دليلك المتكامل للحفاظ على اللياقة والطاقة خلال شهر رمضان
شهر رمضان المبارك هو شهر النفحات الإيمانية والتفكر والتواصل الروحي ونمو الذات، ولكنَّ هذا لا يتعارض مع ممارسة روتينكَ الرياضي
- تاريخ النشر: الجمعة، 14 فبراير 2025

بقلم سارة ليندسي، المؤسس المشارك لرور للياقة البدنية
فمع الصيام من الشفق إلى الغسق، قد تجد أنه من الصعب توفير الوقت المناسب للتمرين، لكن من خلال بعض التعديلات الذكية، يمكنكَ الحفاظ على طاقتك ومواصلة تقدمكَ.
يكمن السر في الإدارة الاستراتيجية للوقت والمرونة ومراقبة إشارات جسدك. سواء كنتَ تستيقظ باكرًا لإجراءِ جلسة رياضية قبل السحور أو ممن يُفضلون تأجيل بذل الجهد بعد الإفطار، إليك بعض النصائح لتحسين جدول تمارينكَ وتحقيق أفضل النتائج، كل ذلك مع تحقيق جوهر العبادة في شهر رمضان.
يكمن السر في التوقيت
التوقيت المناسب هو مفتاح ممارسة الرياضة بأمان خلال شهر رمضان المبارك. يتطلب التمرين أثناء الصيام التفكير المتأني لتجنب الجفاف والإجهاد المفرط. أفضل الحلول هي جدولة جلسات التدريب في غير ساعات الصيام - إما قبل السحور أو بعد الإفطار - حين يكون الجسم مُزودًا بما يكفي من الطاقة والسوائل. خلال تلك الفترات، يُصبح أداء التمارين ذات الشدة المتوسطة إلى العالية أسهل بكثيرٍ، مما يسمح لكَ بالحفاظ على قوة عضلاتكَ وقدرتكَ على التحمل دون إنهاك صحتكَ.
بالنسبة لمن يُفضلون أو يحتاجون إلى ممارسة الرياضة أثناء ساعات الصيام، ستكون الأنشطة الخفيفة مثل المشي أو اليوغا أو التمدد هي الأفضل. تساعد هذه الأنشطة على الحفاظ على مرونة الجسم وتنشيط الدورة الدموية دون إرهاق الجسم بشكل مفرط. يكمن السر عمومًا في الاستماع إلى جسدكَ - ففي بعض الأيام، سيحظى جسدك بطاقةٍ أكبر من غيرها، ومن الضروري تعديل شدة التمرين ومدته تبعًا لذلك.
التركيز على تدريبات القوة بدلًا من تمارين الكارديو
شهر رمضان ليس الوقت المثالي لممارسة تحديات اللياقة البدنية المُرهقة أو تمارين الكارديو المفرطة. حالو التركيز على تمارين القوة، فهي أكثر فاعلية في الحفاظ على كتلة العضلات واستقرار عملية التمثيل الغذائي، على الرغم من التغييرات في عادات تناول الطعام. كما يُساعد تدريب الأثقال على الحفاظ على طاقتك ويحمي جسمك من تكسير العضلات للحصول على الطاقة خلال فترات الصيام.
حاول إجرء جلسات تدريب أثقالٍ أقصر وأكثر كفاءة تُركز على الحركات المركبة مثل القرفصاء، ورفع الأثقال، والضغط، والتجديف. تعمل هذه التمارين على إشراك مجموعات عضلية متعددة وتوفر أفضل النتائج في أقل فترةٍ ممكنة. قلل من تمارين الكارديو المكثفة، فهي قد تؤدي إلى إرهاق مُفرط وتكسير العضلات. بدلًا من ذلك، ركز على تمارين المقاومة بشدة مُعتدلة، وامنح نفسك فترات راحةٍ محسوبة لتحسين أدائك أثناء الصيام.
تعديلات ذكية على التمارين
قد تتفاوت مستويات الطاقة بسبب الصيام وتغير أوقات النوم، لذا فإن المرونة هي المفتاح. قد تشعر في بعض الأيام بالقدرة على أداء تمرين كامل؛ وفي أيام أخرى، قد تكون جلسة تمدد خفيفة أو جلسة لتحسين الحركة هي خيارك الأفضل. إذا شعرتَ بالدوار أو التعب الشديد أو الضعف، توقف فورًا؛ فصحتكَ هي الأهم.
للحفاظ على القوة وتجنًّب الإرهاق، جرّب ما يلي:
- ارفع أوزانًا متوسطة لعدد مراتٍ محسوبة بدلًا من بذل أقصى جهد.
- مارس تمارين لزيادة الكفاءة والحفاظ على العضلات بكامل الجسم.
- تجنب تمارين الكارديو المفرطة لتفادي استنزاف الطاقة غير الضروري.
- زِد فترات الراحة بين الرفعات وأيام الراحة بين التمارين.
الترطيب والتغذية: زوِّد جسمكَ بالوقود المناسب
ترطيب الجسم بالماء هو طوق النجاة في رمضان. خلال ساعات الصيام يحتاج جسمك لكمياتٍ من الماء، ومن الضروري تحقيق أقصى استفادة من ساعات الإفطار عن طريق شرب الكثير من الماء والسوائل المُرطبة مثل ماء جوز الهند أو العصائر الطازجة. هذا يضمن استعداد جسمكَ لصيام اليوم التالي وقدرته على تحمُّل النشاط البدني.
عندما يتعلق الأمر بالتغذية، ركز على تجديد الإلكتروليتات بأطعمةٍ مثل التمر والموز والزبادي والخضراوات الورقية. تساعد هذه الأطعمة على الحفاظ على مستويات الترطيب ومنع انهيار الطاقة في جسدك. يجب أن تكون وجبة السحور مُتوازنة وتحتوي على كربوهيدرات مُعقدة ودهون صحية وبروتين لإبقائكَ مُتشبعًا طوال اليوم، بينما يجب أن تُعطي وجبة الإفطار الأولوية لتجديد الطاقة دون الإفراط في تناول الطعام.
إذا كنتَ تُعاني من حالات طبية مُحددة - مثل مرض السكري - فمن الضروري استشارة أخصائي رعاية صحية قبل الجمع بين الصيام وممارسة الرياضة. قد تتغير مستويات السكر في الدم بشكل كبير، ويمكن أن تُساعدكَ الإرشادات الطبية على تحقيق التوازن الصحيح.
فوائد الحفاظ على طاقتك خلال شهر رمضان
على الرغم من تحديات الصيام، يوفر الحفاظ على النشاط خلال شهر رمضان المبارك فوائد جمَّة. يمكن أن يمنع روتين التمارين المُنتظم والمُخطط له جيدًا فقدان العضلات، ويحافظ على اللياقة القلبية الوعائية، ويُثبت عملية التمثيل الغذائي. كما أن لممارسة الرياضة فوائد هائلةً للصحة العقلية، حيث تُساعد على تعزيز السيروتونين والإندورفين، مما يُحسن المزاج ويُقلل من التوتر.
أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يواصلون ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان يتمتعون بتركيزٍ أفضل ومستوياتٍ أعلى من الانضباط الذاتي والرفاهية العامة. كما أن الحفاظ على النشاط سيحمي جسمك من تغيرات الوزن غير المرغوب فيها - مما يُساعدكَ على كسر الحلقة المعتادة لفقدان كتلة العضلات وزيادة الدهون الزائدة بسبب تغير أنماط الأكل.
إيجاد الحافز والدعم
ليس من السهل الالتزام بجلسات ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، ولكن التعديلات الصغيرة قد تحدث فارقًا كبيرًا. فكر في الانضمام إلى فصول اللياقة البدنية الجماعية أو اختر الأنشطة المجتمعية مثل المشي المسائي مع العائلة والأصدقاء.
يُمكن أن يُساعدكَ أيضًا وضع أهداف قابلة للتحقيق - مثل الحفاظ على الاتساق أو تحسين المرونة أو التركيز على الترطيب - على البقاء على المسار الصحيح. كما يطوِّر متابعة تقدمكَ مفهوم المساءلةِ لديك ويمنحكَ شعورًا بالإنجاز عند الاحتفال بالانتصارات الصغيرة على طول الطريق.
استمع إلى جسدكَ
يتعلق شهر رمضان بالتوازن الورحي والعقلي والجسدي، لذا يجب أن تُعزز اللياقة البدنية تجربة الصيام، لا أن تُعيقها. انتبه دائمًا لإشارات جسدكَ ثم كيِّف تمارينكَ حسب الحاجة. فإذا شعرتَ بالإرهاق، استرح؛ وإذا شعرتَ بالنشاط، مارس الرياضة. وقبل كل شيء، أعطِ الأولوية للترطيب والتغذية والتعافي.
باتباع النهج الصحيح، ستتمكن من الحفاظ على لياقتكَ البدنية خلال شهر رمضان المبارك، وستتمتع بالقوة والصحة والمرونة طوال أيام الشهر الفضيل.
حافظ على التزامك ووعيك، وتمتع بقضاء أوقاتٍ صحية وممتعة خلال شهر رمضان المبارك!