سعاد حسني

سعاد محمد كمال حسني البابا ممثلة مصرية ونجمة قديرة، لُقبت بسندريلا الشاشة العربية، من مواليد بولاق، القاهرة في عام 1943، من أب مصري من أصل سوري وهو محمد كامل البابا، وأم مصرية وهي جوهرة محمد حسن.

اُختيرت سعاد حسني في احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996، لتكون في المركز الثاني ضمن استفتاء أفضل ممثلة في القرن العشرين، واختار النقاد ثمانية أفلام من بطولتها ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري، لتصبح بذلك الممثلة صاحبة الرقم القياسي بالمشاركة مع فاتن حمامة.

نشأة سعاد حسني

ولدت الفنانة سعاد حسني في حي بولاق بالقاهرة، وكان والدها محمد كمال حسني البابا، الخطاط العربي الشهير، الذي انتقل من سوريا إلى القاهرة في عام 1912. وكان والدها مغنياً معروفاً في دمشق قبل أن ينتقل إلى مصر. عمل والدها خطاطاً في المعهد الملكي للخط العربي. أما والدتها، جوهرة محمد حسن صَفّور، فكانت مصرية وتنتمي لعائلة حمصية.

سعاد حسني كان لها ستة عشر أخاً وأختاً. كان ترتيبها العاشر بين أخواتها. لديها شقيقتان فقط، هما "كوثر" و"صباح". ولديها أيضاً ثمانية إخوة وأخوات من جهة والدها، منهم أربعة إخوة وأربع أخوات. وهناك ست أخوات لأمها، منهم ثلاثة إخوة وثلاث أخوات. من بين أشهر أخواتها من جهة والدها، الفنانة نجاة الصغيرة.

كان لها ستة عشر أخاً وأختاً، وترتيبها العاشر بين أخواتها، فلها شقيقتان فقط كوثر وصباح، وثمانية إخوة لأبيها منهم أربعة ذكور وأربع إناث، وست أخوات لأمها منهم ثلاثة ذكور وثلاث من البنات، ومن أشهر أخواتها من الأب المغنية نجاة الصغيرة، وقد انفصلت والدتها عن والدها عندما كانت في الخامسة من عمرها، ولم تدخل سعاد مدارس نظامية، واقتصر تعليمها على البيت.

المشوار الفني لسعاد حسني

تم اكتشاف موهبة الفنانة سعاد حسني بفضل الشاعر عبد الرحمن الخميسي، حيث أشركها في مسرحيته المأخوذة من عمل شكسبير "هاملت"، حيث قامت بأداء دور "أوفيليا". بعد ذلك، انضمت إلى طاقم فيلم "حسن ونعيمة" الذي أخرجه هنري بركات، إنتاج عام 1959. منذ ذلك الحين، توالت أعمالها السينمائية، حيث عملت مع أبرز مخرجي السينما المصرية، مثل صلاح أبو سيف، وعز الدين ذو الفقار، ويوسف شاهين، وحسن الإمام، وكمال الشيخ، وغيرهم. شاركت في أفلامها نجوم السينما المصرية من أجيال مختلفة، مثل صلاح ذو الفقار، ورشدي أباظة، ونور الشريف، وأحمد زكي.

بدأت سعاد حسني مسيرتها الفنية في عام 1959، وصورت 91 فيلماً، بالإضافة إلى مسلسل تلفزيوني واحد "هو وهي" مع الفنان الراحل أحمد زكي، وثمانية مسلسلات إذاعية.

كان أول أدوارها السينمائية في فيلم حسن ونعيمة، وآخر أعمال سعاد حسني كان في فيلم الراعي والنساء عام 1991، حيث شاركها الفنان أحمد زكي والممثلة يسرا.

وآخر أعمالها الإذاعية عبارة عن قصائد صوتية من رباعيات الشاعر صلاح جاهين، وقد قامت بتسجيلها لصالح إذاعة بي بي سي العربية في لندن. كما قدمت قصيدة المكنجي لصلاح جاهين أيضاً، ابتهاجاً بانتفاضة الأقصى.

من بين أفلامها الشهيرة: حسن ونعيمة، مال ونساء، موعد في البرج، صغيرة على الحب، غروب وشروق، الزوجة الثانية، الناس والنيل، أين عقلي، على من نطلق الرصاص، شفيقة ومتولي، الكرنك، أميرة حبي أنا، أهل القمة، غريب في بيتي. ومن بين أفلامها الأكثر شهرة، خلي بالك من زوزو، الذي أصبح اسمها مرتبطاً به.

زيجات سعاد حسني

تزوجت سعاد حسني خلال حياتها خمس مرات. أحد هؤلاء الأزواج كان غير مؤكد رسمياً، وهو أول زواج لها. تداولت بعض الشائعات أنها تزوجت عرفياً من عبد الحليم حافظ، وهو الزواج الذي أكده بعض الصحفيين المصريين. وعلى الرغم من أن هذا الزواج لم يكن معترفاً به من قبل عائلتها إلى بعد وفاتها، إلا أن أختها غير الشقيقة، جانجاه عبد المنعم، أكدت أخيراً أن العائلة اعترفت بزواجها من عبد الحليم حافظ، مما رفع عدد زيجاتها إلى خمس زيجات.

ومن المفارقات أن تاريخ وفاتها في 21 يونيو 2001 يتزامن مع يوم ميلاد عبد الحليم حافظ في 21 يونيو 1929. واستمر هذا الزواج العرفي لمدة ست سنوات، حتى انفصلا في عام 1965.

بعد ذلك، تزوجت من المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عامين تقريباً، ثم اقترنت بعلي بدرخان، ابن المخرج أحمد بدرخان، واستمر زواجها منه لمدة أحد عشر عاماً. في عام 1981، انفصلا، وفي نفس العام، تزوجت زكي فطين عبد الوهاب، ابن ليلى مراد وفطين عبد الوهاب.

وعلى الرغم من كثرة زيجاتها، إلا أنها لم تلبس ثوب الزفاف في أي منها أبداً، ولم تنجب أطفالاً رغم تعدد مرات حملها من علي بدرخان. 

المرض الذي أصيبت به سعاد حسني

خلال تصوير مسلسل "هو وهي" عام 1985، بدأت أعراض وآلام الإصابة في العمود الفقري تظهر عند الفنانة سعاد حسني. كانت تعاني من تآكل في الفقرتين (العجز والقطنية). زادت الآلام أثناء تصويرها فيلم الدرجة الثالثة في عام 1987، حيث أصيبت بضغط في الأوعية الدموية، وتمزّق في الشرايين، مما جعلها تشعر بآلام لا تطاق في القدمين.

تعرضت لإصابات كبيرة في الظهر والعمود الفقري. خلال فترة الإصابة، عُرض عليها المشاركة في فيلمها الأخير الراعي والنساء، وقامت رغم الأوجاع بالموافقة على العمل. زاد الضغط عليها بسبب تفاقم وضعها الصحي.

في عام 1992، سافرت إلى فرنسا لإجراء عملية جراحية في عمودها الفقري، حيث قام الجراح بتثبيت الفقرتين بواسطة صفيحة معدنية. عادت بعد ذلك إلى القاهرة لتمارس حياتها العادية، لكن الآلام عادت بقوة أشد.

أصيبت بشلل في الوجه نتيجة التهاب فيروسي في العصب السابع، مما دفعها للعلاج بالكورتيزون، الذي أثر على وزنها وحالتها النفسية. وفي تلك الفترة، توفيت والدتها، مما أثر عليها بشكل كبير. قطعت العلاج فجأة، وسافرت إلى لندن على نفقتها الخاصة للعلاج. 

وفاة سعاد حسني

توفيت الفنانة سعاد حسني إثر سقوطها من شرفة شقة في الدور السادس من مبنى ستوارت تاور في لندن في 21 يونيو 2001. أثارت حادثة وفاتها جدلاً لم يهدأ حتى الآن، حيث تدور هناك شكوك حول قتلها، وليس انتحارها كما أعلنت الشرطة البريطانية.

يعتقد الكثيرون، خاصة عائلتها، أنها توفيت مقتولة. ولكن بعد ثورة 25 يناير والقبض على صفوت الشريف، أُعيد فتح القضية، والمتهم الأول فيها هو صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى الأسبق.

أُظهرت مصر اهتماماً بالوفاة، وطلب الرئيس المصري محمد حسني مبارك آنذاك من سفير مصر في لندن عادل الجزار سرعة إنهاء الترتيبات الخاصة بعودة جثمانها إلى القاهرة. وكان في استقبال الجثمان بمطار القاهرة وفود رسمية من وزارات الثقافة والإعلام والداخلية والخارجية، بالإضافة إلى ممثل عن رئيس الجمهورية ومجلس نقابة الممثلين والسينمائيين، وأصدقاء وأقارب الفنانة الراحلة.