الرجيم المتقطع

رجيم الصيام المتقطع (intermittent fasting) عبارة عن أسلوب يتم من خلاله التنقل بين تناول الطعام وفترات الصيام دون تحديد الأطعمة التي يجب على الشخص تناولها لكن يجب معرفة متى يتم تناولها، ولا يعتبر من الأنظمة الغذائية بل هو نمط أكل، وإذ يمكن الصيام لمدة 24 ساعة مرتين في الأسبوع أو الصيام لمدة 16 ساعة بشكلٍ يومي ^[1]، وسنتعرف في هذا المقال على الرجيم المتقطع بالتفصيل.

طريقة الرجيم المتقطع 

توجد عدة طرق للرجيم المتقطع وفيما يلي سنتعرف عليها: ^[2]  

الصيام لمدة 12 ساعة يوميًا

تعتبر قواعد هذا الرجيم بسيطة إذ يجب أن يصوم الشخص عن الطعام لمدة 12 ساعة في اليوم، وبحسب بعض الباحثين فإن الصيام لمدة 10 ساعات إلى 16ساعة في اليوم يساعد على تحويل الدهون في الجسم إلى طاقة وبالتالي إطلاق الكيتونات في مجرى الدم مما يعزز عملية إنقاص الوزن.

تعتبر هذه الطريقة من الخيارات المناسبة للمبتدئين وذلك فترة الانقطاع عن تناول الطعام قصيرة إلى حدٍ ما، ويمكن للفرد الذي يتبع هذه الطريقة استهلاك سعرات حرارية بنفس الكمية يوميًا.

الصيام لمدة 12 ساعة من طرق الصيام السهلة إذا تم تضمينها أثناء النوم، فمثلًا يمكن الصيام من الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة السابعة صباحًا، لذا يجب الانتهاء من وجبة العشاء قبل الساعة السابعة مساءً والانتظار حتى الساعة السابعة صباحًا ثم يتم تناول وجبة الإفطار.

الصيام لمدة 16 ساعة

هذه الطريقة هي 16: 8 أو ما يُعرف بنظام Leangains بحيث يصوم الشخص لمدة 16 ساعة في اليوم وتناول الطعام في الثماني ساعات المتبقية.

تصوم النساء في هذه الطريقة لمدة 14 ساعة أما الرجال يصومون لمدة 16 ساعة، بحيث تنتهي وجبة العشاء في الساعة الثامنة مساءً وفي اليوم التالي لا يتم تناول وجبة الإفطار ولا يتم تناول الطعام حتى وقت الظهر.

الصيام يومين أسبوعيًا

هذه الحمية هي 5: 2 ويتم من خلالها تناول الطعام الصحي لمدة 5 أيام وفي اليومين المتبقيين يتم التقليل من السعرات الحرارية إذ يجب أن تستهلك النساء 500 سعرة حرارية أما الرجال 600 سعرة حرارية، ويمكن الصيام يوم الاثنين والخميس أي يومين في الأسبوع وفي الأيام المتبقية يأكل الشخص بشكلٍ طبيعي ويفصل بين أيام الصيام يوم واحد.

يُعرف هذا النظام بالحمية السريعة ويساعد على تحسين حساسية الأنسولين إذ يقلل من مستويات الأنسولين، وبحسب دراسة تم إجراؤها على 107 امرأة تعاني من السمنة أن تقييد السعرات الحرارية باستمرار أو مرتين في الأسبوع يؤدي إلى إنقاص الوزن.

صيام يوم بعد يوم

تعتمد هذه الطريقة على صيام يوم وتناول الطعام في اليوم الذي يليه، إذ يمكن للبعض تجنب الأطعمة الصلبة في يوم الصيام والسماح للبعض الآخر تناول الأطعمة التي لا يزيد عدد السعرات الحرارية فيها عن 500 سعرة حرارية.

الصيام بهذه الطريقة يساعد على إنقاص الوزن كما يحسن من صحة القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد، لكنه غير مناسب للأشخاص المصابين بأمراضٍ معينة أو المبتدئين.

الصيام لمدة 24 ساعة مرة في الأسبوع

يتم الامتناع عن تناول الطعام لمدة 24 ساعة في المرة الواحدة لمدة يوم أو يومين، والصيام يكون من الإفطار إلى الإطار أو من الغداء إلى الغداء، ويمكن تناول المشروبات الخالية من السعرات الحرارية والشاي والماء في هذه الخطة أثناء الصيام، ويعود الأشخاص إلى تناول الطعام بشكلٍ طبيعي في الأيام التي لا صيام فيها.

يعد الصيام لمدة 24 ساعة من الأمور الصعبة وذلك لأنه قد يسبب التهيج أو الصداع أو التعب، لكن مع مرور الوقت تصبح هذه التأثيرات أقل لأن الجسم يتكيف مع هذا الأسلوب. ^[3]  

تفويت وجبة

هذه الطريقة تفيد المبتدئين وتعتمد في بعض الأحيان على تفويت الوجبات التي يختارها الشخص اعتمادًا على الوقت أو الشعور بالجوع، ويجب تناول الطعام الصحي في كل وجبة، إذ يأكل الأشخاص عند الشعور بالجوع وتخطي الوجبات عندما لا يشعرون بذلك. ^[3]

رجيم المحارب

يتم من خلاله تناول كمية قليلة جدًا من الطعام يتكون من الخضروات النيئة والفاكهة، وأثناء فترة الصيام لمدة 24 ساعة يتم تناول وجبة كبيرة واحدة في الليل، والفترة الزمنية التي يتم فيها تناول الطعام 4 ساعات ويجب أن يحتوي على الدهون الصحية والبروتينات والخضروات وبعض الكربوهيدرات. ^[3]

فوائد الرجيم المتقطع

قد يساعد الرجيم المتقطع في الحفاظ على صحة الجسم وحمايته من الإصابة بالأمراض وفيما يلي سنذكر أبرز فوائد الرجيم المتقطع: ^[4]  

تغيير وظيفة الخلايا والهرمونات والجينات

تحدث عدة أشياء في الجسم عند الامتناع عن تناول الطعام لفترة زمنية معينة إذ تبدأ عملية الإصلاح الخلوية في الجسم، وفيما يلي نذكر هذه التغيرات:

• انخفاض كبير على مستويات الأنسولين في الدم الأمر الذي يساعد على تسهيل عملية حرق الدهون.
• زيادة كبير في مستويات هرمون النمو البشري مما يساعد عهلى اكتساب العضلات وحرق الدهون.
• تحفيز الجسم على الإصلاح الخلوي مثل التخلص من السموم في الخلايا.
• حدوث تغير على الجينات والجزيئات التي ترتبط بالوقاية من المرض وطول العمر.

المساعدة على إنقاص الوزن والتخلص من دهون البطن

اتباع الرجيم المتقطع يقلل من كمية الطعام الذي يتناوله الشخص واستهلاك عدد قليل من السعرات الحرارية ويعمل على رفع مستويات هرمون النمو والتقليل من مستويات الأنسولين وزيادة نورإبينفرين الأمر الذي يزيد من تكسير الدهون وتحويلها إلى طاقة، إذ أن الصيام قصير المدى يعزز عملية الأيض وبالتالي حرق السعرات الحرارية بشكلٍ أكبر.

يعزز الرجيم المتقطع من إنقاص الوزن بنسبة 3%- 8% خلال ثلاثة أسابيع إلى 24 أسبوعًا وفقدان الدهون المتراكمة في تجويف البطن والتي تسبب المرض.

التقليل من فرص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

يقلل الرجيم المتقطع من مقاومة الأنسولين وانخفاض مستويات السكر في الدم مما يقي من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

التقليل من الالتهابات في الجسم والتقليل من الإجهاد التأكسدي

يعزز هذا النوع من الرجيم مقاومة الجسم للإجهاد التأكسدي الذي يعد سببًا للإصابة بالأمراض المزمنة والشيخوخة وأظهرت الدراسات أن الرجيم المتقطع قد يساعد في التقليل من الالتهابات وأضرار الأكسدة في الجسم.

قد يكون مفيدًا لصحة القلب

يحسن الرجيم المتقطع من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب التي تشمل مستويات السكر في الدم والالتهابات والكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية وضغط الدم.

الحماية من خطر الإصابة بالسرطان

يقلل الصيام المتقطع من خطر الإصابة بالسرطان الذي يعرف بأنه نمو غير طبيعي للخلايا وذلك لتأثيره الإيجابي على عملية التمثيل الغذائية، ويقلل أيضًا من الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج الكيميائي.

الآثار الجانبية للرجيم المتقطع

قد يسبب الصيام المتقطع آثارًا جانبية خفيفة عند البدء به وفيما يلي سنتعرف عليها: ^[5]  

• الجوع من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا للرجيم المتقطع.
• الشعور بالضعف الخفيف مما يتطلب التقليل من مدة الصيام أو شدته.
• الإصابة بالدوخة والصداع الخفيف ويمكن تناول الماء مع الملح لمنعها، لكن عند التعرض للدوخة الشديدة والصداع الشديد يجب على الشخص أن يتناول الطعام.
• الإصابة بالإمساك إذ تقل حركة الأمعاء طبيعيًا نتيجة قلة تناول الطعام.
• الإصابة بحرقة المعدة.
• قد يتعرض البعض لارتفاع في مستوى السكر في الدم صباحًا.
• قد يسبب انخفاض في مستوى السكر في الدم وهذه الحالة نادرة الحدوث.
• الإصابة بمتلازمة إعادة التغذية التي تنتج عن الصيام لفترة طويلة وتحدث للأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية أو نقصان الوزن.
• الأرق. ^[6]  
• الغثيان. ^[6]
• الإفراط في تناول الطعام. ^[7]  
• نقصان الوزن بشكلٍ كبير عند كبار السن. ^[7]
• التهيج. ^[8]  

هناك العديد من طرق إنقاص الوزن التي يتبعها كل من يعاني من زيادة الوزن والسمنة للحصول على وزن مثالي، ومن هذه الطرق الرجيم المتقطع الذي وضحناه بالتفصيل في هذا المقال.