تكتلات الثدي خلال الرضاعة الطبيعية

قد يثير ظهور كتل في الثدي الخوف والقلق لدى النساء عموماً ولكن عند ظهور تكتلات الثدي خلال الرضاعة الطبيعية فإن ذلك عائد إلى وجود تقلبات في الهرمونات لديها في هذه الفترة، وعليه فإن معظم هذه الكتل غير خبيثة، ولكن ما أعراضها وكيف يمكن التمييز بينها وبين الخبيثة؟ 

الرضاعة الطبيعية

تتمثل عملية الرضاعة الطبيعية بمرحلة تغذية المولود الحديث من ثدي أمه بالحليب الذي يحتوي على العديد من العناصر الغذائية، إذ تعد هذه العملية فطرية غريزية مشتركة بين الإنسان وأغلب الحيوانات التي تتفرع من فصيلة الثدييات، وتستمر عملية الرضاعة من الولادة حتى الفطام.

وفي الغالب تكون مدة الرضاعة كأقل حد بمدة تصل ستة أشهر، وهذا ما تنصح به منظمة الصحة العالمية، ولكن قد تختلف مدة الإرضاع من منطقة لأخرى وتختلف باختلاف الثقافات، حيث أنه هناك من يوقف الرضاعة بعد مدة بسيطة من الولادة ومنهم من يستمر في الرضاعة ستة أشهر ومنهم من يستمر مدة تصل إلى أربعة وعشرين شهراً.

تتعدد أسباب أيقاف الرضاعة بوقت مبكر، فمثلاً قلة إدرار الحليب من الأم وبالتالي عدم إشباع الطفل أحد الأسباب الشائعة لإيقافها، في حين أن بعض النساء توقفها تفادياً لحدوث ترهلات الثدي بسبب عملية الإرضاع.

فوائد الرضاعة الطبيعية

هناك العديد من الفوائد التي تقدمها الرضاعة الطبيعية لكِ ولطفلكِ، ومنها:

• تساعد الرضاعة الطبيعية الأطفال على تجنب داء الربو والأكزيما التأتبية.

• تفيد الرضاعة الطبيعية في تجنب الإصابة بحساسية الأنف.
• تجنب رضاعة الأطفال الحساسية من بروتينات حليب البقر.
• تخفض الرضاعة الطبيعية نسبة الإصابة بالسرطان عند الأطفال والبالغين الذين سبق وأن استفادوا من رضاعة الأطفال.
• ضمان نمو جيد للفك وتساعد في تفادي النمو غير الطبيعي للأسنان.
• تعمل الرضاعة الطبيعية عند الأم على زيادة إفراز هرمون الحمل.
• ترفع الرضاعة الطبيعية من نسبة الأوكسيتوسين الذي يسهل من عملية تقليص الرحم بعد الولادة ويعمل على تخفيض النزيف بعد الولادة.
• تزيد الولادة الطبيعية من البرولاكتين الذي يعمل على إدرار الحليب الذي يعتبر منوم طبيعي للأُم والرضيع.
• تساعد الرضاعة الطبيعية على استرجاع الوزن المثالي ما قبل عملية الحمل والولادة لأن الرضاعة الطبيعية تستهلك مخزون الغذاء لدى الأم.

تورم الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية

يعتبر تورم الثدي أثناء عملية الرضاعة الطبيعية شائعاً جداً، وذلك نتيجة عدوى في نسيج الثدي؛ مما يؤدي إلى تورمه بشكل ملحوظ، ويصبح الثدي ساخناً، ويصيبه احمرار، وتعرف هذه العدوى بالتهاب الثدي، وقد تؤدي الإصابة به إلى تداعيات أخرى كارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة، وفي الغالب يصيب التهاب الثدي الأمهات المرضعات أكثر من غيرهن من النساء، ولكن في حالات شاذة ومتفرقة قد يصيب النساء غير المرضعات أيضاً، وفي أغلب الأحيان يصيب الأم بشكل خاص في الأشهر الثلاث الأولى بعد عملية الولادة، مما قد يجعل الأم تتوقف بشكل مبكر عن الإرضاع.

ومن الممكن أن تتمكن الأم من إرضاع طفلها بشكل طبيعي، على الرغم من وجود التهاب بالثدي بدون أي أعراض جانبية ودون الشعور بالقلق ويعرف تورم الثدي بالتهاب الثدي ويمكن أن يصاب به الرجال، ويمكن أن يؤدي تورم الثدي الناتج عن الالتهابات إلى الشعور بالإنهاك الذي له أثر سلبي رجعي على الرضيع كصعوبة الاعتناء به، ويعتبر علاج التورم الموجود في الثدي سهلاً عن طريق تناول المضاد الحيوي لعلاجه.

أعراض تورم الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية

هناك العديد من الأعراض التي تنبئ بظهور تورم الثدي والتي تشمل:

• ألم ودفء في منطقة الثدي عند ملامسته بطريقة مباشرة.
• الشعور بهزال وتعب بشكل عام وذلك لأنه من يعد من الأمراض الالتهابية.
• حدوث تورم ملحوظ في منطقة الثدي.
• الشعور بالألم والحرقة أثناء الرضاعة وحتى بعدها وبصورة مستمرة.
• احمرار ملحوظ جداً في الجلد الذي يغطي منطقة الثدي.
• قد تصل درجة حرارة الثدي إلى 38 درجة مئوية أو أكثر في منطقة الثدي، ويمكن قياسها بميزان حرارة إلكتروني.
• في الغالب تظهر هذه الأعراض في ثدي واحد وليس الاثنين.

أسباب الكتل في الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية

هناك العديد من الأسباب التي تظهر الكتل في منطقة الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية ومنها ما يلي:

• التهابات الثدي: يحدث التهاب الثدي في الغالب عند النساء نتيجة تعرضهم لعدوى بكتيريا في أنسجة الثدي، وذلك لأن الحليب قد يمثل بيئة مثالية لنمو البكتيريا، وقد يحدث نتيجة انسداد لإحدى القنوات الحليبية.
• خراج الثدي: وهو من مسببات الكتل في الثدي، ويحدث خراج الثدي نتيجة لإهمال علاج التهاب الثدي، ويكون عبارة عن تجمع للصديد داخل الثدي، وفي هذه الحالة يكون الثدي مورم وساخن، وأحمر اللون، ويمكن حدوث ورم غدي ليفي يسمى بفايبروأدينوما وهو من الأورام الحميدة التي تنمو في أنسجة الثدي.
• أكياس الثدي: وهي عبارة عن أكياس تحتوي على سائل، وتظهر بعد إنقطاع الطمث.
• زوائد لحمية في الثدي: في الغالب تظهر بسبب علاجات هرمونية تتبعها المرأة أو نتيجة للتقدم في العمر.

أنواع كتل الثدي

هناك ثلاث أنواع رئيسية لكتل الثدي وهي:

• ورم الثدي الحميد البسيط: بحيث يتراوح حجم الكتل في هذا النوع من أورام الثدي الحميدة بين واحد إلى ثلاث سنتيمترات، بحيث أن الإصابة بهذه الكتل عند المرأة لا تجعلها أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

• ورم الثدي الحميد المعقد: وهو مشابه جداً للورم البسيط ولكن تكمن خطورته في احتمالية زيادة فرص ظهور سرطان الثدي الذي في الغالب يكون ورم سرطاني حميد وليس خبيث.
• ورم الثدي الحميد العملاق: وهو عبارة عن ورم حميد ينمو في الثدي لا يزيد حجمه عن خمسة سنتيمترات ويمكن أن يتحول الورم البسيط أو المعقد إلى ورم سرطاني عملاق في حال لم تتم معالجته.

طرق علاج تكتلات الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية

هناك العديد من طرق علاج تكتلات الثدي ومنها ما يلي:

• الكمادات الدافئة لعلاج تكتلات الثدي: تساعد الكمادات الدافئة على تحفيز نزول الحليب وعدم تكتله في الثدي، ويمكن أخذ حماماً دافئ لإزالة هذه التكتلات.
• زيادة عدد مرات الرضاعة لعلاج تكتلات الثدي: ويتم ذلك عن طريق تنظيم علاج تلطيفي يخفف من ظهور التكتلات.

هل كتل الثدي في الرضاعة دليل على السرطان؟

ظهور كتل في الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية هو أمر معتاد ولا يمثل خطورة، وغالباً يكون مؤقت ولا يحتاج إلى علاج، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تحتاجي استشارة طبيبكِ. ^[1]  

يشير الأطباء إلى أن الأورام الحميدة هي الأكثر شيوعاً أثناء الرضاعة، حيث تحدث الأورام الغدية عادةً بسبب التغيرات الهرمونية في هذه الفترة، وكذلك الأورام الغدية الليفية (نوع من أنواع الأورام الحميدة) فهي من الأنواع الشائعة أيضاً لدى المرضعات، ومعظم هذه الأورام غير سرطانية، ولكن قد تشكل 20% منها أوراماً خبيثة، ويمكن تمييز الكتل السرطانية من ملمسها الصلب وغير المؤلم والتي لا يمكن تحريكها بسهولة. ^[1]

عليكِ أن تعي جيداً عزيزتي الأم بأن الكشف المبكر عن السرطان أساسي للشفاء التام منه، وعليه فإن أي كتل صلبة وغير مؤلمة وغريبة تجدينها في الثدي يجب أن تتصلي بطبيبكِ لفحصها.

إن ظهور تكتلات الثدي خلال الرضاعة الطبيعية لا يستدعي الخوف لأن معظم هذه الكتل تكون حميدة ومؤقتة ولا تحتاج للعلاج.

موضوعات ذات صلة: