صحياً يحتوي على الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك لتعزيز توازن البكتيريا الجيدة، واحرصي على الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة لتعزيز جهاز المناعة. إذا استمرت الأعراض، استشيري طبيبك فوراً.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار