الكاتبة السعودية فاطمة آل عمرو: طموحاتي كبيرة وأسعى لتحقيقها

اعتدنا في عالمنا العربي أن الكاتبة أو القاصّة أو الروائية حين تخطّ أناملها أي نوعٍ من أنواع الكتابة وفي أي مجال من مجالات الأدب، فإنه يكون قصةً رومانسيةً أو اجتماعيةً أو حتى قصص أطفال، ويندر أن تخرج كاتبةٌ عربيةٌ، وتحديدًا من السعودية عن هذا الخط... لكن ضيفتنا شقَّت هذا الطريق وأصبحت الكاتبة الوحيدة على المستوى الخليجي التي استطاعت وباقتدارٍ أن تؤلف راويةً بوليسيةً وبعنوانٍ مثيرٍ لفت الانتباه، حتى أصبح يطلق عليها أجاثا كريستي العرب.
إنها الكاتبة والروائية السعودية فاطمة آل عمرو، وقد تحدثت لقراء ليالينا عن مشوارها وطموحاتها التي تسعى لتحقيقها، وكشفت عن مشروع كتابها الأخير الذي يمكن أن يتحول إلى مسلسل... تحدثت أيضًا عن كثيرٍ من الأمور الشيقة، فلنتابع ما قالت ضيفتنا الكريمة.

بدايةً نرحّب بضيفتنا الصحفية والكاتبة السعودية فاطمة آل عمرو ونترك لها تقديم نفسها لقراء ليالينا:
فاطمة آل عمرو، أحببت عالم الصحافة وانتسبت إليه، طموحة جدًّا، طموحي يفوق إمكانياتي وأسعى لتحقيقها، وأسعى لأن أكون عند حسن ظنّ الجميع، وأحاول دائمًا الاجتهاد وتطوير أدواتي الإعلامية.

هل من جديد للكاتبة فاطمة... كتاب... قصة... أو أي مشروع أدبي؟
مشروع روائي جديد يحكي عن قضية واقعية، لم يكتب عنها أي روائي، وعلى صدد طباعة بوليسيات (1)، وذلك بعد نفاذ الطبعة الأولى، وأتمنى أن يحوّل عملي الروائي إلى مسلسل تلفزيوني، وهذا المشروع قائمٌ حاليًا ويقرؤه منتجٌ وممثلٌ كويتيٌّ معروفٌ؛ ليقوم بتحويلها إلى مسلسل، لكن لم أتفق معه بعد على باقي التفاصيل.
 
ما هي الصفة التي تحبين أن تطلق عليك إعلامية... روائية... كاتبة... قاصّة؟
الجميع يطلق عليّ (إعلامية)، لكني لم أصل بعد لهذه المرحلة، فأنا أتعلم كل يوم شيئًا جديدًا في عالم الصحافة؛ لهذا أعتبر نفسي صحافيةً وروائيةً فقط، وبخصوص عنوان الرواية، اختير في عام 2013 بمجلة سيدتي من ضمن أفضل العناوين، وكان من ضمن القائمة أسماء كبيرة منهم سعود السنعوسي وعبده خال، وأعتبر هذا إنجازًا، ولله الحمد مضمون الرواية لم يتعارض مع العنوان إطلاقًا.

كيف كانت أصداء الرواية، وهل أوصلت الرسالة التي ترغبين في توصيلها؟
بالتأكيد، كانت ردة الفعل غير متوقعة، واهتمامًا أسعدني وأشعرني بأني وفقت في اقتحام هذا المجال، وهذا يجعلني أكثر شوقًا للنجاح وإحساسًا به، بل تزيد الإصرار بداخلي على الاستمرار في ثقة إلى الأمام، ولله الحمد كان الإقبال رائعًا خلال حفلات التوقيع في معرضي جدة والرياض، وتلقيت عدة دعوات من دول الخليج، ولكن لم أستطع السفر لظروف عملي.

توصف فاطمة بأنها «إجاثا كريستي» العرب نظرًا لكتاباتها البوليسية، هل هذا الأمر منذ الصغر، أي: هل تأثرت في قراءة القصص البوليسية فصرت كاتبة في هذا المجال؟   
أغاثا كريستي، اسم كبير وروائية لن تتكرر، لا أنكر بكوني وجهًا نسائيًا جديدًا ككاتبة تدخل هذا المجال، وارتباط اسمي بروائية تكتب عن عالم الجريمة، لكن أفضل أن أكون فاطمة الروائية التي ستنجز أعمالًا وروايات اجتماعية أيضًا. وأحب أن يقال عنّي (فاطمة آل عمرو العربية)، فأنا في الآخر كاتبةٌ ولا أحبّ الألقاب، وعند ظهور رواية اغتيال صحافية الصادرة عن الدار English الصفحة للعلوم ناشرون، وكانت المفاجأة عندما أعلن هذا اللقب على الهواء مباشرة في إذاعة المملكة، والإذاعات والمجلات الأخرى، حتى أن أكثر القراء في مواقع التواصل الاجتماعي يطلقون عليّ إجاثا السعودية.
هناك أسماء لمعت في عالم الجريمة عربيًا، لكنها لم تأخذ حقها كما يجب، ومحليًا لم يكن هناك كاتب بوليسي على الإطلاق، ولأننا مقصرون في هذا الأدب المفقود قررت خوض هذا المضمار، وكانت بمثابة تحدٍّ بالنسبة لي، وأنا بطبيعة الحال مغامرة حتى في مجال عملي، وكانت أغلب موادي الصحفية استقصائية، لهذا لم يكن الموضوع صعبًا بالنسبة لي، ومعروف عني عشقي منذ الصغر بأداء الممثل بيتر فولك في مسلسل المفتش كولومبو، وقد تأثرت بكتابات رواد الرواية البوليسية من بينهم: أغاثا كريستي، وآرثر دويل.

لماذا لجأت الكاتبة فاطمة للنوع البوليسي وليست للرواية الرومنسية؟
في بداياتي الصحفية كنت حينها طالبة في الجامعة، رأيت أحداثًا تصلح لأن تكون روايةً بوليسيةً، وموضوعًا يستحق أن يسلط عليه الضوء، وكانت بدايتي (اغتيال صحافية). والكاتب الناجح يستطيع أن يكتب عن القضايا التي تستحق، وأنا بصدد الكتابة عن روايةٍ واقعيةٍ وأخرى اجتماعيةٍ رومانسيةٍ. وأسعى دائمًا للتغيير سواء على مستوى الشخصي آو المهني، كما أحب الخروج عن المألوف دائمًا في كتاباتي.

في كواليس عالم الإعلام أمورٌ كثيرةٌ... نريد أن نعرف منك ما هي الأمور الإيجابية والسلبية؟
باختصار، جميع الزملاء سيتفق معي عن ظاهرة الشللية والتنافس غير الشريف في الوسط الإعلامي، إضافة إلى استغناء المؤسسات الصحفية عن الكوادر المهنية وترقية صحفيي (النسخ واللصق)، نجد مدراء تحرير بلا مؤهلات أو حتى خبرات همهم التقاط الصور مع المشاهير، أما المهني وصاحب الخبرات يكتب خلف الكواليس، والمرأة في الأقسام النسائية عدوة نفسها مع الأسف تحارب زميلتها بدلًا من مساندتها. 
لقد تغير مفهوم الصحافة لدى البعض، وأصبح الجميع يتسابق من أجل الحصول على الكرسي لا من أجل مساعدة الآخرين، وهنا أتحدث عن فئةٍ معينةٍ.

مَن الذي كان له الفضل بعد الله في بروزك في مجال الكتابة... بمعنى التشجيع والمساندة أم أن موهبتك هي التي فرضت نفسها؟
كان والدي يهتم كثيرًا بميولي خصوصًا في مجال الكتابة، ولا أنكر أن الموهبة وحبَّ العمل الصحفي كانت موجودةً بداخلي منذ أن كنت طالبةً جامعيةً، لكن الإنسانة الوحيدة التي ساندتني وقدّمت أدواتها الصحفية لي هي الإعلامية منال الشريف، فقد تعلمت أبجديات الصحافة منها، وتعلمت منها أن الصحافة ميدانٌ وليست مكتبًا، فكانت بدايتي معها في صحيفة المدينة ثم عكاظ، وعملنا سويةً في إذاعة ألف ألف، وكنت حينها معدّةً في بعض حلقات برنامجها، ولن أنسى فضلها بالتأكيد، وأعتبر نفسي محظوظة؛ لأني قابلت العمالقة في سنٍّ صغيرٍ، ولله الحمد حصلت في تلك الفترة على النسبة الأعلى في الصفحة الأولى، والأعلى إنتاجية في عكاظ، وكنت أصغر محررةٍ بمكتب جدة آنذاك عندما كان رئيس تحريرها الأستاذ محمد التونسي، وهو الآخر كان دائمًا يشيد بكتاباتي الصحفية، حتى عندما علم باستقالتي الآن، وكانت فكرة ترك المجال الإعلامي تراودني للتوجه لعملي الخاص قال لي: لا تتركي الإعلام، والإعلامي علي فقندش كان من الشخصيات التي شجعتني حتى أنه كان يعطيني بعض الملاحظات في بداياتي.

هل العمل الروائي مربحٌ أم أنه لا يطعم عيشًا كما يقولون؟
محبة من حولي وتشجيعهم بالنسبة لي هو المكسب الحقيقي.

كيف تقبّل المجتمع والنقاد روايتك (اغتيال صحفية)؟
كان لها وقعٌ آخر عند القراء وخطٌّ جديد للنقاد، لقد اخترت مسارًا مختلفًا تمامًا وشخصية اسمها سندس تبحث عن قاتل زميلتها وجرائم قتل أخرى، لتكون أول روايةٍ بوليسيةٍ سعوديةٍ، وبعد أن أصدرت الرواية، أجرى الباحث السعودي في علم الجريمة الدكتور أحمد حسين عسيري بحثًا تفصيليًّا عن أدب الجريمة في المملكة فوجدها مفقودة، وقد كتب عن روايتي بحثًا ناقشه في النادي الأدبي، فأصبحت روايتي البوليسية محل اهتمام بعض الباحثين، وهذا الأمر يسعدني. وسواءٌ كان هذا النقد إيجابيًّا أم سلبيًّا، المهم أني أقدمت على خوض هذه التجربة بشجاعة، وعمومًا إن العمل الصحفي في الأساس يتطلب شجاعةً، والجبان لا يمكن أن يكون صحفيًا ناجحًا، وكانت هذه واحدة من الأسباب.

عُرف عن الكاتبة فاطمة أنها تعشق المغامرة والمخاطرة، هل هو نوعٌ من الرغبة في الشهرة أم أن هذا طبعٌ فيك؟
هذا طبعي منذ الصغر، أنا ضد سياسة التلميع أو التبخير، فأنا صحافية أقدم مادةً دسمةً وحقيقةً.

العمل الصحفي متعبٌ ويسمونها مهنة المتاعب، كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟
أسميها مهنة المتاعب (اللذيذة). ولا أعرف إن كانت الصحافة تستحق التضحية فعلًا، ولكني أحببتها وقدمت للقارئ موادًا تستحق أن تقرأ وتناقش.

العمل والنجاح في المجال الإعلامي ما هي متطلباته؟
أن يكون أمينًا وصادقًا وصاحب قلمٍ جريءٍ، ويحترم من حوله ومتعاون.

أي شخصٍ يشقّ طريقه يجد صعوبةً في مستهلّ المشوار.. هل حدث هذا لضيفتنا وكيف واجهت تلك الصعوبات؟
لا يخلو وسطٌ من أوساط العمل من صعاب، فإذا كان في كل وسطٍ ما ينفّر ومن يؤجج النيران، ففيه قطعًا من يطفئ هذه النيران، ويجعلها بردًا وسلامًا على من معه، وهكذا تستمر الحياة.

ما هي الأمور الأكثر إزعاجا لك؟
الشخص الذي يجرح مشاعر الآخرين، والكذب، والحقد.

كيف هو تعاملك مع مواقع التواصل الاجتماعي؟
جيدٌ نوعًا ما.

في الحياة تحدث أمورٌ لا يمكن نسيانها، هل للأستاذة فاطمة أن تذكر لنا موقفًا مضحكًا أو محزنًا حدث لها ولا يزال محفوراً في ذاكرتها؟
كثيرةٌ هي المواقف الطريفة، ذات مرة التقيت بالزميلة والصديقة الجميلة علا الفارس في منتدى جدة الاقتصادي، كنت وقتها مرهقةً جدًّا لم أنم جيدًا مدة ثلاثة أيامٍ متواصلةٍ، ولأن العمل شاقٌّ التقيتها فقلت لها: هل أنت مذيعةٌ على mbc في أسبوع، ضحكنا سوية لقد تفهمت الأسباب، وقبل سفرها كتبت لي بالورقة للذكرى (أنا مذيعة على mbc في أسبوع يا فاطمة)، وعلا لن تنسى هذا الموقف الطريف، أما الموقف الآخر كان مع الوزيرة الأولى في الكويت معصومة المبارك، حاورتها في أولى خطوات دخول المرأة الكويتية مجلس الأمة عام 2009 م، وكان حوارًا هاتفيًا مطولًا، وبعد خمسة اتصالاتٍ قالت لي ضاحكة: "صج أنت صحافية ما تيأسين، برافو عليج" إنسانة رائعة ومتجاوبة جدًّا.

الطموح لا يتوقف عند حدٍّ، فما هو حدود الطموح عند الاستاذة فاطمة، وهل حققت جزءًا من تلك الطموحات؟
لي طموحاتٌ وأهدافٌ إعلاميةٌ أسعى لتحقيقها، ومن ضمنها أن أكون محاورةً صحافيةً فقط، إلى جانب الكشف عن القضايا التي تهمّ مجتمعي بالصوت والصورة وهي مشاهد حية مدتها 10 دقائق.

النقد غير مستحب سواء كان نقدًا بناءً أو جارحًا، كيف تتعاملين مع النقد؟
يعرفني الجميع، فأنا أتقبل النقد بصدر رحب.

من هو مثلك الأعلى في مجال الإعلام؟
كل شخص تعاملت معه هو مثلي الأعلى.

ما الذي تودّ الكاتبة والإعلامية فاطمة عمرو في ختام هذا اللقاء قوله لقراء ليالينا؟
أشكر مجلة ليالينا على إتاحة هذه الفرصة لي للتواصل مع قرائي، والتي تتابع كل ما هو جديدٌ فنيًّا وثقافيًّا، أتمنى لكم التوفيق.

نادية المهنا: تجارة الانستغرام لا تخلوا من الصعوبات وهذا هو المنافس الأقوى

الفنان حمد الماجد : سوف أكرر التجربة الأوربية قريباً