صور من طرائف المونديال: جيمس رودريجز والجرادة!

بواسطة: goal تاريخ النشر: الأحد، 06 يوليو 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022

نعاني في الصيف من ارتفاع درجات الحرارة ولدغات النموس وتجمع الحشرات بكميات مهولة على أعمدة الإنارة المختلفة، لكن الناموس لا يحلق إلى جسد درجة حرارته غير مناسبة يحب أن يختار للبدء في الحصول على وجبة دسمة، بالضبط مثل النمل الذي يشتم رائحة فتات السكر المترام في المطبق فينقض عليه من مسافات طويلة بتنظم سرب خاص للحاق بالوليمة قبل سطو حشرة أخرى عليها.

وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم ظهرت «جرادة» على كتف نجم نجوم مونديال البرازيل 2014 جيمس رودريجيز في لحظة ستخلد طويلاً وستوضع ضمن طرائف وغرائب كرة القدم، وعجائب «المونديال»، فأثناء احتفاله الخجول بهدف تقليص الفارق في مرمى البرازيل بربع نهائي البطولة التصقت الجرادة على كتفه دون أن يشعر رغم كبر حجمها.

قبل انطلاق النسخة ال20 لكأس العالم، صنع هذا اللاعب ثلاث تمريرات حاسمة وسجل ثلاثة أهداف من 15 مباراة لعبها في تصفيات قارة أمريكا اللاتينية.

لم يكن باللاعب المعروف إلا لجماهير بورتو، لكنه في النهائيات استغل غياب رادميل فالكاو وتقمص دور «فالديراما الجديد» بتسجيل ستة أهداف وصناعة هدفين من خمس مباريات لعبها في أول مشاركاته في المونديال، ولا يزال عمره 22 عامًا فقط.

هذه الأرقام التي أحدثكم لم يحققها دانيال ستوريدج أو واين روني أو ماريو بالوتيلي أو فرناندو توريس أو كريم بنزيمة أو مثلاً لاعب مثل كريستيانو رونالدو الذي ورغم كل نجوميته وشهرته ورشاقته ومهاراته ولعبه مع منتخب نجوم مثل المنتخب البرتغالي، اكتفى بتسجيل ثلاثة أهداف فقط في ثلاث مشاركات في المونديال بواقع هدف يتيم في كل بطولة!!.

جيمس (الذي كان يلقب بكريستيانو رونالدو كولومبيا) صنع لنفس اسم وشخصية خاصة منذ أن قرر ارتداء قميص فالديراما، فقد لعب كرقم 10، أفضل حتى من فالديراما الذي لم يسجل الكثير من الأهداف في مشواره الدولي، ليطلق «خيمس» العنان لنفسه ولمهاراته، ليخط اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة اللاتينية وبلاده.

ولأن رودريجيز لاعب استثنائي مثل ذلك الجسد المناسب لانقضاض الناموس، والسكر المترامي من علبة على أرض المطبخ، والنور الساطع الذي تنجذب إليه كافة الحشرات الضار والنافع منها، انجذبت نحوه تلك الحشرة الضخمة في تلك المباراة لتساعده في اللحظات الأخيرة من مسيرة فريقه في المونديال على أن توثيق صورته مع أهدافه الستة في السجلات التاريخية للبطولة مدى الحياة..

هناك عدد كبير من اللاعبين قدموا على مر التاريخ مستويات ممتازة في كؤوس العالم، منهم من واصل مسيرته على نفس النسق، ومنهم من اختفى وضاع وسط الزحام، وإذا اختفى رودريجيز -ولا أتوقع ذلك - فلن ينساه أحد بأهدافه، وإذا نساه أحد بأهدافه، فلن ينساه أحد بصورته الشهيرة مع تلك الجرادة.

بعض الخبراء توقعوا مشاركة خجولة لكولومبيا بالتأهل إلى الدور التالي خلف أفيال كوت ديفوار للمجموعة، بحجة أن تجربة لاعبين مثل «دروجبا ويايا توريه وجيرفينيو» إن لم تكن في أوروبا ففي المونديال، تفوق رفاق جيمس حيث شاركوا في نسختي ألمانيا وجنوب أفريقيا 2006 و2010.

كان هذا المُبرر، ولديهم الحق فما قيل منطقي ومقبول، لكن كولومبيا بنجومها الجدد كانت الزعيمة على أرض الواقع بالعلامة الكاملة وأربعة أهداف لجيمس وثلاث تمريرات حاسمة لكوادرادو، أما البقية فلهثوا ولعبوا دور الكومبارس خلف ورقة الترشح الثانية حتى الدقيقة الأخيرة.

ثنائية رودريجيز في ثمن النهائي أمام أوروجواي جعلته محط اهتمام معظم أندية القارة العجوز، ورشحته وسائل الإعلام الأوروبية للانضمام إلى ريال مدريد أو برشلونة، أما الإنجليز فلم يستطعوا منع أنفسهم من سؤاله عن رأيه في الذهاب إلى البريميرليج فصدهم بأنه دوري بدني ولا يستهويه.

وفي أروقة ناديه «موناكو» نشب استنفار غير طبيعي من المالك الروسي للحفاظ على جوهرته للموسم المقبل الذي سيشهد عودة الإمارة للظهور في دوري أبطال أوروبا بعد سنوات الضياع في دوري الدرجة الثانية.

الخلاصة

يكفي للشعب الكولومبي اعتراف المدافع الأفضل في الأدوار الاقصائية «دافيد لويز» بنجومية ودور جيمس رودريجيز في لقطة معبرة شاركه فيها داني ألفيش بعد مرور 20 دقيقة فقط من اعتراف الطبيعة نفسها متمثلة في تلك الجرادة العملاقة بما قدمه رودريجيز وأحقيته في أن تبقى صورته مخلدة بهذا الشكل..شكرًا خيمس !