أبو بكر الصديق أميراً للحج

أبو بكر رضي الله عنه هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب، وهو أول من أسلم من الرجال، وفي السنة التاسعة للهجرة جعل النبي عليه الصلاة والسلام أبا بكر الصديق أميراً للحج.

أبو بكر الصديق أميراً للحج

جعل النبيُّ عليه الصلاة والسلام أبا بكرٍ الصِّدِّيق أميراً للحج في شهر ذي الحجة من السنة التاسعة من الهجرة، وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة يستقبل الوُفود التي كانت تأتي لتبايع وتُسلِم، كما أمَرَ أبا بكرٍ رضي الله عنه بأن يُبَلِّغَ من حضر موسم الحج من الناس جميعاً، أنه لن يُؤذَن لمُشركٍ للحجِّ بعد هذا العام، ولن يؤذن لأحدٍ أن يطوف بالبيت عرياناً، حيث إنَّه كان الناس في الجاهلية قد ابتدَعوا بِدعةً تقول بأنه إذا كانوا من أهل مكة فإنهم يطوفون بالبيت بلباسهم، وأما إذا كان من خارج أهل مكة، وإنما قادماً إليها من العرب الآخَرين، فإنه لا يستطيع الطَّواف بثيابه، وإنما يجب عليه أن يشتري ثياباً من أهل مكة، أو أن يعيره أحدهم ثوباً ليطوف فيه.

فكان الذي لا يملك مالاً ليشتري أو يستأجر ثوباً، ولم يُعطه أحدٌ ثوباً يُعِيرُه إياه، طاف عارياً، وكان هذا القانون يشمل الرجال والنساء على سواء.

كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل عليًّا إلى أبي بكرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنهما ليقرأ سورة التوبةِ على الناس في الحج، وليُعلن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأنه لا يطوف بالكعبة بعد اليوم عريان، ولا يحُجَّ البيت بعد هذا العام مُشرك.

كما بعث النبي عليه الصلاة والسلام في السنة العاشرة معاذ بن جبلٍ وأبو موسى الأشعريِّ إلى اليمن ليُفَقِّهوهم بالدِّين، وقال لهما: يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، وقال أيضاً لمعاذ: يا معاذ، إنك تأتي قوماً أهل كتاب، فادْعُهُم إلى شهادة لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن أطاعوك، فأَعْلِمهم أنَّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يومٍ وليلة، فإن أطاعوا، فأعلمهم أن الله فرض عليهم صدقةً تُؤخَذُ من أغنيائهم وتُعطى لفقرائهم، فإن أطاعوك، فإياك وكرائم أموالهم، واتَّقِ دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب.