وفاة إبراهيم عليه السلام ابن النبي صلى الله عليه وسلم
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 24 يناير 2023
- مقالات ذات صلة
- أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
- مرض النبيِّ صلى الله عليه وسلم
- زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
لقد كانت وفاة إبراهيم عليه السلام ابن النبي صلى الله عليه وسلم وقع شديد على النبي فقد حزن حزناً شديداً على فراق ابنه الوحيد. وتتجلى حكمة الله في وفاة إبراهيم ابن النبي محمد عليهما الصلاة والسلام في كون أبيه خاتم الأنبياء والمرسلين، ولو قُضِيَ أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبياً، لعاش ابنه، ولكن لا نبي بعده.
موت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بَلْتَعة إلى المُقَوْقِسَ حاكم الإسكندرية بكتابٍ يدعوه فيه إلى الإسلام، فأكرم المقوقس رسولَ رسولِ الله، وأكرم الكتاب حتى قيل أنه قبَّله تكريماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أرسل مع حاطبٍ كسوةً، وبغلةً بيضاء مسروجة، وخادمتين كانتا أختين، إحداهما ماريَّة القبطية، وهي التي اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم من مُلك يمينه، فولدت له إبراهيم رضي الله عنه، حيث إن النبيَّ قال لأصحابه يوم مولد إبراهيم، وُلِدَ لنا غلامٌ اليوم، وقد سَمَّيتُه إبراهيم على اسم أبي إبراهيم عليه السلام، وكان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة.
وقد أعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى امرأةٍ من أهل المدينة، تُدعى أم سيف، زوجة رجلٍ حدَّادٍ في أعالي المدينة، وفي السنة العاشرة من الهجرة مرض إبراهيم مرضاً شديداً، يقول أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: دَخَلْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وكانَ ظِئْرًا، لِإِبْرَاهِيمَ عليه السَّلَامُ، أي أبوه من الرَّضاعة، فزوجته مرضعةً لإبراهيم، فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ، وشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلكَ وإبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنفسه أي يحتضر وينازع سَكَراتِ الموت، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَذْرِفَانِ بالدموع، فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، كان عمر إبراهيم عليه السلام سبعة عشر شهراً، أو ثمانية عشر شهراً.
وقد كُسفت في ذلك اليوم الشمس، فقال بعض الصحابة: ما كُسِفت الشمس في هذا اليوم إلا لموت إبراهيم عليه السلام، فلما سمع النبي عليه الصلاة والسلام قولهم، قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يُخَوِّفُ بِهِما عبادَه، وإنَّهما لا ينكَسِفان لموتِ أحدٍ، فإذا رأيتُم كُسوف أحدهما فصلُّوا وادعوا حتَّى ينكشِفَ ما بكم.