فضل الدعاء في العشر الأواخر من رمضان

إن الدعاء من أعظم العبادات، وأكثر ما يقوي الصلة بين العبد وربه، فيسأل العبد الله ما شاء من أمور في حياته الدنيا من: مال، أو صحة، أو ذرية، وما شاء في الآخرة من: مغفرة، عتق من النار، دخول الجنة، فلا يخيب الله تعالى رجاء من يتضرع إليه، ويلح في دعائه، ويخلص لله تعالى دون رياء.

فضل الدعاء في العشر الأواخر من رمضان

إن للدعاء في أخر عشرة أيام من شهر رمضان المبارك فضل عظيم؛ والسبب في ذلك يعود إلى أن هذه الأيام من أفضلها على مدار العام، وتعظم فيها كل هبة، وتنزل في هذه الليالي رحمة الله تعالى بعباده الطائعين، ويرفع الله الدرجات، وتقل فيها الزلات والآثام، وفيها كذلك قضاء لحوائج الناس، فيستمع الله لما يطلبه عباده، ويستجيب لهم، ويرد سؤالهم، ويسمع بكاء القائمين، وإلحاحهم في الدعاء، وتضرعهم لله عز وجل، ويعفو الله للمسيء، ويسمع توبة من أذنب وعاد إلى الله تعالى.^[1]  

الدعاء في العشر الأواخر من رمضان

يستحسن أن يكثر المسلم من الدعاء في هذه الأيام المباركة، وليس هناك من دعاء محدد في هذه الأيام دون غيرها، فله أن يدعو بما يريد من الأدعية، ويدعو لنفسه بالخير والبركة، والرحمة والمغفرة والعفو من الله عز وجل، وأن يعتقه من نار جهنم، ويدخله الجنة، وكل ما فيه خير له سواء في الحياة الدنيا، أو الآخرة، ويكثر في دعائه من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يتحلى بآداب الدعاء مع الله تعالى، فيدعو بأجمل الكلام، ويحرص على الاجتهاد في الدعاء عند الثلث الأخير من الليل.^[2]  

هدي النبي في العشر الأواخر من رمضان

كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر اجتهاداً في العشر الأواخر في رمضان من الأيام الأخرى، إذ كان يحيي الليل كله، من دعاء واستغفار وصلاة، ويوقظ أهل بيته لقيام الليل، وحرص على اغتنام هذه الليالي العشر، ويكثر من الذكر والدعاء، ويعتكف في هذه الأيام تضرعاً لله عز وجل، وكان يجتهد في تحري ليلة القدر لعظم هذه الليلة، وأهميتها، وفضلها، خاصة أن وقتها غير معلوم لذلك اجتهد في جميع هذه الليالي حتى يغتنمها ويفوز بالأجر العظيم، والمغفرة.^[3]  

فضل ليلة القدر

إن لليلة القدر فضل عن غيرها من الليالي الأخرى في العشر الأواخر، ومن هذه الفضائل:^[4]  

1. ليلة القدر نزل فيها القرآن.
2. إن هذه الليلة خير وأفضل من ألف شهر.
3. ليلة القدر ليلة مباركة.
4. نزول الملائكة والروح وهو جبريل في هذه الليلة؛ وذلك لكثرة بركة هذه الليلة ورحمتها.
5. ليلة سلام، أي لا قوة ولا سلطان للشيطان فلا يستطيع عمل أي أمر سوء.
6. يكتب فيها الأرزاق والآجال للناس، وما سيكون لهم.
7. المغفرة لمن قام هذه الليلة وهو مؤمن بها، يرجو العفو من الله، فيجازيه الله بالأجر والثواب العظيم.