حكم صوم الطفل في رمضان

إن الإسلام دين يسر، ولا يكلف الله أحد بما لا يستطيع، فلا يفرض أمر شاق على أي مسلم وهو على علم أنه لا يمكنه أن يقوم بهذا العمل، إذ جاء الله بتشريعات تتماشى مع الناس وحياتهم، وكل ما جاء من تشريع لا يتعارض مع طبيعة البشرية، فلم يأتي الإسلام بالإكراه أو الإجبار.

حكم صوم الطفل

إن الصوم للطفل قبل البلوغ ليس بواجب عليه، بل مستحب؛ وذلك ليعتاد على الصوم عندما يكبر، ويجوز للطفل أن يصوم يوم، أو نصف يوم ويفطر، أو يفطر ومن ثم يكمل صيامه من باب التعويد وتدريب على الصيام، حتى وإن لم يكن الصيام في الشرع بهذا الشكل، ولا يصح أن يتهاون الأهل بأمر صيام أطفالهم، ويشفقون عليهم ن التعب فيتركونهم دون صوم ظناً منهم بأن هذا خير لهم، ولصحتهم. ^[1]   

السن المناسب لصوم الطفل

ذكر العلماء بأن على الوالدين البدء بتعليم أولادهم على الصيام في سن الإطاقة للصوم، وإن هذا السن يختلف من طفل لآخر نظراً لبنية جسمه، وقام بعض أهل العلماء بتحديد السن العاشرة للطفل، فإن كان يطيق الصوم بهذا العمر فيصوم، وبين بعضهم بأن الطفل إن استطاع صوم ثلاثة أيام وما فوق دون أن يصيبه التعب والضعف يصوم شهر رمضان، وهذا الأمر قام به الصحابة من قبل مع أطفالهم، إذ كانوا يأمرونهم بالصيام وإن جاع أحدهم، أو بكى يقوم باللعب معه حتى ينسى أمر الصيام. ^[2]   

دور الأهل في صوم الطفل

إن على الأهل مسؤولية كبيرة في تعودي أطفالهم على الصوم، وذلك بأن يقوموا باستعمال الوسائل التي ترغب وتحبب أطفالهم بالصوم، مثل: الهدايا، والدعم المعنوي، وتعظيم المشاعر الرمضانية لديهم، وإعلامهم بأن الدين دين يسر وليس بعسر على أحد، ولا يصح أن يجبر الوالدين أولادهم على الصوم وبالإكراه، والسخرية منهم إن لم يستطيعوا الصوم، بل عليهم أن يكون وسطيون في تعاملهم مع أولادهم في أمر الصيام، وإن رأى الأهل بأن الطفل أصابه التعب والمشقة من الصوم فلا يجبروه على إكماله حتى لا يلحق الضرر به. ^[3]   

شروط وجوب الصوم

للصوم شروط صحة، وشروط وجوب، أما بالنسبة لشروط وجوب الصوم، فهي: ^[4]   

1. البلوغ: فلا يتوجب على الصبي الصوم قبل وصوله سن البلوغ.
2. القدرة: إن كان المسلم مريضاً وكبيراً في العمر، وعاجزاً، فلا يفرض عليه صوم شهر رمضان.
3. الإقامة: أن يكون المسلم في بلده مقيم، أما إن كان مسافراً فله أن يفطر أو يصوم.