ما سبب عدم امتثال الأطفال للأوامر

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 03 سبتمبر 2024
ما سبب عدم امتثال الأطفال للأوامر

يتعرض الأطفال للكثير من الأوامر والنواهي، كما يُوجه لهم كم هائل من التعليمات، إلا أن الأطفال لا يفعلون دائماً ما يُطلب منهم، ولا يستجيبون للأوامر في كثير من الأحيان بعد كم الأوامر التي تُوجه إليهم، وفي هذه الحالة، يمكن للأهل أن يجعلوا التعليمات والأوامر بها شيئاً من المتعة، من خلال التعاون مع الأطفال، واستخدام الأسلوب الهادئ بدلاً من الصراخ، الأمر الذي يساعد الآباء والأمهات على التقليل من التوتر والغضب وتغيير سلوك أبنائهم، وفي هذا المقال نتناول أسباب عدم استجابة الطفل للأوامر ونصائح لجعل الطفل يستجيب للأوامر والتعليمات.

أسباب عدم استجابة الطفل للأوامر

رصد مركز التطوير والتنمية بالتعاون مع جامعة العلوم والصحة في ولاية أوريغون الأمريكية عام 2014، بعض الأخطاء التي يقع فيها الآباء والأمهات، والتي تتسبب في عدم استجابة الطفل للأوامر وفقدان التواصل الصحيح بين الأهل والطفل، لذا يجب تجنبها، وفيما يأتي أشهر هذه الأخطاء: [1]

  • عدم لفت انتباه الطفل أولاً: فالآباء والأمهات عادةً ما يبدؤون بإعطاء الأوامر في الوقت الذي يكون فيه الطفل غير منتبه إليهم، ويضع كامل تركيزه في اللعب والمرح، فهنا الطفل لا يستطيع التركيز في أمرين معاً، لذا من المهم لفت انتباه الطفل أولاً، كأن تحضر له طعامه المفضل، ومن ثم تطلب منه ما تريد.
  • طرح الأسئلة في الإطار الخاطئ: فعند سؤالك له: "ألا تعتقد أنه حان الوقت للذهاب؟"، هنا يعتقد الطفل أن أمامه خيارات أخرى يمكن اختيارها وتفضيلها عن الذهاب، عند طرح هذا النمط من الأسئلة، لذا من المهم استخدام الصيغة المناسبة.
  • طلب الأمر بطريقة غامضة: فعندما تقول لطفلك: "اعمل جيداً"، أو "تصرف"، أو "انتبه"، فمثل هذه الكلمات تضع الطفل في حيرة من أمره، ماذا يستطيع أن يفعل؟ وما الفرق بين الصواب والخطأ؟ لذلك يجب عليك ألا تكون غامضاً أو تشرح له ما تريد بالضبط.
  • إعطاء الكثير من التعليمات في وقت واحد: فعندما تقول لطفلك: "سنذهب معاً لإحضار الطعام، ثم علينا تنظيف المنزل، وبعد ذلك تحضير العشاء"، سيصير الطفل مشوشاً ولن يتمكن من الامتثال لأكثر من أمر، فالكثير من المعلومات وخصوصاً مع الأطفال الذين يعانون من مشكلة الإصغاء؛ يجعلهم يفضلون التفكير أولاً قبل الاستماع وتنفيذ الأوامر.

متى يستجيب الطفل للأوامر

معظم الأطفال يعانون من مشكلة الإصغاء إلى كلام الكبار، لكن هناك بعض القواعد المهمة لمساعدة الأطفال على الاستماع جيداً، فيمكن إعطاء التعليمات الفعالة للطفل بأكثر من طريقة، لكن الخطوة الأهم هنا هي التأكد من فهم الطفل لما يسمعه لكي يتمكن من الاستجابة للأمر. [1]

ومن أهم الأمور التي يمكن للآباء والأمهات القيام بها حتى يمتثل أطفالهم للأوامر والتعليمات، ما يأتي: [1]

  • كن مباشراً في طلبك: اذكر الأمر أو الطلب بشكل مباشر، بدلاً من أن تطرح الأسئلة التي لا يرغب بها الطفل، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تقول له: "هيا عزيزي ابدأ بواجباتك المدرسية"، بدلاً من سؤاله: "هل أنت مستعد لإتمام واجباتك المدرسية؟"، مع الانتباه إلى أهمية استخدام السؤال مع الطفل في حالات أخرى، فيمكن بأسلوبك الجذاب أن تقنعه بما تريد دون الحاجة لفرض الأمر عليه، وتنفيذه رغماً عنه.
  • كن قريباً من طفلك: فعندما تطلب منه أمراً ما أو تدعوه لتنفيذ طلب معين؛ حاول أن تكون قريباً منه أثناء الحديث، ولا تفعل ذلك إن كنت بعيداً عنه، فعليك الانتباه عند إعطاء الأوامر أن تمنح نفسك أفضل فرصة لتحقيق ما تريد، من خلال كسب اهتمام طفلك، والتأكد من أنه يستمع إليك جيداً، فيمكنك الاقتراب منه، والنظر في عينيه، التأكد من أنه ينتبه إليك جيداً، كذلك يمكنك مناداته باسمه، والحديث معه بأسلوب واضح، وبصوت منخفض.
  • استخدم أوامر واضحة ومحددة بأسلوب لطيف: كأن تقول لطفلك: "لو سمحت اذهب لبدء واجبك" بدلاً من "هيا اذهب الآن"، وكي تطلب من طفلك القيام بشيء، اطرح عليه الأمر بشكل تساؤل وطلب مؤدب: "عزيزتي! هلا تساعدينني في غسل الأطباق؟"، فيشعر الطفل هنا أن القرار اختياري له وليس مفروضاً عليه بالقوة.
  • استخدم مع طفلك التعليمات الإيجابية: لأنها تساعد طفلك على أن يفعل بالضبط ما تريد بدلاً من التركيز على شيء لا تريده أن يفعله، فبدلاً من قولك: "أغلق فمك عندما تأكل"، يمكنك أن تقول: "لو سمحت، لا تأكل بهذه الطريقة"، استخدم عبارات إيجابية، لتخبر طفلك بما عليه القيام به وليس ما عليه الابتعاد عنه، فابتعد عن الكلمات مثل: "لا تفعل"، أو "ابتعد عن كذا"، فبدلاً من أن تقول له: "لا تتسلق الطاولة"، بإمكانك أن تقول: "أرجوك انزل من فوق الطاولة".
  • امنح طفلك التعليمات المناسبة لعمره: عليك التحدث معه بالمستوى المتوقع أن يفهمك به، فإذا كان طفلك صغير السن، تحدث معه بكلمات بسيطة، لكن في حين كان بالغاً ويدرك أنه لم يعد طفلاً، فعليك التحدث معه وكأنك تتحدث لشخص أكبر سناً.
  • كن محدداً في طلباتك: استخدم الإرشادات التي تكون واضحة على طفلك، ويستطيع تأديتها، فالآباء والأمهات عليهم قول هذه العبارات: "ماذا عن كذا؟"، أو "دعونا نفعل كذا"، لأن العبارات المحددة تجعل الطفل يستمع للأوامر والتعليمات ويستجيب لها بشكل أفضل.
  • اطلب ما تريد من خلال طرح الأسئلة: وذلك لتجعل فرصة الاستجابة أكبر لدى طفلك، فمثلاً، يمكنك بعد استحمام طفلك أن تقنعه بارتداء ملابسه من خلال سؤالك له: "أي لون تريد الأحمر أم الأزرق؟"، ومن الأفضل عند الطلب أن تمزج في طريقة كلامك بين صيغة الطلب وإعطاء التعليمات، فكلما وجد الطفل أن طلباتك أكثر من تعليماتك سيتعاون معك بشكل أكبر.
  • أعطِ طفلك التعليمات في الوقت المناسب لما تريد: خصوصاً مع الأطفال شديدي الانتباه للأمر وأهمية تنفيذه، فمثلاً، يمكنك أن تطلب من طفلك عند عودته من المدرسة أن يضع حذاءه دائماً في المكان المخصص لذلك، فسينتبه للأمر وينفذ الطلب في الحال، بدلاً من أن تطلب منه ذلك أثناء مشاهدة التلفاز.
  • قدم المبررات وكن واضحاً: عند إعطاء طفلك التعليمات، حاول أن تقدم له المبررات المنطقية والتفسيرات الواضحة مع مراعاة الأسلوب المرن، فبدلاً من أن تقول له: "اذهب بسرعة والبس المعطف، إنها تمطر"، حينها سيعاندك في الأمر ولن ينفذه، يمكنك أن تغير نبرة صوتك وأسلوب كلامك، وتقول: "إنها تمطر في الخارج عزيزي، وأنا أخشى عليك من البرد، فلنذهب ونحضر معطفاً"، امنح طفلك معلومات كافية عن طلبك والسبب في ذلك، "قم بارتداء معطفك، لأن الجو بارد في الخارج، ولا أريدك أن تمرض عزيزي"، فعندما يعي الطفل سبب طلبك؛ سيستجيب له على نحو أفضل.
  • امنح طفلك بعض الوقت لينفذ الأمر: فبعد أن تطلب منه شيئاً ما، انتظر بضع ثوانٍ حتى يقوم بما تريد، فهذا سيجعله يدرك الأمر وينفذ، وهو يعلم أنك لن تكرر الطلب مرة تلو الأخرى، فبتلك الطريقة يدرك الطفل أنه قادر على الاستماع والاستجابة للأوامر، وليس بحاجة للتكرار.
  • استخدم جملاً قصيرة وسهلة مع الطفل الأصغر سناً: وجملاً أطول قليلاً مع الطفل الأكبر سناً، فيمكن أن تقول لطفل صغير: "لا للأوساخ!"، لكن مع طفل أكبر وقادر على استيعابك، يمكنك أن تقول له: "لا يمكنك أن تلعب بهذه اللعبة، إنها متسخة، ابحث عن غيرها".

نصائح لحل مشكلة العناد عند الأطفال

لتفادي مشكلة عناد طفلك، يمكنك تشجيعه على التعاون والمساعدة باستخدام لغة واضحة تتناسب مع التعليمات والطلبات، من خلال فتح نقاش معه بروح مرحة حتى تستطيع أن تكسبه، وإذا كان طفلك لا يستجيب، فقد يكون الطفل خائفاً، لذا عليك معرفة السبب وتوجيهه ليتصرف بطريقة مناسبة. [2]

في كثير من الأحيان، يكون الأمر غير واضح بالنسبة للطفل إن كان ما يقوله والداه مجرد تعليمات أو طلبات، لذلك عليك أن تكون واضحاً في طلبك، فعندما تقول: "لماذا لا أحد يساعدني في ترتيب المنزل؟"، فإن سؤالك هنا لا يوحي لطفلك بشيء، يمكنك استبداله بأسلوب الطلب المؤدب، وعندما تمنح طفلك التعليمات وتطلب منه المساعدة، مما يساهم في سرعة اتخاذ قراراه ومنحه الثقة بالنفس والاستقلالية. [2]

وهناك بعض النصائح التي تساهم في حل مشكلة العناد لدى الطفل وتشجعه على التعاون في المنزل، من أهمها ما يأتي: [2]

  • لا ترهق طفلك بالطلبات: عليك الانتباه إلى أن طفلك يمكن أن يشعر بالإرهاق أو التمرد عندما يكون هناك الكثير من التعليمات والأوامر الواجب تنفيذها، ومع التقدم في العمر سيشعر الطفل بأن أحداً ما يسيطر عليه، في تلك المرحلة سيكون بحاجة لمزيد من الحرية.
  • اصبر على تصرفات طفلك: عندما تطلب شيئاً من طفلك، عليك أن تكون على استعداد لتفهم ما سيفعله طفلك، فإذا كنت تمشي مع طفلك وأخبرته بأن عليه أن يمسك يدك حتى تعبرا الطريق ولم يستجب، يمكن أن تنتظر قليلاً وتجلسه على الرصيف حتى يقتنع وينفذ.
  • اطلب الأمر ذاته مرة واحدة: بإمكانك استخدام الطلب لمرة واحدة مع الطفل، مع استخدام لهجة مختلفة وبصوت ضعيف قليلاً، اجعل نبرة صوتك مناسبة وجدية في آن واحد، ولا تستخدم الصراخ والصوت العالي للحصول على ما تريد، فالمفروض أن يستمع الطفل للتعليمات بنبرة صوت طبيعية، فعليك التحدث بأسلوب مؤدب ومحترم مع طفلك، قد يعتقد البعض أن هذا الأمر لا يهم أو أن الطفل لا يركز أو ينتبه لمثل هذه الأمور، إلا أن الطفل حساس لأي كلمة، ولعل الكلام القاسي الموجه إليه يجعله لا يستجيب.
  • أعطِ طفلك خيارات مناسبة: إعطاء الخيارات إن أمكن؛ لإقناع الطفل بالقيام بما تريد، هذا الأمر يزيد من الاهتمام الإيجابي لدى الطفل لما يسمعه؛ وبالتالي يزيد من نسبة تنفيذه للأوامر.
  • استخدم كلمات مألوفة للطفل: لخلق روح التعاون الدائم مع طفلك، يمكنك استخدام بعض الكلمات المألوفة والاستمرار في الحديث بهذه الكلمات مثل: "اسمع"، و"من فضلك"، و"لو سمحت"، فهذه الكلمات تعمل على تغيير نفسيته وتفكيره عن ذاته.

أفضل طريقة لاستجابة الطفل للأوامر

هناك بعض الاقتراحات لتحسين عملية امتثال الطفل لما يقال له، واستجابته للأوامر، من أهمها ما يأتي: [3]

  • لا تقل "لا" لطفلك بأسلوب سلبي: عندما تطلب منه أمراً ما، مثل قولك: "لا أريد أن أعود للمنزل وأجدك لم تنتهِ من واجباتك المدرسية"، يمكن طلب ذلك بطريقة إيجابية: "عزيزي عليك أن تنهي واجباتك مبكراً، لأننا سنتناول وجبة العشاء مع الضيوف"، كما عليك أن تفسر لطفلك وتشرح لماذا تطلب منه القيام بهذا الأمر، "لا تمسك السكين فقد تؤذي يديك"، قد لا يستمع الطفل ويمتثل للتعليمات من أول مرة، لكن تكرار الطلب مراراً يجعل الطفل والأهل يفقدون أعصابهم ويبدؤون بالصراخ، لكن في هذه الحالة لا تستخدم التهديدات والإنذارات الفارغة، لأن الطفل حينها سيشعر بالاستياء من إجباره على الاستسلام، وسينتهي الأمر بالغضب بدلاً من تنفيذ الأمر.
  • تحدث مع طفلك وتواصل معه: هناك بعض الأمور التي يمكن اتباعها لإجراء بعض التغيرات الطفيفة في التواصل مع طفلك، وخلق مناخ يساعد على التعاون بينكما، يمكن أولاً أن تمهد الطريق بأن تخصص يومياً بعض الوقت للتحدث مع طفلك عن مشاكله التي تجعله مشوشاً ولا تشعره بالراحة، فمن خلال المناقشة يمكن أن يصبح أكثر اهتماماً لما تقول وأكثر استجابة لتعليماتك، في حال كان طفلك صغيراً ولا يفهم مثل هذه المناقشات؛ يمكنك أن تستخدم بعض الألعاب لقضاء وقت ًمن المرح معه.
  • اعرف ما يحبه الطفل وما يكرهه: يمكنك بعد ذلك أن تحدد التوقعات التي ستحدث، بمعنى أن تكون على دراية بما يحب أو يكره طفلك، وأن تتوقع ما سيقوم به في حال الطلب، ركز في هذه الحالة على أن تطلب منه ما يحب، وإن كان الأمر غير محبب له؛ حاول إقناعه بطريقة محببة وقريبة منه، ومن أهم الطرق أن تولي طفلك الاهتمام الكامل عند الطلب، ليس أمراً سيئاً أن تنظر في عينيه أو تلمس جبينه وتظهر له المودة، فمن المؤكد أن ذلك سيجعله قريباً منك ويجعله يستجيب لك بسهولة.
  • اجعل طفلك يشارك في وضع بعض القواعد: وأن يكون له رأي في الأمور التي تهمه، هذا يساعده على أن يشعر بأنه غير محكوم بالأمر، وليس هو دائماً من عليه أن يتلقى التعليمات للقيام بكل شيء، فمثلاً يمكن القول: "هناك حلوى على الأرض، كيف يمكننا إزالتها في تصورك؟ دعنا نفعل ذلك معاً".

في النهاية، بعد أن تعرفت معنا على أسباب عدم استجابة الطفل للأوامر وأهم النصائح التي يجب عليك اتباعها للتواصل معه، من المهم أن تجعل تعليماتك سهلة الفهم، ولا تستخدم التوجيهات غير المحددة، التي تتضمن العديد من التفسيرات، واحرص على الاهتمام والتقرب من طفلك بطريقة إيجابية، لأن الاهتمام السلبي يعزز العصيان والتمرد، والكلمة الطيبة والمشاعر الدافئة أفضل ما يمكن فعله بدلاً من التوبيخ، فالمحبة تجعل الجميع يشعر بالرضا.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار