علاج تساقط الشعر الهرموني

بغض النظر عن سبب تساقط الشعر الهرموني، فإن التغيرات في كثافة الشعر يمكن أن تؤثر على احترام الذات والثقة بالنفس. وتؤثر الهرمونات على كثافة الشعر ونموه مثلها مثل العوامل الوراثية والعوامل النفسية. وسنتعرف في هذه المقالة إلى أسباب وعلاجات فعالة لتساقط الشعر بسبب الهرمونات.

تأثير الهرمونات واضطرابات الغدد الصماء على الشعر

تؤثر الهرمونات على تساقط الشعر لأنها تتحكم في دورة نمو الشعر، والتي تمر ب 3 مراحل وهي:

• مرحلة النمو: ينمو الشعر بنشاط لمدة تتراوح من سنتين إلى سبع سنوات أو أكثر.
• مرحلة الانتقال: تحدث عندما تنكمش البصيلات ويتباطأ نمو الشعر، وتستمر لمدة أسبوعين تقريباً قبل أن تبدأ مرحلة الراحة.
• مرحلة الراحة: ترتاح البصيلة ويتوقف الشعر الموجود في البصيلة عن النمو ويتساقط. وبعد الراحة لعدة أشهر، تبدأ البصيلة في مرحلة نمو أخرى.

ترتبط الهرمونات ارتباطاً وثيقاً بنمو الشعر، وبالتالي يكون لها تأثير كبير على دورة الشعر وبنية بصيلات الشعر. إذ تتحكم العديد من الهرمونات في نمو الشعر ودورته وكثافته، ويمكن للاضطرابات التي تؤثر على الجهاز الغدد الصماء أن تسبب مجموعة متنوعة من التغيرات الفسيولوجية في نمو الشعر ودورته.

تحدث تساقط الشعر الهرموني عندما يكون هناك تغيرات جينية تجعل بصيلات الشعر شديدة الحساسية لهرمون تستوستيرون أحد أشكال هرمون التستوستيرون. ونتيجة لذلك، تنكمش البصيلات، مما يؤدي إلى نمو شعر أرق لفترة من الوقت قبل أن تتوقف تماماً عن نمو شعر جديد، وبالتالي يصاب الشخص بالصلع الذكوري والأنثوي.

يمكن أن تحدث التقلبات الهرمونية بسبب تكيسات المبيض، وحبوب منع الحمل عالية الأندروجين، والحمل، وزيادة الشعور بالتوتر والضغط. وكل ذلك تساهم في الثعلبة الأندروجينية أحد أشكال تساقط الشعر الهرموني. ^[1]  

أسباب تساقط الشعر الهرموني

هناك العديد من الهرمونات التي تؤدي إلى تساقط الشعر نتيجة دورها في دورة نمو الشعر: ^[2]  

هرمونات الغدة الدرقية

يحدث تساقط الشعر أو ترقق الشعر عندما ترتفع مستوياتهرمون الغدة الدرقية أو تنخفض عن النطاق الطبيعي. ويساهم علاج اضطراب الغدة الدرقية في استعادة نمو الشعر الطبيعي، ولكن قد يستغرق الأمر عدة أشهر لرؤية الفرق.

هرمون الكورتيزول

ترتفع مستويات الكورتيزول عندما تشعر بالتوتر أو القلق أو الخوف. فعندما تتعرض لتوتر مزمن أو تواجه ضائقة مفاجئة شديدة مثل وفاة أحد المقربين إليك، فإن ارتفاع مستويات الكورتيزول يوقف نمو الشعر.

هرمون الإستروجين

يرتبط هرمون الأستروجين بشكل مباشر بنمو الشعر وتساقطه، حيث يرتبط الهرمون بمستقبلات على بصيلات الشعر ويعزز مرحلة النمو. فقد تلاحظ العديد من النساء أن شعرهن أصبح أكثر كثافة وجمالاً أثناء الحمل، وذلك بفضل مستويات هرمون الإستروجين المرتفعة. أما عندما ينقطع الطمث فإن مستوى هرمون الإستروجين ينخفض، مما يؤدي إلى تساقط الشعر تدريجياً.

هرمون التستوستيرون

تنتج النساء عادة كمية صغيرة من هرمون التستوستيرون. وعندما يختل توازن هذا الهرمون، فإنهن يعانين من ترقق الشعر على فروة الرأس، ونمو شعر داكن وخشن على الجسم في الأماكن التي لا يرغبن في نموه فيها، مثل الوجه والصدر. وكثيراً ما يسبب متلازمة تكيس المبايض ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون مما يؤدي إلى تساقط الشعر الهرموني باسم الثعلبة الأندروجينية.

هرمونات الأندروجين

كما يوحي الاسم، فإن الثعلبة الأندروجينية تنطوي على عمل هرمونات تسمى الأندروجينات، والتي تعد ضرورية للتطور الجنسي الطبيعي للذكور ولها وظائف مهمة أخرى في كلا الجنسين، بما في ذلك الرغبة الجنسية وتنظيم نمو الشعر. ويؤدي ارتفاع نسبة هرمونات الأندروجين بسبب خلل في الغدد الصماء أو وجود أورام تفرز الأندروجين في المبيض أو الغدة النخامية أو الغدة الكظرية، إلى زيادة تساقط الشعر.

الهرمونات الجنسية

يرتبط تساقط الشعر النمطي في كل من الذكور والإناث ارتباطاً وثيقاً بمستوى الهرمونات الجنسية، لأنه مرتبط بالتغيرات في مستقبلات الأندروجين، ويستجيب للأدوية المضادة للأندروجين.

علاج تساقط الشعر الهرموني عند النساء

تناول الأدوية

يمكن استخدام سبيرونولاكتون، وهو دواء لخفض ضغط الدم، كدواء مضاد للأندروجين لتقليل تساقط الشعر والثعلبة الأندروجينية عند النساء. وينتمي سبيرونولاكتون إلى مجموعةٍ دوائية تعرف باسم مُدِرَّات البول الحافظة للبوتاسيوم، كما يعمل الدواء على حصر مُسْتقبلات هرمون الألدوستيرون، وهذا يجعلها فعالة في خفض ضغط الدم والتورم الناجم عن الحالات الطبية.

هذا الدواء مفيد بشكل خاص للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) لأنهن يملن إلى إنتاج الأندروجينات الزائدة. وإذا لم يكن سبيرولاكتون فعالاً، فقد يساعد دواء آخر له خصائص مضادة للأندروجين مثل فيناسترايد.

الأدوية الموضعية

يمكن استخدام روجين (مينوكسيديل) هو دواء موضعي معروف معتمد من إدارة الغذاء والدواء لجميع دول العالم، بحيث يتم تطبيقه مباشرة على مناطق تساقط الشعر. يجد معظم المرضى أن محلول مينوكسيديل الموضعي يمكن أن يبطئ تساقط الشعر، لكن حوالي 10-15% فقط أفادوا بنمو شعر جديد.

وبالمثل، يُعتقد أن فيناسترايد الموضعي يقلل من نشاط ثنائي هيدروتستوستيرون مباشرة في موقع البصيلة، مما يساعد على تعزيز كثافة الشعر وإبطاء تساقطه.

المكملات الغذائية

نظراً لأن التغذية تلعب دوراً في صحة الشعر، فإن المكملات الغذائية مثل البيوتين والحديد والزنك يمكن أن تساعد في علاج تساقط الشعر الهرموني.

زراعة الشعر

يعد علاج زراعة الشعر علاجاً فعالاً لتساقط الشعر الهرموني في مناطق صغيرة وموضعية من تساقط الشعر. إذ يتم في عملية زراعة الشعر أخذ أجزاء صغيرة من فروة الرأس التي تحتوي على الشعر وزرعها في مناطق الصلع. ^[3]  

العلاجات الفعالة الأخرى للحد من تساقط الشعر

• الوخز بالإبر الدقيقة لفروة الرأس مع أو بدون استخدام المينوكسيديل.
• حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) لتشجيع نمو الشعر.

علاج تساقط الشعر الهرموني عند الرجال

العلاج بالهرمونات البديلة المتطابقة بيولوجيًا (BHRT)

العلاج الهرموني مناسب للأشخاص الذين يعانون من نقص هرموني مثل هرمونات الغدة الدرقية والغدة الكظرية، والهرمونات الجنسية. فهو يساعد في استعادة نمو الشعر إلى نمط صحي.

علاج الإكسوسوم للشعر

يسهم علاج الإكسوسوم للشعر في تسريع نمو بصيلات الشعر وتقويتها، وقد ظهر كخيار علاجي لتساقط الشعر، وذلك بسبب خصائصها التجديدية والمناعية.

على عكس تساقط الشعر الناجم عن العلاج الكيميائي أو اضطرابات المناعة الذاتية، فإن تساقط الشعر الهرموني يكون تدريجياً. قد لا تلاحظ ذلك حتى يتراجع خط شعرك بشكل واضح، أو يصبح ذيل الحصان لديك أرق، أو يصبح فروة رأسك مرئية. وقد قدمنا لكم كل ما تريدون معرفته عن أسباب وعلاجات فعالة لتساقط الشعر بسبب الهرمونات.

موضوعات ذات صلة: