رسالة الملك تشارلز الثالث بمناسبة الكريسماس: شكر خاص لهؤلاء

  • تاريخ النشر: منذ يوم
رسالة الملك تشارلز الثالث بمناسبة الكريسماس: شكر خاص لهؤلاء

في تقليد سنوي طالما انتظره الملايين في المملكة المتحدة ودول الكومنولث، ألقى الملك تشارلز الثالث رسالته الخاصة بعيد الميلاد لعام 2024، وهو يعبر عن شكره العميق لكل من وقف إلى جانبه وعائلته في مواجهة محنتهم الصحية.

جاءت هذه الرسالة في وقت عصيب، حيث مر الملك وزوجة ابنه، أميرة ويلز كيت ميدلتون، بتحديات صحية كبيرة هذا العام، تتعلق بتشخيصهم بمرض السرطان، وهو ما جعل هذه الرسالة تحمل معاني خاصة هذا العام.

توجيه الشكر للمجتمع الطبي

أولى الملك تشارلز رسالته للحديث عن شكره الكبير للأطباء والممرضين الذين كانوا إلى جانبهم خلال رحلتهم العلاجية. وقال الملك: "من منظوري الشخصي، أقدم شكري العميق للأطباء والممرضين المتفانين الذين دعموني وأفراد عائلتي هذا العام من خلال التحديات التي واجهناها بسبب المرض، وقد قدموا لنا القوة والرعاية والراحة التي كنا في حاجة إليها".

تعبير الملك عن امتنانه للمجتمع الطبي جاء بعد أن خضع هو والأميرة كيت للعلاج من السرطان، حيث أشار إلى الدور الكبير الذي لعبه هؤلاء الأطباء والممرضون في تخفيف حدة القلق والإحباط الذي قد يرافق مثل هذه الحالات الصحية.

الملك تشارلز الكريسماس

من داخل كنيسة في لندن: رسالة في مكان ذو رمزية خاصة

تم تسجيل الرسالة من داخل كنيسة في وسط لندن، تُدعى كنيسة فيتسروفيا، وهي جزء من مستشفى قديم كان يشتهر بتقديم العلاج الطبي. جاء هذا الاختيار ليكون رسالة رمزية تعبر عن ارتباط الصحة والخدمة المجتمعية، وهي أول مرة يسجل فيها الملك رسالته في مكان بعيد عن القصور الملكية، مما جعلها تحمل طابعاً شخصياً وإنسانياً أكثر.

التأمل في الصراعات العالمية

لم تقتصر رسالته على الشكر والامتنان فقط، بل تناول الملك تشارلز الصراعات العالمية التي تهدد أمن وسلامة الكثير من الشعوب. تحدث عن تأثير الحروب المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط وأفريقيا، وأشار إلى أن "رسالة الملائكة إلى الرعاة" التي تحدثت عن "السلام على الأرض" هي رسالة خالدة تحمل في طياتها دعوة للأمل في أوقات الصراعات.

كما ذكر الملك تشارلز في رسالته التأثير الكبير الذي أحدثه مرور 80 عاماً على إنزال قوات الحلفاء في نُورماندي، مؤكداً على أن المأساة الناتجة عن الحروب، رغم تقدم الزمن، لا تزال تهدد العديد من البلدان. ودعا الملك إلى تعزيز قيم التسامح والتعاون بين الشعوب لمواجهة هذه التحديات.

الملك تشارلز الكريسماس

رسالة للأمم المتحدة والكومنولث: أهمية الاستماع والتفاهم

خلال حديثه عن سفره الأخير إلى دول الكومنولث، مثل أستراليا وساموا، تطرق الملك إلى قيمة الاستماع والتفاهم المتبادل بين الشعوب والثقافات. وأكد أن "الكومنولث ليس مجرد تجمع من الدول، بل هو رابط إنساني يتجسد في التفاعل البناء والتعلم من بعضنا البعض". هذه الرسالة جاءت لتذكر العالم أن الحوار والتعاون هما السبيل لمواجهة الصراعات والتحديات العالمية.

تحديات داخل المملكة المتحدة: العنف والتضامن

في محوره الأخير، تحدث الملك عن التحديات الداخلية التي واجهتها المملكة المتحدة هذا العام، خاصة في ظل تزايد التظاهرات والعنف في بعض المدن. أشار إلى مشهد مؤثر في مجتمعات بريطانيا، حيث أظهرت العديد من المجتمعات تلاحماً وصموداً أمام هذه الأزمات، مستعرضاً مشاعر الفخر التي يشعر بها إزاء هذه التضامنات المحلية.

اختتم الملك رسالته بتأكيد على أن عيد الميلاد هو وقت للتأمل في تجارب الآخرين والاعتراف بحاجتنا المستمرة لبعضنا البعض، سواء في الأوقات السعيدة أو الصعبة. وأضاف أن "القيم التي تعلمناها من خلال الدين والتراث، هي بمثابة شعاع من الأمل في عالم مليء بالتحديات".

الملك تشارلز الكريسماس

بعد الرسالة، انتقلت الأنظار إلى الاحتفالات العائلية في "ساندرينغهام"، حيث تجمع أفراد العائلة المالكة لحضور قداس عيد الميلاد. كان من الواضح التلاحم الأسري، مع مشاركة الملك وزوجته الملكة كاميلا والأمير ويليام وعائلته في هذا الحدث الديني التقليدي. كما شهد القداس حضور الأميرة كيت، التي كانت قد عادت تدريجياً إلى مهامها العامة بعد فترة العلاج، وقد تفاعل أفراد العائلة مع الجمهور بعد الخدمة، مما أضاف طابعاً إنسانياً دافئاً لهذه المناسبة.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار