Radio Man: بحث في حياة أشهر مشردي نيويورك

تنطلق المخرجة "ماري كير"، في أول خطوة سينمائيّة توثيقيّة لها،  تبحث في حياة المدعو راديو مان (Radio Man) أشهر متشرّدي نيويورك على الإطلاق..

نعم،  إنّه من الشهرة بحيث إذا كنت من متابعي السينما الأميركيّة فلا بدّ أن تكون قد لمحته في مشهدٍ من فيلمٍ ما، أو حتى في عملٍ تلفزيونيّ، في مكانٍ ما في طرف الشاشة.. ففي رصيد هذا الرجل والذي اكتسب اسمه من راديو يعلّقه دائماً حول رقبته، أكثر من ١٠٠ ظهور تلفزيونيّ وسينمائيّ..

يتمتع "غريغ كاستالدو" -الاسم الحقيقي لراديو مان- بكلّ مواصفات النجم الحقيقيّة، باستثناء الوسامة طبعاً، فهو صاحب كاريزما هائلة، يهوى عمله في مجال التمثيل، ويتمتّع بعلاقة طيّبة مع كبار النجوم مثل روبي ويليامز، جورج كلوني، ميريل ستريب، وغيرهم الكثير.. يعتبرونه صديقاً يفرحهم وجوده في مواقع تصوير أفلامهم..

رحلة طويلة من التقلبات قضاها "راديو مان" قبل أن يصل إلى حيث هو اليوم.. فمن طفولةٍ حالمة، إلى فترة الشباب حيث عمل موظفاً في شركة البريد، فتشرّده ووقوعه ضحيّةً لإدمان الكحول، فحجزه في مشفىً للأمراض العقليّة، وانتهاءً بقراره بدخوله عالم السينما والتلفزيون والشهرة..

ببساطة يقتحم "راديو مان" مواقع التصوير، باحثاً عن مكان له في مشهد ما، أيّ مشهد، بإصرارٍ لا مثيل له.. وبطريقة ما، يتمكن هذا الرجل البسيط من معرفة المواقع ومواعيد التصوير لجميع الأفلام والمسلسلات التي يتمّ تصوريها في مدينة نيويورك.. على درّاجته يتنقل بينها، يدفعه حبّه وشغفه لفنّ التمثيل..

في رحلةٍ ممتعة نصحب "ماري كير"، مخرجة الفيلم، وعلى مدى ٧٠ دقيقة فقط، لنتعرف على العالم من وجهة نظر "راديو مان".. في كلّ مكان ينشر هذا الرجل البهجة والفرح.. بيتعامل والحياة بطريقةٍ مختلفة ومزاجٍ مختلف، قوامه البساطة والفرح طوال الوقت..

في بيته الصغير، يكدّس هذا الرجل المئات، بل الآلاف، من الأغراض والتذكارات التي جمعها من مواقع التصوير، صور وإمضاءات لنجوم ومشاهير كبار، ملابس لبعض الشخصيّات السينمائية، والكثير الكثير من الأفلام..

يطمح "راديو مان" لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار يوماً ما، فيسافر كلّ عام من نيويورك إلى لوس آنجلس، يحاول التسلّل إلى الحفل ليكون مكانه بين النجوم..

علاقةٌ غريبةٌ من نوعها تلك التي تنشأ بينك مشاهداً وبين هذا الرجل الفريد والمختلف، فلا يمكنك سوى أن تحبه وتصير من كبار معجبيه، ربما لصدقه، أو لخفّة ظلّه، أو لعفويته، أو ربما هي موهبته الخفيّة في جعل الناس يقعون في غرامه خلال دقائق..

الفيلم الذي بدأ تصويره منذ ٥ سنوات، تقدّمه "ماري كير" بلغةٍ سينمائيّةٍ وتوثيقيّةٍ محكمة، تحقق شرط الامتاع، فتنقضي الدقائق السبعون وأنت في نهمٍ للمزيد، تبحث عن "راديو مان" في داخلك، الإنسان الذي يؤمن بالحلم وباللامستحيل..

إنه فيلم عن الشجاعة، الأمل، السينما والحلم..