السعودية تودع صفية بن زقر: تفاصيل مسيرة تجاوزت الـ 30 عاماً

  • تاريخ النشر: الجمعة، 13 سبتمبر 2024
السعودية تودع صفية بن زقر: تفاصيل مسيرة تجاوزت الـ 30 عاماً

ودعت السعودية، رائدة الفن التشكيلي الفنانة صفية بن زقر، والتي رحلت عن عالمنا بعد مسيرة تشكيلية حافلة وضعت فيها بصمتها المميزة في عالم الفن والثقافة، فمن هي صفية بن زقر وما أبرز المحطات في مسيرتها؟.

عادت صفية بن زقر إلى السعودية  بعد أن أكملت دراستها الثانوية في القاهرة، لتفاجأ وقتها باختفاء كثيرٍ من العادات وطرق الحياة التي شاهدتها حين كانت صغيرة، لتداعب حينها الأفكار رأسها في أن تخلق حالة فريدة تجمع فيها بين التراث والثقافة، وتجمع الحلقات المفقودة بينهما من خلال الفن التشكيلي.

30 عاماً رحلة ملهمة من الفن التشكيلي

انطلقت رحلتها بداية من عام 1995 بعد أن أسست دارة صفية بن زقر عقب رحلة استمرت 30 عاماً على طريق الفن التشكيلي،  وتضم الدارة لوحاتها ومقتنياتها الفنيّة الثمينة، كما تحوي مرسمها ومكتبتها الخاصة.

أصدرت صفية بن زقر في عام  2000 كتابها الذي جاء بعنوان "رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي"، وناقشت فيه أهداف الدارة ونشاطاتها بعد رحلة 30 عاماً من العمل المتواصل، وفي لقاء سابق لها مع موقع العربية قالت رائدة الفن التشكيلي متحدثة عن الدارة الخاصة بها، إنها أوصت عائلتها بالحفاظ عليه معتبرة أنه صدقة جارية على روحها،  وتضم الدارة التي تحوي مكتبتها ما يزيد عن 5 آلاف كتاب أدب وفن عربي وإنجليزي سيستفيد منه الباحثون.

وحرصت صفية بن زقر على أن تكون على تواصل دائم مع مسقط رأسها، مدينة جدة وموروثها العتيق.

صفية بن زقر

وفي تصريحات سابقة لرائدة الفن التشكيلي السعودية صفية بن زقر  تقول الفنانة الراحلة: "وجدت هدفاً يُلهمني لرسم وتوثيق العادات والتقاليد خوفاً من اندثارها، وخوفاً من أن يصبح مصير هذا التراث فقط المخازن".

صفية بن زقر هي ابنة مدينة جدة القديمة ولدت في عام 1940، وخلقت المدينة في روحها الكثير من التفاصيل التي جعلتها تتشرب الفن  وحتى بعد أن انتقلت مع عائلتها إلى القاهرة في عام 1947 ظلت الجذور السعودية في قلبها تتنامى وتكبر يوماً بعد يوم، لتعود إلى المملكة بعدها في عام 1963، بعد أن أتمت دراستها في القاهرة، إلا أن التغيرات التي لاحظتها كانت الشرارة الأولى لانطلاق مشوارها باحترافية.

فبعد عودة صفية بن زقر فوجئت بالنزوح إلى المنازل المسلحة وترك عاداتهم المتوارثة، إلى جانب استبدال أزيائهم المميزة بما يساير الموضة الحديثة، فاستعادت الماضي وجذوره من خلال ريشتها التي خلدت اسمها، وخلقت لها مكانتها الرائدة بين عالم الفن التشكيلي.

الفن التشكيلي في السعودية

صفية بن زقر هي رائدة الفن التشكيلي السعودي، وواحدة من  أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية في السعودية. وكان أول معرض لها في عام  1968، والذي احتضنته مدرسة دار التربية الحديثة بجدة.  وأقامت المعرض كاملاً بمجهوداتها الخاصة،  فلم يكن هناك وقتها صالات عرض متخصصة، لتقرر تجهيز مدرسة البنات الخاصة على مستوى قاعات العرض في الخارج لتتوالى بعد ذلك معارضها الفنية في عدد من مناطق المملكة بينها وجدة والظهران والجبيل والمدينة المنورة وينبع وأبها.

 لم تقف خطوات صفية بن زقر في المعارض عند الحدود المحلية، وإنما طارت بفنها إلى العالم  حيث أقامت معارض دولية في كل من باريس وجنيف ولندن، بإجمالي 18 معرضاً شخصياً، و6 معارض جماعية.

نجمة التراث السعودي

صفية بن زقر واحدة من أهم النماذج الملهمة للنساء في المملكة العربية السعودية، فنسجت بريشتها التراث السعودي، وزينت اسم المملكة في الكثير من المحافل الدولية، لترحل رائدة الفن التشكيلي عن عالمنا تاركة خلفها إرثاً فنياً وثقافياً وثق تراث المملكة وبهائها.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار