المحامية أريج حمادة:التوعية القانونية ضرورة وليست مجرد كلام

تحمل المحامية أريج حمادة على عاتقها مجموعة من المسؤوليات تأتي في مقدمتها ضرورة أن تكون هناك توعية قانونية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمقبلين عليها وذلك تفادياً لأي مخاطر أو تحايل قد يحدث مستقبلاً. كما تحدثت عن الجانب الآخر الخفي في حياتها وهو تصميم الأزياء، حيث تعتبر أن الأزياء تشرح وتعبر عن شخصية من يرتديها. "ليالينا" التقتها وأجرت معها الحوار التالي:

تبنيت حملة توعية أهمية الإدارة القانونية للمشاريع الصغيرة ...حدثينا عن ذلك؟

في الحقيقة، لاحظنا في السنوات الأخيرة، بأن المشروعات الصغيرة ناجحة رغم أنها تعتمد على المجهودات الفردية ودعم القطاع الخاص، وفي ظل غياب دعم الدولة لهذا النوع من المشاريع، إلا أنها فرضت نفسها بقوة في السوقين الكويتية والخليجية. من هذا المنطلق وجدنا أن بعض أصحاب هذه المشاريع أو المقبلين عليها بحاجة إلى توعية قانونية تساعدهم على المحافظة على استمرارية مشاريعهم.

كيف كانت الدعوة للحملة التوعية؟

الفكرة الأولى، إعداد ندوة للتسويق لها إعلامياً وكذلك الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال الصحافة ومواقع التواصل الإجتماعي، ثم تكون خطوتنا الثانية التوجه إلى إقامة ندوات توعية لطلبة الرابعة ثانوي والجامعات.

ذكرت نجاح المشاريع الصغيرة، ماهي العوامل التي تقف وراء ذلك؟

أي مشروع حتى يكون مشروعاً ناجحاً، لا بد من وضع أساس قويم وسليم له، يبدأ من وضع خطة عمل منهجية واضحة من خلال دراسة الجدوى والتنظيم القانوني للمشروع  وترتيبات أخرى لو وضعت محل دراسة واعتبار واهتمام ستكون النتائج إيجابية ويسير المشروع من دون مشكلات.

لكن هناك مشروعات تحمل أفكاراً وتسويقاً جيداً، لكن لم تكتب لها الإستمرارية؟

هنا، يتعلق الأمر بسوء التنفيذ أو عدم التخصص.

هل تعرفيننا أكثر على الجانب القانوني، كونه أساس الحملة التي أطلقتموها ؟

الجانب القانوني مهم جداً في بداية أي مشروع، لكن للأسف يتم تجاهل هذا الشق تماماً.  إن الإهتمام  فقط بخطة التسويق للمشروع عادة ما  يوقع الطرف الرئيسي بمشكلات قانونية مستقبلاً وقد يؤدي إلى خسارة مادية كبيرة وبالتالي فشل المشروع والقضاء عليه، لذا يجب التركيز  على استكمال كافة الأوراق المتعلقة باستخراج رخصة المشروع حتى تكون كافة الخطوات التي تلي ذلك خطوات قانونية، إضافة إلى تسجيل العلامة التجارية  والأمر الذي أعتبره في غاية الأهمية هو صياغة العقود المبرمة بين صاحب المشروع وباقي الشركات، حيث أنه من الأهمية التأكد من سلامة إجراءاتها لأن أي خطأ بسيط قد يتسبب ببطلان العقد وأيضاً يجب تنظيم الهيكل الإداري للمشروع لمعرفة بواطن أي خلل ممكن حدوثه مستقبلاً. هذه النصيحة القانونية لا تقتصر فقط على من أطلق مشروعه الصغير فقط، بل على كل من يفكر مستقبلاً بفكرة يريد أن يحميها قبل عرضها على الشركة الممولة.

هكذا مشروع يحتاج إلى دعم لنجاحه، هل هناك من يدعمكم؟

في الحقيقة، لا يوجد دعم مادي، لكن من لا يشكر الناس لا يشكر الله  والشكر  لوزير التجارة والصناعة أنس الصالح، كذلك الشكر موصول لعبد المحسن الحنيف رئيس مجلس إدارة البنك الصناعي والفاضلة فرح الهارون على تقديم الدعم المعنوي لهذه الفكرة عن طريق مشاركتهم في مؤتمر أهمية الإدارة القانونية للمشاريع الصغيرة. نحن نقدم التوعية القانونية ومانحتاجه هو اقتناع الشباب وأصحاب المشاريع الصغيرة بأهمية الجانب القانوني لعملهم.

هل يوجد في جعبتك مشروعات توعوية أخرى على غرار أهمية الإدارة القانونية؟

نعم، هناك مشروع مهم وحيوي يتعلق بالعقود الإلكترونية الدارجة حالياً.

كيف؟

يعرف الإثبات أن إقامة الدليل أمام القضاء بالطرق التي يحددها القانون على صحة واقعة قانونية يدعيها أحد طرفي الخصومة وينكرها الطرف الآخر
ومن هذا يتضح أن الإثبات المقصود هو الإثبات القضائي الذي يتم عن طريق تقديم الدليل أمام القضاء وأن ينصب على واقعة قانونية معينة وأن يكون بالطريقة التي يحددها القانون والإثبات في المعاملات الإلكترونية تعتريه الكثير من الصعوبات من الناحية التقنية، نظراً لحداثة هذه التكنولوجيا وتعقيدها ولما يتسم به أصحاب المعاملات الإلكترونية غير المشروعة من مكر ودهاء وحيلة وغش واحتيال باستعمال تقنيات معلوماتية عالية الكفاءة وبسرعة فائقة يستطيعون من خلالها طمس أي عمل غير مشروع ومحو آثاره الخارجية الملموسة.

لكن غالبية العقود تخضع لمبدأ الصياغة أو الكتابة؟

تلعب الكتابة دوراً مهماً في مجال الإثبات ويبدو أنها تعتبر من الأفكار القانونية التي يصعب تعريفها، فلفظ الكتابة ينصرف إلى أوسع معانيه، فهو يشمل كل ما يحرر دون اشتراط شكل ما أو وجود توقيع، ويمكن تعريف الكتابة بأنها ((مجموعة الرموز المرئية التي تعبر عن القول أو الفكر ويمكن أن تتم الكتابة بأي وسيلة أو بأي لغة)) وهذا يجعلها تحتل المرتبة الأولى بين أدلة الإثبات وتعتبر وسيلة الإثبات الأكثر شيوعاً بين الأفراد والأفضل لهم من أجل إثبات معاملاتهم المختلفة، حيث يمكن عن طريقها تحديد مركز الشخص تحديداً واضحاً على نحو يتنافى مع ما قد يطرأ من نسيان أو موت الشهود  وقد اعتمد المشرعان الكويتي والمصري الإثبات بالكتابة.

عفواً، يلاحظ أن الكثير من العقود يتم الإتفاق عليها إلكترونياً، خاصة إذا ما كان الأطراف في بلدان بعيدة؟

الكتابة الإلكترونية مسألة جديدة لم يتناولها المشرع الكويتي، بل تناولها المشرع المصري في قانون التوقيع الإلكتروني رقم 15 لسنة 2004، حيث نص في المادة على أنه: ( يقصد بالكتابة الإلكترونية كل حروف أو أرقام أو رموز أو أي علامات أخرى تثبت على دعامة إلكترونية أو رقمية أو ضوئية أو أية وسيلة أخرى مشابهة وتعطي دلالة قابلة للإدراك). ووفقاً لنص المادة 15 من ذات القانون، فإن (للكتابة الإلكترونية وللمحررات الإلكترونية في نطاق المعاملات المدنية والتجارية والإدارية، ذات الحجية المقررة للكتابة والمحررات الرسمية والعرفية في أحكام قانون الإثبات في المواد المدنية والتجارية متى استوفت الشروط المنصوص عليها في هذا القانون وفقاً للضوابط الفنية والتقنية التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون).

كيف ترين التشريعات الجديدة فيما يتعلق بالكتابة الإلكترونية؟

 لا ريب في أن إصدار التشريعات التي تعترف بالكتابة الإلكترونية من شأنه أن يضع حداً للغموض والجدل الذي كان يكتنف هذا النوع من الكتابة ويواكب التطور الفني الهائل في مجال تقنيات الإتصال عن بعد والذي مر بمراحل متعددة، خاصة وأن الأمان الممنوح لهذه المعاملات يتوقف على التقنية التي يستخدمها الأطراف.

 هل يمكن الاعتداد بالكتابة الإلكترونية وأن تقوم محل الكتابة التقليدية في الإتفاقيات والعقود؟

 نعم،  طالما أنه يمكن قراءتها وتدل بوضوح على مضمون التصرف القانوني وطالما كانت مدونة على دعامة إلكترونية تضمن لها الإستمرارية وتخول للأطراف الرجوع إليها عند الضرورة، بالإضافة إلى كونها تضمن عدم التعديل في بياناتها على نحو يوفر للمتعاملين الأمان والثقة.

 لكن ألا توافقيني الرأي، أن التلاعب من خلال التكنولوجيا اليوم بات أمراً بسيطاً؟

نعم ونفسها التكنولوجيا التي تقصدها ونظم المعلومات الحديثة بما تتيح من أساليب متطورة، يمكن لها أن تكشف عن أي تعديل في البيانات الإلكترونية وأن تحدد بدقة البيانات المعدلة وتاريخ تعديلها.

إذن، نحن ربما نكون أمام نزاع إلكتروني؟

لذا يفضل الإستعانة بجهات التصديق الإلكتروني التي يمكن أن تحل هذه المشكلة عند ادعاء أي طرف من الأطراف المتعاقدة أن هناك عبثاً أو تعديلاً في بيانات المحرر الإلكتروني، كما أن حجية التوقيع تتوقف على درجة الأمان التي توفرها تقنية الإتصال التي يستخدمها الأطراف المتعاقدة وأنه يجب أن تتوافر فيها وسائل الحماية والأمان وأنه يمكن توفير ذلك عن طريق الإستعانة بوسيط ثالث محايد لتوثيق هذه المحررات.

الجانب الآخر من شخصية المحامية أريج حمادة..ماذا تقولين عنه؟

أنا إنسانة متزوجة ولدي ثلاثة أطفال، تحب عملها وتخلص له، كما أعتبر نفسي ناشطة تويترية واحترفت تصميم الأزياء منذ فترة ليست قصيرة، لأني كنت مولعة وشغوفة بمتابعة عروض الأزياء ومواكبتها ومتابعة أحدث صرخاتها.

لكن ما أعرفه أنك لا تملكين أتيلييه خاص بك؟

فعلاً، ربما تكون خطوة مستقبلية في الزمان والمكان  المناسبين ، فعندما قررت احتراف تصميم الأزياء، انتهجت لنفسي أسلوباً خاصاً ومغايراً لا يشبه أسلوب أي مصمم، كما اعتمدت على تسويق أعمالي عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي قبل عام تقريباً بعد أن وجدت أن الهواية تحولت إلى احتراف.

من الذي شجعك عل احتراف تصميم الأزياء؟

لقد كانت الإنطلاقة من داخلي، فعندما كنت أذهب إلى التسوق أجد صعوبة في العثور على ما يناسبني، خاصة أن غالبية البضاعة النسائية متشابهة وقريبة من بعضها على مستوى التصاميم والألوان، لذا قررت أن أبتكر تصاميم خاصة بي، وفعلاً وجدت التشجيع من المحيطين بي، من أسرتي وصديقاتي وبدأت بتصميم بعض الموديلات أو تشابهها لهن،  ناهيك عن تشجيع زوجي والد أطفالي.

ماذا تعني لك الأزياء؟

بل قل ماذا تعني الأزياء للمرأة ؟ من خلال أزياء المرأة تستطيع أن تفهم شخصيتها، فأزيائي تمثل شخصيتي لأني أحب التصميم وعندما أختار لنفسي، فإنني أختار بحب.

هل تصميم الأزياء يحتاج إلى دراسة معينة؟

بالنسبة لي، لم أدرس الأزياء ولم أسجل في أي دورات أو ورش تعليمية، لكنني في نفس الوقت مؤمنة أن دراسة الأزياء رائعة وأن الدراسة الأكاديمية تزيدها روعة.

هل هناك تصميم صممته وترتبطين بعلاقة حميمية معها؟

سبق أن قمت بتصميم دراعة اخترت لها عدة ألوان، استوحيتها من ألوان الحلويات التي كنت آكلها وأصبحت الأكثر مبيعاً.

ذكرت قبل قليل أن زوجك يقف إلى جانبك ويشجعك ؟

فعلاً وهو كان على عكس رأي  أهلي تماماً الذين رفضوا ممارستي للتصميم كعمل وفضلوا  أن أركز على العمل القانوني .

ماالذي يستهويك من أزياء؟

البحث عن تصميم بسيط وراق جداً وما يميزني عن غيري هو اختيار ألوان جيدة ومزجها بجرأة في أي لوحة وأستمتع كثيراً حين أمزج أكثر من لون في القطعة التي أصممها.

ما هي آخر صرعات الموضة؟ هل تتابعين مصممي الأزياء العالميين؟

تجذبني تصاميم "أليكساندر ماكوين" وأيضاً بساطة  "كنزو" وجمالية  "إيترو"، فتصاميمهم تتميز بمزج الألوان بطريقة فنية جميلة وكذلك ملك التصاميم كريستيان لوبوتان.

هل تستوحين ألوانك من الطبيعة فقط؟

 أعتبر نفسي محبة للطبيعة بكافة مكوناتها، كما أن  أي شي يخطر أمامي،  البحر الأنهار، الجبال وقوس القزح يترجم إلى صور بألوان جديدة ومتطورة  وعلى فكرة أشعر بأن فخامة الألوان يجب أن تتناسب مع نوع قماش المخمل والترتر وغيرهما واخترتهما لأن فيهما فخامة وجاذبية.

 بعض المصممين يربط بين الحالة النفسية ووما يجري حوله، هل أنت كذلك؟

بالتأكيد، فلقد أثرت علي ظروف البلد التي مرت طوال الفترة الماضية  بنوع من الحراك السياسي انعكس بشكل سلبي على الأجواء السياسية في البلد.

من دون وجود أتيلييه، كيف تقومين بتسويق تصاميمك؟

إلى جانب مواقع التواصل الإجتماعي، بصراحة أنا أصمم حسب الطلب، فضلاً عن المشاركات المتعددة في المعارض التي تقام بين الفترة والأخرى.

أخر المقابلات من الكويت:

ويستمر "أوتجراف" مع صابرين البورشيد للموسم الثاني

مقابلة خاصة مع صابرين بورشيد: "لقب جميلة المذيعات ضاعف مسؤولياتي"

للمزيد من مقابلات المشاهير على بريدك الإلكتروني اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية