التفاصيل الكاملة لأزمة الطبيبة وسام شعيب: من الترند للحبس

في حادثة شغلت الرأي العام المصري، قررت نيابة مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة حبس الطبيبة وسام شعيب، أخصائية النساء والتوليد بمستشفى كفر الدوار، لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

جاءت هذه الخطوة بعد نشر وسام شعيب مقاطع فيديو عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك"، حيث تطرقت إلى حالات إنجاب غير شرعي وزواج عرفي، ما أثار ضجة كبيرة في الأوساط الشعبية والإعلامية، وتواجه الطبيبة اتهامات بتكدير الأمن العام، نشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة البلبلة.

تفاصيل عن الحالات التي أثارت الجدل

تضمن الفيديو المثير للجدل سرداً لحالات حساسة أثارت قلق الرأي العام، حيث تحدثت الطبيبة عن فتاة قاصر تبلغ من العمر 14 عاماً، كانت حاملاً نتيجة علاقة غير شرعية، بينما طلبت أسرتها إجهاض الجنين.

كما تناولت حالة لسيدة تزوجت عرفياً بشاب يصغرها لتسجيل طفلها باسمه، بينما تبيّن أن الطفل من رجل آخر. وأوضحت الطبيبة أن حديثها حول هذه الحالات كان بهدف توعية العائلات بخطورة إهمال متابعة سلوكيات أبنائهم وضرورة الانتباه إلى التحديات الأخلاقية.

موقف الطبيبة من الانتقادات

أكدت الطبيبة وسام شعيب عبر صفحتها على "فيسبوك" أن الهدف من الفيديوهات لم يكن السعي وراء الشهرة، بل محاولة لتوعية المجتمع حول قضايا اجتماعية تتزايد في الحياة اليومية، وأنها لم تفش أي معلومات شخصية لمرضاها، وإنما تحدثت عن وقائع عامة.

شاهدوا بالفيديو رد الطبيبة وسام شعيب على الاتهامات الموجهة لها:

دفاع فريق المحامين

أعلن فريق الدفاع عن الطبيبة وسام شعيب عن انتهاء النيابة من التحقيقات الأولية بعد توقيفها، موضحاً أن طبيعة الاتهامات الموجهة لها تتضمن التحريض على الفوضى وزعزعة السلم العام، علاوة على استخدام لغة غير لائقة وألفاظ مسيئة.

وأكد المحامي هيثم السيد عبد العزيز أن موكلته لم تتطرق لأي تفاصيل شخصية لمرضاها في الفيديوهات، بل تحدثت بشكل عام عن قضايا اجتماعية تهدف إلى توعية الجمهور بخطورة بعض الممارسات، دون إفشاء أسماء أو تفاصيل خاصة قد تنتهك خصوصية المرضى.

دفاع الزوج مصطفى درويش

في سياق متصل، صرح الدكتور مصطفى درويش، زوج الطبيبة وسام شعيب، بأن زوجته كانت تنوي تقديم توعية صحية ونصيحة اجتماعية، وأن هدفها لم يكن السعي للشهرة أو الظهور.

وأوضح أن الصفحة التي نشرت الفيديوهات هي حسابها الشخصي، وليس حساباً عاماً أو تجارياً، حيث إن غرض الفيديوهات كان تثقيفياً واجتماعياً بحتاً، كما أكد أن زوجته تتلقى معاملة حسنة من قبل رجال الشرطة في مركز كفر الدوار.

موقف النقابة العامة للأطباء

من جهة أخرى، أعلنت النقابة العامة للأطباء عن تلقيها شكاوى تتعلق بتصرفات الطبيبة، حيث تم تقديم اتهامات ضدها تخص استخدام لغة غير لائقة وكشف معلومات يمكن أن تعتبر تشهيرية.

وأحالت النقابة الشكاوى إلى لجنة آداب المهنة للتحقيق في الواقعة، مؤكدة أنها ستتعامل بحزم مع أي تصرفات من شأنها الإساءة إلى مهنة الطب وقيم المجتمع.

ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي

أثارت الفيديوهات التي نشرتها الطبيبة وسام شعيب جدلاً واسعاً، حيث تباينت آراء الجمهور حول هذا الموضوع. بينما دعم البعض موقف الطبيبة، واعتبروه مبادرة للتوعية، انتقد آخرون نشر مثل هذه القضايا الحساسة علناً، مشيرين إلى ضرورة الالتزام بالأخلاقيات المهنية وعدم الخوض في مواضيع قد تمس خصوصية الأفراد، أو تؤثر على سمعة المجتمع.

وتفاعلت شخصيات معروفة مع الواقعة، مثل الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر الشريف، حيث أوضحت قائلةً إن الإسلام يدعو للستر والحياء، معتبرةً أن تناول مثل هذه المواضيع يجب أن يتم بحذر وبأسلوب يتماشى مع القيم الإسلامية.

النيابة الإدارية تدخل على خط التحقيق

أفادت النيابة الإدارية أن الواقعة قيد التحقيق بقرار من المستشار عبد الراضي صديق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، حيث أوكل إلى وحدة شؤون المرأة وحقوق الإنسان النظر في محتوى الفيديو. وأوضحت النيابة أن ما جاء في الفيديو قد يُشكل انتهاكاً لحقوق المرضى، ويتعارض مع القواعد المهنية وأخلاقيات مهنة الطب، وأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق الطبيبة في حال ثبوت أي تجاوز.

ردود فعل الجمهور ونقاشات في البرلمان

توالت ردود الفعل حول الموضوع، حيث طالب بعض النواب باتخاذ إجراءات صارمة ضد مَن يتناولون قضايا حساسة مثل هذه بطرق قد تضر بالمجتمع، وتؤدي إلى تشويه صورته.

وأكدت شخصيات برلمانية على ضرورة الالتزام بضوابط النشر وعدم الخوض في أعراض الناس، معربة عن قلقها من تأثير نشر مثل هذه الفيديوهات على المراهقين والشباب.