بدر نجيب العوضي: «مع بدر» برنامج لتعزيز ثقافة الطهي بين الشباب

تمزج المكونات وتتنوع النكهات ويبقى المذاق الحلو بالنسبة للشيف الإماراتي الشاب بدر العوضي، مصدر إبداع وتميز فيما يعده من وصفات، تعكس الروح الشبابية التي لا تتخلى عن أحلامها وطموحاتها مهما اختلفت الظروف. هو موهبة حقيقية ونموذج مشرف للشباب الإماراتي الواعد الذي أثبت ريادته وتفوقه في العديد من المجالات. ليتمكن وفي وقت قصير من تقديم برامج طبخ تلفزيونية كان آخرها برنامج «مع بدر» والذي عرض مؤخراً في شهر رمضان الكريم على قناة أبوظبي الإمارات.

حدثنا عن فكرة برنامجك «مع بدر»؟
«مع بدر» برنامج طهي وسياحة بنفس الوقت، نجول من خلاله في جميع أنحاء الإمارات، وخاصة أبوظبي ودبي والعين، أحضر فيه حلويات سريعة وبطريقة عفوية بعيدة عن المطبخ أو الاستوديو كما اعتدنا. الهدف منه أن يصل مفهوم الطبخ وتحضير المأكولات لعقول الشباب، على أنها فكرة شبابية مرحة، ويمكن أن تكون مهنة يزاولها الشاب الإماراتي، لتنمية ثقافة الطبخ في المجتمع الإماراتي، بتحضير مأكولات سريعة وشهية.

ألا ترى بأن مدة البرنامج «5 دقائق» قصيرة جداً لإعداد الوصفة واستيعابها من قبل الجمهور؟
الوصفات التي تم اختيارها سهلة التطبيق ولا تحتاج إلى أكثر من 5 دقائق لإعدادها وهذا الأمر كان مقصوداً  لخدمة هدف البرنامج الذي سبق وأن تحدثنا عنه. وعادة في  شهر رمضان ونظراً لانشغالاتنا الدائمة قد لا نجد الوقت الكافي لإعداد الحلويات، أو أن جل اهتمامنا ينصب في إعداد الأطباق الرئيسية. فمن خلال هذا البرنامج نقدم للمشاهدين وصفات شهية وسريعة للحلويات تساعدهم على ذلك.

ما المعايير التي اعتمدتها في اختيار وصفات برنامح «مع بدر»؟
30 وصفة موزعة على أيام شهر رمضان الفضيل، وصفات سهلة التطبيق وسريعة وشهية، وجميعها من ابتكاري وتحمل لمستي الخاصة. حاولت أن أختار وصفات لا تحتاج لاستخدام الفرن أو الخبز مما قد يؤثر على نجاحها لمن يرغب بتجربتها من الجمهور نتيجة عدم مراعاته لحرارة الفرن والمدة الزمنية للنضج.

لماذا لم يتم خلال الحلقات استعراض المقادير مكتوبة على الشاشة؟
لأننا أردنا أن نخلق جو تفاعلي مع المشاهدين من خلال حساباتي على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث استعرض فيها مقادير الوصفات وطريقة إعدادها، وأجيب على استفسارات وأسئلة المتابعين.

ما الوصفة الأكثر إعجاباً من قبل الجمهور؟
الحمد لله للبرنامج أصداء طيبة بشكل عام ويحظى بمتابعة الجمهور وهناك ردود فعل إيجابية على ما يقدم من وصفات ونجاح من يقوم بتجربتها. أكثر وصفة هي «كيكة في 40 ثانية» لأن الجمهور لم يكن يتوقع أن بإمكانه إعداد الكيك في 40 ثانية فقط وبمذاق لذيذ.

ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير البرنامج؟
نظراً لتصوير البرنامج خارجياً وهو الأمر الذي جذبني لتقديمه، لابتعاده عما هو تقليدي ومتعارف عليه في برامج الطبخ، إلا أن درجة حرارة الجو المرتفعة كانت تصيبنا بالإرهاق والتعب وخاصة مع تصويرنا عدة حلقات في اليوم الواحد. وقد تؤثر الحرارة على الوصفات التي يدخل في تحضيرها الآيس كريم حيث أجده في بعض الأحيان «سائحاً». عدا عن نسياني بعض المكونات والمقادير نتيجة لتنقلنا في عدة أماكن. ومن الأمور التي كانت تقلقني هي حجم المخاطرة في النتيجة النهائية لشكل الطبق، كون جميع الوصفات ما عدا وصفة واحدة فقط تم تنفيذها وتجربتها لأول مرة وقت التصوير.

كيف بدأت علاقتك مع فن الطهي؟
في عمر 12 سنة كنت أساعد أمي في المطبخ بإعداد الطعام وبدأت أشعر بعلاقة تربطني بعالم الطهي واختيار المقادير وتدوين وصفات والدتي، وبالتحديد في مجال تزيين الأطباق. هذا السلوك كان يثير تعجب عائلتي والأهل والأصدقاء، أن يقوم شاب بالطبخ وهو عمل مناط بالمرأة، واعتقدوا أنها مسألة وقت وينتهي هذا التعلق، ولكن بمجرد اقبال الناس ورضاهم عما أعده من وصفات، اختلف موقفهم وشجعني على ذلك.

ما سر اهتمامك بالحلويات دون غيرها من المأكولات؟
الحلويات تعكس الفرح في الحياة وهي مرتبطة بالمناسبات السعيدة فأحببت أن أشارك الناس فرحتهم وأكون جزء منها، وأنا شخصياً أحب المذاق الحلو والحلويات على اختلافها، كما أنني أهوى التزيين باستخدام الكـريما والــــرسم على الكيك.

كيف طورت موهبتك؟
في البداية من خلال فيديوات «اليوتيوب» كونها تمكننا من مشاهدة النتيجة أمامنا بعكس كتب الطهي التي استفدت منها أيضاً، إلى جانب زيارتي للكثير من المطاعم وتذوق أطباق جديدة في محاولة مني لمعرفة أذواق الناس وما الذي يفضلونه من مأكولات ونكهات. وتلقيت دروساً في الطهي وأساسياته من كبير الطهاة في «جميرا زعبيل سراي» أثناء مشاركتي في بطولة دبي العالمية للضيافة.

ما الطابع العام والمميز في وصفاتك؟
إعداد الحلويات العالمية بعيداً عن ما هو تقليدي وشرقي، وأضيف لمستي الخاصة عليها بحيث أدمج بين الوصفات لأخلق طبق جديد يجمع بين مختلف التقافات، مثل طبق حلو صيني مع إيطالي، وبعض الأطباق أدخل عليها مقادير إماراتية لأمنحها نكهة تراثية باستخدام الزعفران أو الهيل أو التمر على سبيل المثال. وحالياً أعمل على تطوير نفسي في مجال إعداد الأطباق الرئيسية والمقبلات وتقديم وصفات لحلويات صحية تحافظ على رشاقتنا.

كيف واجهت من ينتقدونك ويعيبوا عليك ممارستك لفن الطهي؟
نظرة الناس في البداية هي أصعب ما كان يواجهني، كيف لشاب إماراتي أن يقوم بعمل خاص بالنساء وليس للرجال مكان فيه، هذا الأمر كان من الممكن أن يجعلني أستسلم وأتراجع عما أقوم به، ولكن عندما فكرت بالموضوع قررت أن لا أرد على انتقاداتهم وأترك عملي الذي أؤمن به يتحدث عني، وأن يكون لي الريادة في هذا المجال فكل من انتقدني اليوم سوف يأتي في المستقبل ليسألني ويستفيد من خبرتي وتجربتي.

باعتقادك من الأكثر تفوقاً في الطهي الرجل أم المرأة؟
أعتقد أن الرجل أكثر تفوقاً من المرأة في الطهي في مجتمعاتنا العربية، لأن قرار دخول المطبخ وإعداد الطعام ينبع منه شخصياً لحبه لهذا العمل الذي يقوم به، بعكس المرأة التي يفرض عليها ذلك وفي سن صغيرة لتنتفع من تعلم الطهي في المستقبل كونها ستكون زوجة وأم ومسؤولة عن عائلتها، سواء أحبت ذلك أم كرهته. ولكن هذا لا يعني أن المرأة لا تجيد الطبخ أو وصفاتها غير مميزة.

هل التقيت بالطهاة الإماراتيين وما الذي يميزك عنهم؟
 إلتقيت بالشيف مصبح الكعبي والشيف علي سالم وهما متميزان كثيراً بعملهما بأسلوب راقي وعلى مستوى عال من الإحترافية، حيث يقدمان الأطباق الإماراتية التقليدية بطريقة مبتكرة وعصرية، وأكن لهما كل الإحترام والتقدير. ولكن ما أقوم به مختلف تماماً فيما يتعلق بإعدادي للأطباق العصرية والتي تلبي رغبات وأذواق المراهقين والشباب وهي الفئة العمرية التي أنتمي لها، لذلك أستطيع التواصل معهم بصورة جيدة وأكثر تفاعلية.

ماذا عن علاقتك بمؤسسة «Think up»؟
مؤسسة «Think up» تتبنى المواهب الخليجية بشكل عام والإماراتية بشكل خاص وهي بوابة عبوري للناس من خلال لقاء أجروه معي عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة، حيث اكتشفوا موهبتي عندما شاركت في مسابقة «التاجر الصغير» في دبي، والتي يرعاها الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم. وأعجبوا بما أقدمه من وصفات لتبدأ معهم علاقتي بالإعلام من خلال عدة حوارات صحفية لعدد من الصحف والوسائل الإعلامية وتقديم البرامج التلفزيونية.

هل تمتلك مشروعاً تجارياً خاصاً بك؟
هو مشروع أديره من المنزل وأستقبل من خلاله طلبات الزبائن عبر مواقع التواصل الإجتماعي وفقاً لقائمة من الحلويات اخترتها بعناية والتي تتضمن الكيك الخاص بالمناسبات كأعياد الميلاد والخطوبة وتقديمه بطريقة مبتكرة مزيناً بأشكال مختلفة. ولمست اقبالاً كبيراً من الناس ورضاهم عن شكل وطعم الحلويات التي أعدها وخاصة حلوى «الكلير» وكيك «بي ماين» وهي عبارة عن كيكات صغيرة مع «الآيس كريم».

ما النصيحة التي تقدمها للشباب؟
أنصح الشباب بعدم تخليهم عن أحلامهم وطموحاتهم، فبإمكانهم البدء بأي مشروع أو فكرة بعيداً عن التردد وفي سن صغير، ليس بالضرورة أن يتنظروا إلى أن يتقدم بهم العمر، طالما واثقين من أنفسهم ومتمكنين من أدواتهم ومهاراتهم وعلى أتم الإستعداد والجهوزية.

كيكة في 40 ثانية
وصفة من إعداد الشيف بدر العوضي وتم تقديمها في برنامجه التلفزيوني «مع بدر»

المقادير:
  1 ملعقة كبيرة بودرة الكاكاو
  1 ملعقة كبيرة سكر أبيض
  2 ملعقة صغيرة قرفة
   3 ملاعق كبيرة طحين
   2 رشة ملح
   3 ملاعق كبيرة حليب
  3 ملاعق صغيرة زيت نباتي
   ملعقة صغيرة فانيلا
   ربع ملعقة صغيرة بيكنج بودر
   تمر منزوع النوى للقاعدة
   آيس كريم فانيلا للتقديم

طريقة التحضير:
   يدهن وعاء صغير بالزيت ويصف فيه
     التمر كقاعدة للكيك.
   تمزج المقادير الجافة مع بعضها.
   ومن ثم تضاف إليها المقادير السائلة
     وتخفق جيداً حتى تمتزج المكونات.
   يصب المزيج في الوعاء الذي جهز فيه
    التمر كقاعدة للكيك.
   يوضع الوعاء في المايكرويف لمدة
    40 ثانية فقط.
   تقدم الكيكة وهي ساخنة مع الآيس كريم.

* السيرة الذاتية
 يدرس إدارة الأعمال بكلية التقنية في دبي.
 شارك في بطولة دبي العالمية للضيافة.
 بدأ العمل وممارسة فن الطهي في عمر 13 سنة.
 Instagram: @Chef.B
 _Twitter:@ChefB