أعراض مرض الزهري وعلاجه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: السبت، 01 أكتوبر 2022
أعراض مرض الزهري وعلاجه

يعد مرض الزهري (بالإنجليزية: Syphilis)، المعروف أيضاً باسم الداء الإفرنجي أو السفلس، مرضاً معدياً بشكل كبير، وهو أحد الأمراض المنقولة جنسياً الذي يسببه نوع من البكتيريا يطلق عليها اسم اللولبية الشاحبة (بالإنجليزية: Treponema pallidum)، ويمكن أن يسبب هذا المرض مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، كما أنه يمر بعدة مراحل، وله مجموعة واسعة من الأعراض والعلامات المرافقة لكل مرحلة، وفي هذا المقال نتناول بالشرح كل ما تود معرفته عن مرض الزهري وأعراضه وكيفية انتقاله وطرق علاجه.

أعراض مرض الزهري ومراحل تطورها

قد لا تبدو أعراض الإصابة بمرض الزهري واضحة في بدايتها، ومن النادر أن يُشفى وحده دون علاج، إنما تتدرج الأعراض في شدتها عبر عدة مراحل، وهي كالآتي: [1]

المرحلة الأولية أو المبكرة (Primary Syphilis)

الزهري في مرحلته الأولى

تبدأ أعراض هذه المرحلة بالظهور عادة بعد 3 أسابيع من التقاط العدوى، لكنها قد تتأخر حتى 90 يوماً أو تبدأ بعد 10 أيام فقط، وفي هذه المرحلة، يظهر لدى المُصاب بمرض الزهري تقرح جلدي واحد أو أكثر.

وتتميز هذه التقرحات الجلدية بكونها صغيرة وغير مؤلمة في معظم الأحيان، وتظهر غالباً على سطح الأعضاء التناسلية، أو في جوف الفم أو حوله، وتُشفى هذه التقرحات دون علاج خلال ما يقرب من 6 أسابيع، ولا تترك أي ندبات.

المرحلة الثانوية (The Secondary Stage)

الزهري في مرحلته الثانية

تبدأ هذه المرحلة بعد 6 أسابيع إلى 6 أشهر من التقاط العدوى بالمرض، وتستمر من 1-3 أشهر، وتتميز بظهور طفح جلدي يطلق عليه "طفح العملة النحاسية" (بالإنجليزية: The Copper Penny Rash).

ويكون هذا الطفح على شكل دوائر وردية اللون في محيطها وشاحبة في مركزها، ويظهر بشكل أساسي على راحتي اليدين وأسفل القدمين، ويمكن أن تظهر أشكال مختلفة من الطفح الجلدي في مناطق أخرى من الجسم، وتتشابه في شكلها مع أنواع طفح جلدي تسببها أمراض أخرى، مما قد يُحدث التباساً أو خطأ في التشخيص.

ويمكن أيضاً أن تظهر ثآليل في المنطقة التناسلية، وبقع بيضاء في جوف الفم، إضافة إلى انتفاخ في العقد اللمفية، والإصابة بالحمى، ونقص في الشهية والوزن، وتختفي الأعراض في هذه المرحلة وحدها دون علاج، حتى إن هذه المرحلة قد تمر دون أن يلاحظها المريض، إذا ظهر الطفح الجلدي في منطقة غير مرئية.

مرحلة الزهري الخفي (Latent Syphilis)

تأتي هذه المرحلة بعد اختفاء أعراض المرحلتين الأولية والثانوية، ولا تتميز هذه المرحلة بأية أعراض واضحة، لكن المريض يبقى مُصاباً بالبكتيريا المسببة لمرض الزهري، وقادراً على نقل العدوى إلى الشركاء الجنسيين الأصحاء، ويمكن أن تستمر هذه المرحلة لعدة سنوات قبل الوصول إلى المرحلة الأخيرة.

مرحلة الزهري الثالثي (Tertiary Syphilis)

السفلس في مرحلته الأخيرة أو الثالثة

لا يصل إلى هذه المرحلة النهائية سوى عدد قليل من المرضى، خاصة أولئك الذين لم يتم علاجهم بالمضادات الحيوية، وتبدأ هذه المرحلة بعد العدوى بسنوات أو عقود، ويعتبر الزهري الثالثي مرحلة مرضية خطيرة ومهددة للحياة، بسبب الأعراض الخطيرة والمتنوعة التي تحدث فيها، ومن ضمن هذه الأعراض ما يأتي:

  • العمى.
  • الصمم.
  • الأمراض العقلية.
  • فقدان الذاكرة.
  • تدمير العظام والأنسجة الرخوة.
  • اضطرابات عصبية، مثل: السكتة الدماغية والتهاب السحايا.
  • أمراض قلبية.
  • الزهري العصبي (بالإنجليزية: Neurosyphilis)، وهو التهاب يحدث بسبب وصول البكتيريا للدماغ والنخاع الشوكي.

كيف ينتقل مرض الزهري

ينتقل مرض الزهري عن طريق عدة طرق من ضمنها ما يأتي: [1]

  • الملامسة المباشرة لتقرح جلدي ناتج عن الإصابة بمرض الزهري.
  • ممارسة الجنس بمختلف أنواعه (المهبلي، والشرجي، والفموي).
  • انتقال العدوى من المرأة الحامل إلى جنينها قبل أن يُولد.

وبعد الإصابة بالمرض، يمكن ملاحظة ظهور التقرحات الجلدية على المهبل، والعضو الذكري، والشرج، والمستقيم، والشفتين، وداخل جوف الفم. [1]

تأثير مرض الزهري على الحامل والجنين

عند إصابة المرأة الحامل بمرض الزهري، يواجه جنينها خطر الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو التشوهات الخلقية، كما يمكن أن تنتقل العدوى إلى الجنين ليولد مُصاباً بمرض يسمى "الزهري الخلقي أو الولادي" (بالإنجليزية: Congenital Syphilis). [2]

ويعتبر الزهري الولادي مرضاً خطيراً ومهدداً لحياة الطفل الرضيع، وعادةً ما تظهر هذه الأعراض على أبناء النساء المصابات بمرض الزهري: [2]

  • التشوهات الخلقية.
  • تأخر النمو.
  • الطفح الجلدي.
  • الحمى.
  • تضخم الطحال والكبد.
  • فقر الدم.
  • اليرقان.
  • القرحة المعدية.

وإذا أصيب الطفل المولود بمرض الزهري الخلقي ولم يتم علاجه، يمكن أن تظهر مضاعفات المرض عليه، وينتقل إلى عظامه، وأسنانه، وعينيه، وأذنيه، ودماغه. [2]

العلاقة بين مرض الزهري والإيدز

لوحظ أن الأفراد المصابين بمرض الزهري أكثر قابليةً لالتقاط العدوى بفيروس نقص المناعة البشري الإيدز (HIV)؛ وذلك بسبب ظهور التقرحات الجلدية المفتوحة التي تجعل انتقال الفيروسات أسهل والإصابة بالمرض أسرع. [3]

وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض التي تظهر على المُصابين بمرض الزهري ومرض الإيدز معاً، تكون مختلفة عن الأعراض التي تظهر على المصابين بأحد المرضين، لذا يجب إعلام الطبيب بجميع الأعراض، لتعديل الخطة العلاجية. [3]

طرق علاج مرض الزهري

يمكن علاج مرض الزهري من خلال تناول المضادات الحيوية وفقاً لأي من الطريقتين الآتيتين: [3]

  • أخذ حقنة من المضادات الحيوية في المنطقة العضلية الأُلويّة، ولا يحتاج معظم المصابين لأكثر من حقنة واحدة، لكن قد يفضل الطبيب إعطاء ثلاث حقن، بمعدل حقنة في الأسبوع للمرضى الذين التقطوا العدوى منذ فترة طويلة، ووصلوا إلى مراحل متقدمة من المرض.
  • تناول المضادات الحيوية على شكل أقراص فموية، ويتم ذلك مع المرضى الذين لا يمكن إعطاؤهم المضاد الحيوي بالحقن لأي سبب، ويستمر العلاج بهذه الطريقة أسبوعين إلى 4 أسابيع بحسب مدة إصابة المريض.

يُشفى المريض بالكامل، ولا تعود الإصابة له مرة أخرى إذا ما تم العلاج بشكل صحيح، لكن الشفاء من المرض لا يُحدث أي شكل من أشكال المناعة طويلة الأمد، إذ يمكن أن يلتقط المريض العدوى من جديد، كما أنه لا يمكن علاج المضاعفات المتأخرة، مثل: العمى، والمشكلات الدماغية، وتخرب العظام. [3]

ملاحظة: ينبغي على المريض الامتناع تماماً عن ممارسة أي نشاط جنسي خلال فترة العلاج، وحتى أسبوعين بعد الشفاء الكامل. [3]

ما مدى انتشار مرض الزهري

اكتسب مرض الزهري سمعته السيئة بسبب انتشاره الواسع في مرحلة الثورة الصناعية، وعدم ظهور أعراض واضحة منذ البداية، مما سمح بانتقاله من شخص مصاب إلى عدد من الأشخاص الأصحاء قبل المعرفة بوجود المرض. [2]

كما أن تطور المرض إلى أشكال مزمنة، والمضاعفات الخطيرة التي تنتج عنه، مثل: التهاب المفاصل والإصابات الدماغية والعمى، كانت عوامل إضافية في صنع سمعة المرض السيئة والرهبة منه. [2]

كان مرض الزهري منيعاً على العلاجات التقليدية المعروفة في البداية، وبقي كذلك حتى بداية الأربعينيات من القرن العشرين، حين تم اكتشاف المضاد الحيوي بنسلين (بالإنجليزية: Penicillin). [2]

الأمر الذي أحدث ثورة في علوم الطب والأدوية، إذ كان تأثيره كبيراً على الأمراض البكتيرية، وكان ذلك كفيلاً لاعتباره أكبر إنجاز طبي في تاريخ البشرية حتى يومنا هذا، وبذلك أصبحت الحالات المصابة بمرض الزهري تُشفى بشكل سريع ومذهل، وتناقصت معدلات الإصابة به إلى أدنى مستوياتها. [2]

لكن يبدو أن هذا المرض دخل في طور ارتفاع جديد، مما يهدد بحدوث وباء واسع الانتشار، ففي دراسة إحصائية أجريت عام 2012، تبين أن هناك 18 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض الزهري، وهو أعلى رقم سجله المرض منذ اكتشاف المضادات الحيوية. [2]

كيف يمكن تجنب العدوى بمرض الزهري

لا يوجد أي نوع من أنواع اللقاحات للوقاية من مرض الزهري، ولا توجد وسيلة فعّالة سوى الابتعاد عن العلاقات الجنسية غير الآمنة، وقد يفيد استخدام الواقي الذكري (بالإنجليزية: Condom) في الحد من خطورة الإصابة لكنه لا يمنعها. [1]

إجراءات يجب اتخاذها عند الإصابة بمرض الزهري

أول ما يجب أن تفعله في حالة الشك في إصابتك بمرض الزهري هو حجز موعد عند الطبيب للكشف السريري، وإجراء الفحوصات اللازمة في أقرب وقت ممكن، وذلك للأسباب الآتية: [1]

  • مرض الزهري لا يشفى وحده عادةً.
  • إجراء الاختبارات والفحوصات لدى الطبيب هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة كونك مُصاباً بالمرض أم لا.
  • الأدوية المستخدمة في علاج مرض الزهري يجب أخذها وفقاً لوصفة طبية، ولا يمكن شراؤها بشكل مباشر من الصيدلية.
  • العلاج يفيد في إنقاص خطورة نشر العدوى، والوقاية من المضاعفات الخطيرة للمرض.

ويتضمن الفحص الطبي معاينة التقرحات والطفح الجلدي، وأخذ عينة من الدم لإجراء اختبارات الدم، إضافة إلى فحص المفرزات التي تنتجها التقرحات التناسلية. [1]

وبعد أن تعرفت معنا على أعراض مرض الزهري وكيفية انتقاله وطرق علاجه، نود التأكيد على أن الوقاية خير من العلاج، فإذا حدث والتقطت عدوى مرض الزهري عليك التوجه فوراً إلى الطبيب دون تردد، لأن تلقي العلاج الصحيح يؤدي إلى الشفاء بشكل كامل من المرض، بدلاً من نقله إلى الآخرين والمعاناة من مضاعفاته الخطيرة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار