أمراض لا يمكن الصيام معها في رمضان

يعد صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو الامتناع عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس، لكن بعض الأشخاص ممن يعانون من حالات طبية معينة لا يمكنهم الصيام لأن ذلك قد يشكل خطراً على صحتهم، وعليهم الأخذ باحتياطات لازمة عند رغبتهم في الصيام. سنتعرف في هذه المقالة إلى مجموعة أمراض لا يمكن الصيام معها وكيفية التعامل معها خلال فترة الصيام.

الحالات الطبية لا يمكن الصيام معها

داء السكري من النوع الأول

يساهم الصيام بشكل رئيسي في تحسين نسبة السكر في الدم وخفض نسبة الكوليسترول، إلى جانب تقليل من كمية أدوية الأنسولين التي يتناولها المريض. لكن بعض مرضى السكري ممن يعتمدون على الأنسولين للتحكم بمستوى السكر في دمهم قد يجدون صعوبة في الصيام لفترة طويلة؛ حيث يصابون بنقص السكر في الدم، وهذا بدوره يؤدي إلى الشعور بالرعشة أو الإغماء أو حتى الدخول في حالة غيبوبة. وعندما يفطر مريض السكري فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بمستويات عالية جداً من السكر في الدم، بما يُعرف بارتفاع السكر في الدم.

وإذا بدأ الشخص يشعر بالارتعاش أو التعرق أو الارتباك، فقد يكون مستوى السكر في الدم منخفضاً جداً، وعليه أن يتوقف عن الصيام، وتناول مشروباً سكرياً متبوعاً بوجبة صغيرة متوازنة حتى يعود مستوى السكر في الدم إلى طبيعته. كما يُنصح للمريض بعدم ممارسة التمارين الرياضية وهو صائم لئلا ينخفض لديه مستويات السكر في دمه. ^[1]  

أمراض مزمنة في مراحلها المتأخرة

غالبية مرضى الكبد من ذوي الحالات المستقرة يستطيعون صيام رمضان من دون مضاعفات محتملة، لكن المرضى الذين يعانون من المرض في مراحله المتأخرة. إذ يعاني الشخص في هذه المرحلة باليرقان وهو اصفرار العينين أو الجلد، ونزيف مَعدي مَعوي، وانتفاخ البطن بسبب تراكم السوائل في البطن. يمكن للصيام الطويل إلى تلف الكلى والكبد؛ حيث يتم استنفاذ كل الجليكوجين المخزن في الكبد وبالتالي تنخفض نسبة السكر في الدم، وبعد مرور 8 ساعات يدخل المريض في حالة من التعب والإعياء.

أمراض الكلى

يحتاج المريض بأمراض الكلى إلى تناول السوائل باستمرار، وعندما يمتنع عن شرب الماء بسبب صيام رمضان فإن ذلك قد يسبب تلف الكلى وتدهور وظائف الكلى. وقد ثبت أن الصيام لا يؤثر على وظيفة الكلى لدى مرضى مرض الكلى المزمن في مراحل المرض الخفيفة أو المعتدلة المستقرة بشرط الالتزام بتعليمات الطبيب.

وينصح المصابون بمرض الكلى من الدرجة الثالثة فما فوق بعدم الصيام، وذلك لأن الكلى في هذه المرحلة تكون غير قادرة على الاحتفاظ بسوائل الجسم، الأمر الذي يتسبب بقصور حاد في وظائفها، وتلف الكلى بشكل كبير. ويُمنع على مرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى أو غسيل الكلى البريتوني من الصيام. ^[2]  

أمراض القلب

يؤثر الصيام سلباً على مرضى القلب الذين يعانون من آلام الصدر المتكررة، المرضى الذين يعانون من قصور القلب واضطراب نظام القلب والذين يعانون من التعب أو نقص الطاقة وضيق في التنفس، ولا يناسب أيضاً مرضى القلب الذين يتلقون جرعات عالية من مدرات البول. وقد يسمح الطبيب لهم بالصيام أو لا يسمح حسب قدرتهم وحالتهم الصحية، وفي حال سُمِح لهم بالصيام عليهم استشارة أطباء القلب حول كيفية تناول أدويتهم خلال شهر رمضان، فضلاً عن تناول الطعام بكميات صغيرة، وتجنب الأطعمة الدهنية والمالحة، وكذلك تناول كميات كبيرة من المشروبات السكرية. ^[3]  

التصلب العصبي المتعدد

لن يؤثر الصيام سلباً على الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة من التصلب المتعدد بشرط الالتزام بمواعيد الأدوية حسب استشارة الطبيب. قد تتفاقم بعض أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد خلال ساعات الصيام، ولكنها تعود إلى مستوياتها المعتادة أثناء تناول الطعام. وتشمل هذه الأعراض التعب والدوخة والمشاكل المعرفية إلى جانب خلل في التوازن وضعف الرؤية.

واتفق العلماء على أن الصيام غير مسموح للمرضى الذين يتناولون جرعات عالية من الأدوية المضادة للتشنج، أو الأدوية المضادة للصرع، وكذلك المرضى الذين يتناولون الأدوية أكثر من مرتين في اليوم.

الالتهابات القولونية والمعوية الحادة

قد يسبب الصيام بعضاً من المضاعفات عند مرضى التهاب الأمعاء في رمضان أخطرها الآلام الحادة أو النزيف الدموي الحاد.

إجراءات احتياطية للمرضى عند الصوم

محاذير لمرضى القلب خلال فترة الصيام

• عدم تناول أدوية الضغط بعد الإفطار مباشرة، لأن ذلك يؤدي إلى هبوط الضغط.
• عدم الإكثار من تناول الملح.
• اتباع توجيهات الطبيب بشأن مواعيد تناول أدوية القلب في رمضان بحيث يكون موعد دواء الأسبرين بعد الإفطار، وأدوية الضغط بعد التراويح.
• الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، والابتعاد عن الدهون والأطعمة المالحة والسكريات.

محاذير لمرضى السكري خلال فترة الصيام

• يجب على مريض السكري التأكد من انتظام نسبة سكر الدم أثناء ساعات الصيام بإجراء تحليل سكر الدم وبشكل خاص في الساعة الأولى للصيام، وقبل صلاة الظهر، وقبل صلاة العصر، وقبل الإفطار بالمغرب. وعلى ضوء هذه النتائج يتم تعديل جرعة الإنسولين مناسبة لحالة المريض.
• الالتزام بالنظام الغذائي المخصص لهم وتناول 3 وجبات خفيفة هي وجبة الإفطار، ووجبة خفيفة في منتصف الليل، ووجبة السحور.
• عدم تناول الكثير من الكربوهيدرات بعد الصيام لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير.
• الامتناع عن تناول السكريات والأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة.
• شرب أكبر قدر ممكن من الماء والسوائل، مع ضرورة الابتعاد عن المشروبات السكرية.
• عدم بذل مجهود بدني كبير خلال ساعات الصيام خصوصاً بعد العصر.
• إنهاء الصوم فوراً عند حدوث انخفاض حاد في هبوط مستوى السكر بالدم دون 60 ملغم/ دسل.

محاذير لمرضى الكلى خلال ساعات الصيام

• تجنب الأغذية المملحة أو الغنية بالصوديوم وكذلك المحتوية على السكريات البسيطة.
• تجنب أخذ مدرات البول كالمشروبات التي تحوي الكافيين من قهوة وشاي.
• الابتعاد عن تناول الأغذية التي قد تزيد من الترسبات في الكلى أو مجرى البول مثل الأوكسالات والمصادر الغنية بالكالسيوم.

ما هي الأمراض التي يمكن علاجها بالصيام؟

تشير الأبحاث العلمية إلى أن الصيام قد يزيد من فاعلية علاج أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وارتفاع ضغط الدم، ومتلازمة التمثيل الغذائي والصرع، وغيرها من الأمراض. ^[4]  

وأفادت كذلك أن الصيام يحمي خلايا الدماغ من التلف ويزيد من إنتاج الخلايا العصبية للمساعدة في تعزيز الوظيفة الإدراكية. ويساعد الصيام في فقدان الوزن عن طريق الحد من تناول السعرات الحرارية وتعزيز عملية التمثيل الغذائي وزيادة نمو العضلات.

تختلف الأمراض من حيث الشدة والأعراض، ومنها تتأثر بالصيام سلباً أو إيجابياً، وقد تعرفنا في هذه المقالة إلى مجموعة أمراض لا يمكن الصيام معها، ومجموعة إجراءات احتياطية للمرضى إذا رغبوا في صيام رمضان دون حدوث أي مضاعفات. وذهب أكثر العلماء ومنهم الأئمة الأربعة إلى أن المريض لا يجوز له أن يفطر في رمضان إلا إذا كان مرضه شديداً مصاباً بأحد أمراض لا يمكن الصيام معها مثل التليف الكبدي.

الأسئلة الشائعة

ماذا يعالج الصيام؟

ثبتت الدراسات أن الصيام يلعب دوراً بارزاً في علاج اضطرابات الأمعاء المزمنة، والمصحوبة بتخمر، وعلاج زيادة الوزن الناشئة من كثرة الطعام، وعلاج بعض أمراض الكلى. ووجدت بعض الدراسات أن الصيام مع ممارسة تمارين المقاومة يمكن أن يقلل من علامات الالتهاب وتقليل بعض عوامل الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.هل الصيام يعالج الأمراض النفسية؟

كلما كان الشخص يصوم أكثر، فإنه يكون أبعد عن الإصابة ببعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والأرق؛ فالصيام يحفز القدرة على تحمل ضغوطات الحياة ومواجهتها.

هل الصوم يؤثر على الدماغ؟

يساعد الصيام في تحسين وظائف المخ وزيادة مقاومته للأمراض والالتهابات كونه يبطئ من عملية الشيخوخة ويزيد من المرونة العصبية في الدماغ.

موضوعات ذات صلة: