الجولة في مدائن صالح

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 13 سبتمبر 2022 آخر تحديث: الإثنين، 09 سبتمبر 2024
الجولة في مدائن صالح

يمكن أن تكون الرحلة إلى آثار مدائن صالح مغامرة بحد ذاتها، واستكشاف نمط حياة الأنباط وسط طبيعة صحراوية وجبلية وعرة. وتعد مدينة الحجر مقصداً سياحياً هاماً في السعودية ذات تاريخ عريق. سنتعرف في هذه المقالة إلى أبرز ما تتميز به مدائن صالح عن غيرها من الآثار القديمة.

موقع مدائن صالح

تقع مدائن صالح المعروفة كذلك باسم مدينة الحجر في إقليم الحجاز شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتحديداً في محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة. وتشتهر بموقعها الاستراتيجي على طريق التجارة القديم الذي يربط منطقة شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام. وبنيت مدائن صالح وسط وديان صحراوية وعرة، وتضاريس جبلية على بعد أقل من 22 كم من مدينة العلا، وهي أول موقع تراث عالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية.

سبب تسمية مدائن صالح بهذا الاسم

يعود تسمية مدائن صالح بهذا الاسم نسبة إلى النبي صالح الذي أرسل إلى قوم ثمود، وهم قوم سكنوا المدينة منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. لكن الله تعالى أهلكهم بصاعقة من السماء جرَّاء كفرهم وعنادهم وقتلهم لناقة صالح التي أُنزلت إليهم آية من الله، وهي أن يخرج من صخرةٍ صمّاء ملساء ناقة دليل على صدق النبي صالح.

تاريخ بناء مدائن صالح

سكن قوم ثمود مدينة الحجر في الألفة الثالثة قبل الميلاد، ثم سكنها اللحيانيون في القرن التاسع قبل الميلاد وبعدها احتلها الأنباط في القرن الثاني قبل الميلاد واتخذوا من بيوتها معابد ومقابر قبل سقوطها على يد الإمبراطورية الرومانية عام 106م.

ازدهرت حضارة الأنباط من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الأول الميلادي الذين كانوا من البدو الرحل يسكنون الصحراء. وسيطروا على طرق تجارة البخور والتوابل عبر شبه الجزيرة العربية والأردن إلى البحر الأبيض المتوسط ​​ومصر وسوريا وبلاد ما بين النهرين.

آثار مدائن صالح

تحتوي مدينة الحجر على 111 مقبرة منحوتة بعناية، وهي أقل بكثير من المقابر في البتراء  وأقلها زخرفةً. وتشتمل العديد من هذه المقابر على أعمدة تعلوها رأس ذات قاعدة مثلثة فوق المدخل أو على مستوى كامل المقبرة كما يحيط بها تماثيل أبي الهول والنسور والغريفين ذات الأجنحة لحماية المقابر من المتسللين. ويعود تاريخ أقدم المقبرة إلى عام 1 قبل الميلاد بينما أحدثها إلى عام 70 بعد الميلاد.

تشتهر مقابر مدائن صالح بالنقوش والعبارات أكثر من التي الموجودة في البتراء حيث يصل عددها إلى 7,000 نقشاً نبطياً، وتحذر هذه النقوش من أي اعتداءات وتدعو إلى احترام المقابر. ومن أبرز ما كُتِب في النقوش؛ "عسى سيد العالم أن يلعن أي شخص يزعج هذا القبر أو يفتحه"، و" ويلعن أي شخص قد يغير النصوص الموجودة أعلى القبر". كما تؤكد النقوش أيضاً على الأهمية التجارية لمدينة الحجر للإمبراطورية النبطية، وتكشف النصوص كذلك التكوين المتنوع للمجتمع النبطي. وكُتبت هذه النقوش بمجموعة متنوعة من التأثيرات الزخرفية والمعمارية الآشورية، المصرية، الفينيقية، الهلنستية، فضلاً عن العديد من اللغات القديمة منها اللحيانيت، والثمودي، والنبطي، واليوناني، واللاتيني. [1]

مدائن صالج- الجبل الأحمر

يحتوي الموقع الأثري على عدد كبير من الآبار الاصطناعية تم حفر معظمها في الصخر ويصل عمق معظمها إلى 30 متراً، مما يدل على إتقان الأنباط وتطورهم في مجال الزراعة والري. ويمكن للسياح زيارة جبل البنات الذي يضم أكثر من 100 مقبرة ضخمة منها 29 مقبرة منحوتة على جميع جوانبها، بينما يضم الجبل الأحمر 18 مقبرة منحوتة في الحجر الرملي.

مدائن صالج- جبل البنات

ويوجد قصر الفريد بعيداً عن جميع المقابر، ويقال بأنه قبر لحيان بن كوزا الذي ينتمي إلى عائلة نبطية مشهورة، وقد بنيت قلعة الحجر في القرن الثامن عشر الميلادي وذلك لتلبية احتياجات الحجاج من الماء والمأوى. كما يوجد بقايا خط سكك حديد الحجاز الممتد لمسافة 13 كم يربط بين دمشق والقدس والمدينة المنورة، والذي شيده السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في عام 1916 لكنه تدمر أثناء الحرب العالمية الأولى. [2]

مدائن صالح- قصر الفريد

يضم موقع مدائن صالح متحف كامل للمقابر المحفوظة في الهواء الطلق التي تقدم لمحة موجزة عن ثقافة الأنباط ومهارتهم في البناء والتخطيط، ونتوءات الحجر الرملي، والمساكن التاريخية والآثار سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، والتي امتد تاريخها عبر 200 ألف عام.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار