عبير محمد: «برقع عبوري» يدمج بين الموضة والفن

لم تُنس السنوات التي قضتها عبير محمد «من أب إماراتي وأم كندية» بعيداً عن أرض الوطن، موروثها الثقافي، لتبحث وتجتهد بعد عودتها في إحياء رموز تراثية إمارتية، كالبرقع الإماراتي والذي يعد جزءاً أصيلاً من الأزياء التقليدية الخاصة بالمرأة الإماراتية، وذلك من خلال إطلاق مشروعها الخاص «برقع عبوري» لتصمم البرقع على الموضة وبأسلوب فني مميز يحتفل بالفتاة التي ترتديه وليس بغرض إخفائها.

من عالم التمثيل إلى تصميم البرقع، ما الذي دفعك لخوض هذا المجال؟
دخولي إلى مجال التصميم والموضة والأزياء كان بدافع الحفاظ على رموز إماراتية تراثية من الاندثار والنسيان وتطويرها، لذلك أطلقت مشروعي الخاص والذي يحمل اسم «برقع عبوري» حيث أصمم براقع إماراتية بطابع حديث تواكب الأزياء العالمية تدمج بين الفن والموضة ومصنوعة يدوياً، بعد أن لاحظت عزوف الإماراتيات عن ارتداء البرقع التقليدي.

كيف بدأت علاقتك مع تصميم البرقع الإماراتي؟
منذ طفولتي وأنا أهوى فن الرسم والأعمال اليدوية وكنت أصنع البرقع الإماراتي لنفسي وأرتديه في المناسبات والحفلات التنكرية كونه مشابه للقناع عند الغرب، فقد كان البرقع مصدر فضول للأجانب لطرح الأسئلة عليّ أثناء إقامتي في كندا، كوني إماراتية من أم كندية، وأجدها فرصة مناسبة للتعريف بثقافتنا وتراثنا وكأنني سفيرة لوطني الإمارات. وعندما عدت من كندا وجدت أن ارتداء البرقع أصبح مقتصراً على النساء الكبيرات في السن.

لم يكن البرقع قديماً يقتصر على النساء الكبيرات في السن فما أسباب عزوف الشابات الإماراتيات اليوم عن ارتدائه؟
حاولت أن أجتهد في هذا المجال حتى أمتلك القدرة على تطوير البرقع، وبناء على رأيي الخاص قد يعود السبب إلى أن البرقع بعيد عن اتجاهات الموضة وتقليدي، والفتاة الإماراتية تحب التميز عن غيرها وتهوى الماركات العالمية، ولكن ما أجد صعوبة في تفسيره هو الوقوف على أصل البرقع الإماراتي والسبب من وراء تصميمه لعدم توفر المعلومات الكافية وتعدد الروايات، فمنهم من يرجع السبب في تصميمه لمنع النساء من الظهور أمام المؤرخين الأجانب كنوع من الاحتشام في حين أن القصائد قديماً كانت تتغنى بالبرقع كونه يجمّل المرأة ومصدر زينة لها.

ما أصعب تحدي واجهك في تصميم البراقع؟
أصعب تحدي هو عندما أسأل أين يمكن أن نرتدي البرقع والوقت المناسب لذلك؟ وفي الحقيقة لايهمني إن نرتديه في المراكز التجارية أو إن كان ملائماً للحياة اليومية أو في المناسبات والحفلات التنكرية وأعياد الميلاد، ولكن ما يهمنى ومن خلال دراستي لمجال علم النفس التطبيقي الثقافي في كندا، أن لا نخسر هذا الرمز التراثي الإماراتي، فمن الصعب إحياء ثقافة في المجتمع  تم خسارتها أو اندثارها مرة أخرى، لأن ذلك يتطلب العديد من السنوات وارتداء البرقع جيلاً بعد جيل.

ما الرسالة التي تحاولين إيصالها من خلال «برقع عبوري»؟
باستطاعتنا إعادة إحياء البرقع من خلال دمج الأزياء بالفن، وأتمنى أن تصحح نظرة الغرب الخاطئة عن البرقع فهو جزء من الموضة والزي التراثي وليس اضطهاداً للمرأة الإماراتية ولاعلاقة له بالدين الإسلامي. «برقع عبوري» يحتفل بشخصية الفتاة التي ترتديه وليس الغرض منه إخفاءها.

كيف وجدت الإقبال على «برقع عبوري» بعد مشاركتك في الحدث السنوي الخاص بالأزياء العالمية «فاشن فورورد» بدبي؟
الإقبال كبير وخاصة من الأجانب، حيث طلب عدد من صممي الأزياء العالميين براقعي وأعربوا عن رغبتهم بالتعاون معي في المستقبل مثل مانيش أرورا (Manish Arora) ولديه العديد من الزبونات العالميات مثل ليدي غاغا، ريهانا، كاتي بيري، نكي ميناج، فيرغي، هايدي كلوم وغيرهن الكثيرات، والمصمم فيرن أماتو (Furne Amato)، والمصمم مايكل سينكو (Michael Cinco) ولديه زبونات من الطبقة الملكية. وأعتقد بأن البرقع عندما يصبح موضة عالمية سنرى فتيات العرب يرتدينه بلا شك وهذا ما أسعى إليه.

ما مصدر إلهامك في التصميم؟
من كل شي حولي وبالتحديد من الأزياء أو الشخصيات العالمية مثل كاتي بيري، أو المناسبات والأماكن التي أزورها كالبرقع الذي صممته واستوحيته من مسجد الشيخ زايد. وعشقي للشعر أيضاً ترجمته في بعض التصاميم المستوحاة من القصائد الشعرية.

ما الخامات التي تستخدمينها في تصميم البرقع؟
المواد التي استخدمها في تصنيع وتصميم «برقع عبوري» تختلف عن البرقع الأصلي أو التقليدي، بهدف الحفاظ على جودة براقعي، فالبرقع التقليدي يتم استبداله كل أسبوعين بآخر جديد. وتختلف المواد التي استخدمها تبعاً لطبيعة التصميم نفسه، فقد استخدم الورق المقوى والجبس الخفيف إلى جانب أقمشة كالمخمل والحرير والدانتيل، وأزينه بالإكسسوارات وكريستال شوارفسكي والورود واللؤلؤ.

ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
أعمل على التحضير للمشاركة في «فاشن فورورد» في دورته الجديدة بعد أن تلقيت الدعوة للمشاركة من قبل المنظمين على هذا الحدث العالمي، والمميز في هذه الدورة أنها ستتضمن أول عرض خاص بي وسأكشف عن مفاجأة، حيث أنوي إحياء رمز تراثي إماراتي جديد ستتعرفوا عليه خلال العرض.

CV

   عبير محمد من أب إماراتي وأم كندية.
   ممثلة محترفة «مسرح، سينما، تلفزيون».
   فنانة «رسامة ونحاتة» ومصممة وصانعة «برقع عبوري».
   www.burqaabori.com