دعاء الصبر للمبتلى

يمر المسلم بابتلاءات عدَّة تبدو في ظاهرها شرًّا، قد ينفطر لها القلب، وتدمع العين وتتبدد الحيَل وتضيع السبُل. حتى يوقن المرء أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، فيرفع يديه لله -عز وجلَّ- تسليمًا وإقرارًا بقدرته سبحانه، يُناجيه بدعاء الصبر للمبتلى لعل الله يرفع عنه الضر، ويجعل ما لاقاه من ابتلاء في ميزان حسناته. وقد ورد في القرآن والسنة والأثر الكثير من أدعية الصبر، سنذكر بعضها فيما يلي.

دعاء الصبر للمبتلى من القرآن والسنة

علمنا الله -سبحانه وتعالى- ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- أدعية الصبر عند الابتلاء فمنها:

• "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". (سورة الأنبياء، الآية 83) ^[1]  
• "أني مسَّنيَ الضرُّ وأنت أرحم الراحمين". (سورة الأنبياء، الآية 87)
• "ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون". (سورة الدخان، الآية 12) ^[2]
• "ربَّنا أفرِغ علينا صبرًا وتوفَّنا مسلمين". (سورة الأعراف، الآية 165) ^[3]
• "اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزَن، والعجزِ والكسل، والبخل والجبن، وضَلَع الدَّين، وغلبة الرجال". ^[4]   
• "اللهم إني أعوذ بك من جَهد البلاء، ودركِ الشقاء، وسوء القضاء، وشماتةِ الأعداء".
• "اللهم إني أسألك من الخيرِ كله عاجله، وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله، وآجله ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك به عبدُك ونبيُّك، وأعوذ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك. اللهم إني أسألك الجنة وما قرَّب إليها من قولٍ أو عمل، وأعوذ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاءٍ قضيته لي خيرًا."
• "اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيء، فالق الحب والنوى، ومُنزِل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، اللهم أنت الأول، فليس قبلك شيء، وأنت الآخِرُ فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنتَ الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدَّين وأغننا من الفقر".
• "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءَة نقمتك، وجميع سخطِك".
• "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر".

أدعية عامة للصبر على الابتلاء

كما يُمكن أن يكون دعاء الصبر للمبتلى أحد الأدعية التالية:

• اللهم إني أسألك أن تكفيني شر كل ذي شر، وأسألك فرجًا قريبًا وصبرًا جميلاً، وأسألك العافية من كل بلية.
• اللهم إني أسألك إيمانًا يُباشر قلبي، ويقينًا صادقًا حتى أعلم أنه لن يُصيبني إلا ما كتبته عليّ، وارزقني الرضا بما كتبته لي يا ذا الجلال والإكرام.
• اللهم اجعل لي من كل همٍّ يهمني فرجًا ومخرجًا وارزقني من حيث لا أحتسب، يا سابق الفوت ويا سامع الصوت ويا كاسي العظام لحمًا بعد الموت اجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا قدر، وأنت علَّام الغيوب.
• اللهم إني أسألك نفسًا مطمئنة تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك وتقنع بعطائك.
• اللهم لا تكسر لي ظهرًا، ولا تصعب لي حاجة، ولا تعظم عليّ أمرًا، اللهم لا تحني لي قامةً، ولا تكشف لي سرًّا، ولا تفضح لي سترًا.

فضل دعاء الصبر للمبتلى

أمرنا الله -عزَّ وجل- بالدعاء ووعدنا بالإجابة، فقل -سبحانه وتعالى- في الآية 60 من سورة فاطر: "وقال ربُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". فكان من بين فضائل الدعاء أنه:

• طاعة لله -عزَّ وجل- وتلبيةً لأمره.
• يقرب العبد من ربه، ويشعره بمعيته -سبحانه- وتعالى.
• سبب لرفع البلاء الذي وقع ودفع ما لم يقع بعد من البلاء.
• إقرار بعظمة الله -عز وجل- وقدرته على أن يقول للشيء كُن فيكون، مهما بدا الأمر صعبًا أو مستحيلاً بمقاييس البشر.
• الدعاء يُطمئن قلب المؤمن، ويشعره بالسكينة والرضا والتسليم التام لله عز وجل.

شروط استجابة الدعاء

يدعو المؤمن ربه، وكله أمل في استجابة دعائه، لكن هناك ما يجب مراعاته لضمان تحقق الإجابة وفق ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن شروط استجابة الدعاء:

• أن يدعو المؤمن الله وحده لا شريك له، ولا يشرك به شيئًا.
• أن يدعو بقلب موقِن بالإجابة ومدرِك أن الله على كل شيءٍ قدير.
• ألَّا يدعو بإثمٍ أو قطيعة رحم.
• التوسل إلى الله بالعمل الصالح والإلحاح في الدعاء.
• تحري الحلال من الرزق واجتناب الخبائث.
• عدم استعجال الإجابة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "يُستجاب لأحدكم ما لم يَعجَل، يقول دعوت فلم يُستجَب لي". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ^[5]

كانت هذه أجمل أدعية الصبر للمبتلى، تذكر دائماً أهمية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ودور ذلك في تخفيف الهموم والأحزان.