وفاة آلان ديلون عن عمر 88 عاماً بعد صراع مع أبنائه ومرضه
أعلنت وسائل الإعلام الفرنسية اليوم الأحد وفاة الممثل الفرنسي الأسطوري آلان ديلون عن عمر ناهز 88 عامًا.، حيث أكدت عائلته، المكونة من أبنائه الثلاثة ألان فابيان، أنوشكا، وأنتوني، هذا الخبر في بيان مشترك لوكالة فرانس برس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفاة آلان ديلون أسطورة السينما الفرنسية
وأعلنت عائلة آلان ديلون، ان الفنان الفرنسي توفي بسلام في الساعات الأولى من الليل في منزله بمدينة دوشي، محاطًا بأحبائه، بما في ذلك كلبه المخلص لوبو.
وأعرب الأبناء عن حزنهم العميق، وطلبوا احترام خصوصية العائلة في هذه اللحظة المؤلمة من الحداد، ونص البيان على "توفي بسلام داخل منزله في دوشي، محاطا بأولاده الثلاثة وعائلته".
كان آلان ديلون رمزًا من رموز السينما الفرنسية، وقد استطاع أن يحتل مكانة مرموقة في عالم الأفلام بفضل أدائه المتنوع الذي جعله محبوبًا لدى الملايين.
وخلال فترة ما بعد الحرب، اشتهر ديلون بأدواره المتعددة، سواء كان سفاحًا، أو مجرمًا، أو قاتلًا مأجورًا، مما جعله من أبرز نجوم السينما في عصره.
مرض آلان ديلون وصراعه مع أبنائه
رغم مسيرته الفنية اللامعة، لم تخلُ حياة ديلون الشخصية من الصعوبات والتحديات، ففي صيف 2023، تصدرت العناوين خبر رفع أبنائه الثلاثة دعوى قضائية ضد المعاونة المنزلية للنجم، هيرومي رولان، التي كانت تُعتبر أحيانًا شريكته.
واتهم الأبناء رولان باستغلال ضعف والدهم، مما أدى إلى نزاع عائلي مرير وصل إلى أروقة القضاء، وتناقلته وسائل الإعلام.
وكانت هذه الأحداث جزءًا من سلسلة من التحديات التي واجهت ديلون في السنوات الأخيرة، خاصة مع تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية وجلطة دماغية في عام 2019.
وفي أبريل 2023، أصدر قاضٍ فرنسي قرارًا بوضع ديلون تحت "الوصاية المعززة"، وهو إجراء يحد من قدرته على إدارة ممتلكاته واتخاذ القرارات الشخصية، مما سمح للوصي بإدارة حساباته المصرفية ودفع نفقاته، بالإضافة إلى الإشراف على حالته الطبية.
هذه الوصاية أُقرت لحماية ديلون مع تعيين وكيل قضائي لمتابعة حالته الصحية، إلا أن هذا القرار أشعل نزاعًا بين أبنائه حول من يمكنه حماية والدهم بشكل أفضل.
رغم كل هذه التحديات، استمر ديلون في حضور المناسبات العامة، ففي مايو 2019، ظهر على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي لتسلم سعفة ذهبية فخرية عن مجمل أعماله.
وخلال كلمته، وصف ديلون هذه اللحظة بأنها تكريم "بعد الوفاة، ولكن في حياتي"، مشيرًا إلى أفلامه الكلاسيكية مثل "بيربل مون" (1960)، "روكو أند هيز براذرز" (1960)، "ذي ليبورد" (1963)، و"ذي سويمينغ بول" (1969)..
كان آخر ظهور علني لديلون في صيف 2021 خلال جنازة صديقه الممثل جان بول بلموندو، حيث حضر بصحبة ابنه أنطوني، بينما غابت ابنته أنوشكا.
تُعد حياة ديلون الشخصية مثيرة للجدل، إذ نشأ في طفولة مضطربة بسبب انفصال والديه وهو في الرابعة من عمره، مما أثر على مساره الدراسي وحياته العامة، ومع ذلك، تمكن من تجاوز هذه الصعوبات ليصبح أحد أعظم نجوم السينما الفرنسية.
قدم خلال مسيرته الفنية العديد من الأفلام التي أصبحت علامات بارزة في تاريخ السينما، ومن بين أهم أعماله فيلم "Le Samouraï" (1967)، الذي يُعتبر من روائع أفلام الجريمة، حيث قدم ديلون فيه دور قاتل مأجور بمهارة فائقة. كما تألق في فيلم "Purple Noon" (1960) الذي أظهر فيه براعة في تجسيد شخصية توم ريبلي، الشاب الذي يتلاعب بالآخرين لتحقيق طموحاته.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد فيلم "Rocco and His Brothers" (1960) من أهم الأفلام الدرامية التي شارك فيها، حيث جسد دور روكو الشاب الذي يواجه تحديات قاسية بعد انتقاله إلى المدينة. كما شارك في فيلم "The Leopard" (1963)، الذي يعرض تحول طبقة النبلاء في صقلية، وحقق من خلاله نجاحًا كبيرًا على المستوى العالمي. هذه الأفلام وغيرها جعلت من ديلون رمز من رموز السينما الفرنسية.