وطن ع وتر كوميديا فلسطينية قادرة على المنافسة عربياً
لم يخططوا لمسيرتهم الفنية، مع أنهم موجودون بإستمرار على أهم خشبات المسرح الفلسطيني، حيث جسدوا أفضل الشخصيات التي تنقل بكل التفاصيل فرح وحزن الفلسطيني والفلسطينية. ولم يكتفوا بأداء الأدوار التي تتعلق بالواقع الفلسطيني، بل انتقلوا إلى التعبير عن الواقع الاجتماعي العربي من خلال الأعمال التي قدموها، حيث أبدعوا في اختيار الشخصيات التي طرحت من خلالها زبد الواقع الذي يعيشه كل عربي ,,و إصرارهم جعل منهم أيقونةَ مميزةَ جداَ في مجتمع له خصوصية مميزة، فقد سجلت العروض التي قدمها فريق "وطن ع وتر" بقيادة الفنان عماد فراجين ومنال عوض وخالد المصو نجاحات جماهيرية عبر عروضهم اليومية التي قدموها بشهر رمضان المبارك في فندق " انتركونتننتال عمان وذلك من خلال تسليط الضوء على مواقف وأحداث يومية بطريقة ساخرة وانتقادية تحاكي الواقع العربي بنكهة كوميدية تلامس الحياة اليومية التي يعيشها المجتمع بأسلوب كوميدي طريف وهو مؤشر لبزوغ كوميديا فلسطينية قادرة على المنافسة عربيا "ليالينا " كان لها هذا اللقاء الخاص مع نجوم وطن ع وتر .
عماد فراجين
لم لم تتطرق عروضكم الرمضانية في العاصمة عمّأن للظروف السياسية المحيطة؟
أجد أن الأوضاع السياسية الحالية حساسة للغاية، كما أن الظروف الاقليمية بجميع أشكالها ضاغطة ومتعبة، لم أعتقد أنه من المناسب أن نواصل التطرق لمواضيع مؤلمة كهذه في عروضنا المسرحية، لطالما فعلنا ذلك، لكنني أجد نفسي أتساءل في الآونة الأخيرة لم يتوقع الجمهور منا وحدنا فعل ذلك؟ هناك العشرات من الفنانين الكوميديين العرب الذيم لم يشيروا إلى مثل هذه القضايا إشارة واحدة، لم يحملوننا العبء وحدنا؟ هناك أمر آخر أيضاً، أشعر أن كمية الدم المراق في جميع بقاع الوطن العربي أكبر مني ومنك ومن الجميع ومن أية أعمال يمكن ان ننتقد فيها الوضع الراهن.. كيف نقدم ما يرقى لبشاعة الواقع! لا يمكنني ذلك، على الأقل ليس الآن.
لم آتي إلى الأردن بصدد إطلاق ( ميمعات صحفية).. كنت من أوائل من انتقد داعش في أعماله، تكلمت عن جميع القضايا الفلسطينية والعربية الملّحة، لكنني أعتقد أن الوضع العربي الآن بحاجة لعقلانية ونضوج أكبر في الطرح ( ما بدنا نزيد على النار نار).
ورغم ذلك فلم أستطع وفرقتي إنهاء العروض المسرحية المباشرة والتي نقدمها في الأردن للمرة الأولى دون الإشارة ولو بخفة لحال العرب في كل مكان، فحركات اللجوء في الوطن العربي باتت مخيفة، لذا تضمن الاسكتش الأخير مشاهد مؤلمة عن هذا الأمر.
تلقت العروض التي قدمتها فرقة وطن ع وتر كماّ من الانتقادات من قبل صحفيين محلين وعرب، مارأيك فيما كتب في الآونة الأخيرة؟
لا أعمل لأحظى بالتصفيق، أقدم ما أشعر به، ما يهمني في النهاية هو ردود فعل الجمهور على ما نقدم على المسرح أو في التلفاز، لا أهتم كثيراً برأي النقاد، جمهوري هو الحكم الأول والأخير.
كيف تحب أن يصنفك الجمهور، كممثل مسرحي، كستاند أب كوميديان، كممثل تلفزيوني، أيهم أحب إلى قلبك؟
لا تهمني التصنيفات كثيراً، أستطيع القيام بهذه الأمور جميعها، فأنا أكتب سيناريوهات السكتشات التي أقدم وأمثل في جميع المحافل، أجد الدراما سهلة عليّ، لكن الكوميديا في المجمل تتطلب قدراّ عالياّ من المهارة، فهي تحد كبير لأي ممثل ( لازم أكون عماد وأعيش الجو كعماد).
كيف وجدت تلقي الجمهور العربي لعروضكم، خصوصاً بعض الأقاويل الكثيرة المسبقة التي لطالما اتهمت اللهجة الفلسطينية بأنها لا تصلح للكوميديا؟
أرى أن ثقافة الأردن والخليج قريبة جداً من الثقافة الفلسطينية، بثت حلقات برنامجنا التلفزيوني على روتانا خليجية في العام المنصرم ولاقت الكثير من الاستحسان، تعود الجمهور العربي أن الكوميديا حصر على المصريين، لكننا أثبتنا أن بإمكان لهجتنا الفلسطينية المحببة أن تنافس بقوة.
من أين تستوحي الأفكار للاسكتشات التي تقدمها والعروض التلفزيونية التي تكتب نصوصها؟
أنا ابن الشارع الفلسطيني، أعايش يومياً جميع الهموم التي يعاني منها الشعب، لست بعيداً عن الناس، وأجد المواقف الملائمة للاسكتشات في كل مكان.
يشعر المتابع لعروضك كأنك تتحدث مباشرة للجمهور، دون حواجز ولا تمثيل، من أين أتت هذه المهارة، أهي الدراسة أم الخبرة؟
لم تكن حياتي سهلة أبداً، عملت بجد لتطوير مهارتي، ساعدتني دراستي في المملكة المتحدة وضبطت أدواتي كممثل، كما زودتني بالثقة والتقنيات الملائمة لأصبح أكثر إقناعاً.
برأيك، ما هو السرّ وراء نجاح وطن ع وتر رغم المنافسة الشديدة من مسرحيّ وممثلي الوطن العربي؟
أعتقد اننا خاطبنا الناس بكلمات صادقة، لم نأخذ جانباَ دون الآخر، نريد أن تصل رسالتنا للجميع. كما أؤمن أن مصداقيتنا وانتفاء التزلف من أعمالنا أوصلنا لقلوب الجميع.
كيف تعرفت على زملاءك في الفريق، وكيف تصف علاقتك بهم؟
عرفت إليهم أثناء عملنا المسبق في المسرح، تجمعنا كيمياء من نوع خاص، جميعهم ممثلون محترفون وممتازون ولا نسمح لأية خلافات داخلية بأن تنخر بيننا، نحن نكمل بعضنا البعض.
كيف تقيّم أدائك مقارنة بزملاءك من كوميدي الداخل الفلسطيني وغيرهم من العرب؟
أعتقد أنني صنعت حالةَ أسهمت في تشجيع الفنانين الفلسطينيين في كل مكان، نجحت بعيداَ عن جشع الممولين، لا أقبل التمويل من جهات بأجندات مشبوهة. ورغم أنني أحارب في الكثير من الأحيان من المثقفين في بلدنا إلا أنني أجهل السبب.
قمت بالترويج لأحد مشروبات الطاقة كوجه إعلامي، ماذا أضاف لك هذا الأمر؟
لاحظ الجمهور أنني لم أشر لاسم المنتج بطريقة مباشرة، وجدت أن هذا الأسلوب لائمني بشكل أكبر. أعتقد أن الجمهور ملّ من الطرق التقليدية في الإعلان،كانت هذه هي فكرتي في الأساس، وآمل أن أكون قد وفقت في الجمع بين الترويج وإيصال رسالة ما.
من يعجبك من ممثلي الكوميديا والدراما الأردنية؟
أحب الفنان زهير النوباني كثيراً، كما تعجبني أعمال موسى حجازين. عربياً يعجبني أداء كل من أحمد حلمي والممثلة القديرة سهير البابلي.
ما الجديد الذي تنوي القيام به؟
لدي أفكار جديدة لعمل برنامج ستاند أب كوميدي تلفزيوني بطابع عربي، كما تعتزم الفرقة القيام بجولات عروض متنوعة في الدول المجاورة.
منال عوض
أعمالكم المشتركة كفريق تتميز بنكهة خاصة ما السبب الرئيسي وراء هذا التميز وهذه الفرادة ؟
البساطة هي سر نجاح الفريق الذي يعكس هموم المجتمع والوطن العربي بشكل عام وسر تميزنا أيضاَ هو الكيمياء التي جمعتنا كفريق والأنسجام كطاقم عمل مسرحي بالأضافة الى الحب والاحترام والفكرة التي جمعتنا,, نحن قبل وطن ع وتر بدأنا موظفين بمسرح في رام الله حيث كان هناك خلاف دائم بيننا وبين إدارة المسرح وذلك بالمواضيع التي تطرح وكنا نرى بأنه يجب علينا طرح مواضيع تعكس همومنا وواقعنا وفكرنا كشباب لأجل ذلك قررنا ان نستقيل ونغامر بالدخل الذي نتقاضاه من أجل مبادئنا التي نرغب في تجسيدها ,, ففي عام 2008 بدأنا بالتحضير لعمل ستاند اب كوميدي بعنوان " غزة رام الله " وكان يتحدث عن الإنقسام الفلسطيني حيث نذكر اننا تدربنا عليه في بيوتنا حتى قدمناه والحمدلله وصلتنا ردود فعل جيده للعرض الذي لقي استحسان الجمهور ونجح نجاح كبير لأنه يعتبر حينها إنطلاقة جديدة لمجموعة من الشباب التي تطرح أفكار المواطن الفلسطيني .
حدثينا عن صغرك ومن اكتشف أنك فنانة؟
أحببت الفن والتمثيل منذ الصغر وذلك من خلال مشاهدتي للتلفاز، فقد كنت أقلّد العديد من الشخصيات التي كانت تسحرني في ذلك الوقت من مسلسلات أو دعايات أو مغنين، ودائماً ما كنت أرى نفسي كإحدى هذه الشخصيات. ثم لمست هذه الموهبة في المدرسة من خلال مشاركتي في المسرح المدرسي، فكنت أؤدي العديد من الأدوار. وقد لاقيت التشجيع من الأساتذة آنذاك. ولا أستطيع أن أقول إن هناك اكتشافاً، فكما تعلمين إن الفن في بلادنا ليس حاجة أساسية أو ملحة، وكان التشجيع فقط من باب التسلية والموهبة وليس من باب التخطيط لمستقبل فني.
هل أنت فنانة بالصدفة أم أنك كنت تخططين لذلك؟
لا أدري إذا كانت صدفة أم أمراً مخططاً له، فأنا لم أكتشف إنني أريد أن أدرس المسرح إلا بعد التحاقي بالجامعة. وكنت قد أنهيت التوجيهي بمعدل جيد مما أهّلني لدخول كلية الهندسة الكيميائية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، وهناك اكتشفت أن هذا ليس ما أريد أو أحب، لذا قررت التوقف والانتقال إلى كلية الفنون.
لماذا اتجهت إلى المسرح؟
لأنني أردت أن أتعلم التمثيل والإخراج، ومعهد المسرح هو الذي أهّلني أكاديمياً لدخول مجال الفن بشكل محترف.
هل هناك نية للتوجه إلى السينما؟
بالتأكيد، فأنا أعشق السينما وأتمنى أن أشارك في الأفلام الفلسطينية والعربية والدولية إذا سنحت الفرصة. وهناك بعض الأعمال التي شاركت فيها، وقد كانت أدواري بسيطة .
هل تتمنين ان تكون المشاكل والحلول سهلة وغير معقدة كتلك التي نراها في الأعمال التي تقدموها ؟
بالطبع نتمنى ان تحل كافة المشاكل ونحن عندما ننتقد موضوع ما ننتقده من اجل التحسين والتغير ونعمل على عرضه بطريقة جميلة من أجل التخفيف على المجتمع فالكوميديا دائما تصل بطريقة اسهل فالظروف دائما متغيرة و هناك العديد من المواضيع التي يمكن ان نجسدها بأعمالنا.
هل مساحة الحرية الممنوحة لكم كافية لتعبرو عن الواقع ؟
الحرية تؤخذ ولا تعطى ونحن نرى أن مساحة الحرية لدينا كافية و نسعى دائما من خلال عملنا بإحداث تغير والأنسان الذي لديه فكر ورسالة يجب ان يوصلها لأن صناعة التسلية هي فن مهم للترفيه عن المواطن و يجب ألا نستسلم لليأس وعلينا ان نخلق الأبتسامة بعيدا عن طغيان مشاهد الدم والظلم في شاشات التلفزيون، كما أن المواطن العربي أصبح في الفترة الماضية مجبورا على البكاء، من حقه أيضا أن يحصل على الأمل من خلال الابتسامة .
ما هي الأدوار التي ترغبين في أدائها؟
أعتبر أنني لم أقدم شيئا بعد، فمسيرتي الفنية مازالت صغيرة، لذا شعوري هو أنني أريد أن أفعل وأقدم الكثير والكثير. أما إذا كان سؤالك من هي الشخصية التي أحب أن أجسدها فلا إجابة محددة عندي، جميع الأدوار التي قدمتها أثرت تجربتي الفنية وطوّرتها.
هل المسرح تجربة أم دراسة أم هواية؟
كلها معاً. الموهبة هي الأساس ثم تصقل هذه الموهبة وتعمق من خلال الدراسة والمعرفة، أما التجربة فهي الحكم. فما نفع الموهبة والدراسة إن لم يكن هناك تجارب تصقل وتطور وتنمي وتدعم هذه الموهبة وتطوّرها .
خالد المصو
الى اي مدى تختلف حياتكما الواقعية عن حياتكما أمام الكاميرا وعلى المسرح ؟
حياتنا لا تختلف كثيرا نحن جداً بسطاء و دائماً نسعى للتواصل مع جميع فئات وشرائح المجتمع حيث وصلنا لمناطق عده مهمشة لنطلع على حياتهم وواقعهم ونجسدة بعمل ينقل همومهم ومشاكلهم بطريقة جميلة لتصل رسالتهم ونحن دائما نراقب الأحداث ونستمع لقصص الناس المقربين منا أو في محيط الأصدقاء، وكل من نلتقيه نستوحي منه ومن البيئة التي يعيش بها أفكارنا، فالمجتمع مليء بالقصص والحواديث الجميلة والتي يمكن من خلالها ان نقدم أعمال جميلة حيث عملنا على تقديم عروض كثيرة في فلسطين بكل مدينة ومخيم وقرية وتحت اي ظرف كان من أجل التواصل مع الجمهور وايصال الرسالة التي نرغب فيها .
الأ تجد ان هذه الطريقة في العمل تشكل نوعا من التحدي ؟
بالطبع فنحن نلتقي مع شرائح مختلفة من المجتمع والرسائل أحيانا تكون جريئة وأصل التحدي يكمن بكيفية تقديم الفكرة دون أن نجرح الأخرين وهناك بعض الناس لديهم تحفظ على بعض المقاطع والعروض خاصة التي تتعلق بالسياسة والجنس ولدينا ايضا تحدي كبير وهو بالمواضيع الجديدة التي سنطرحها وما الجديد الذي سنقدمه بعد ثمانية اعوام من العمل قدمنا فيها العديد من العروض ونتفق كفريق بأن الفن الحقيقي يجب ان يخلق حالة من الجدل ,,كما ان الدراما الفلسطينية ندرجها في نقص الأنتشار في الداخل وحاجتها إلى رؤوس أموال مستثمرة في الفن والإعلام نحن بحاجة إلى تلفزيون ومستثمرين وقطاع خاص يخصص جزءاً من أمواله لدعم الفن ,الموجود اليوم مبادرات فردية وللأسف الكثير من رجال الأعمال لا يثقون بالفنان الفلسطيني وقدرته على الإنتاج والإبداع.
هل نجح أبطال وطن ع وتر بتناول مشاكل المجتمع الأردني من خلال العروض التي قدمتموها ؟
المجتمع الأردني مجتمع قريب جداً من المجتمع الفلسطيني بمعنى أن حياة المواطن الأردني اليومية شبيهة جدا بواقع حال المواطن في فلسطين جميع المواضيع التي طرحناها خلال عروض وطن ع وتر هي ذاتها المواضيع التي يعاني منها الشعب الأردني مثل البطاله وغلاء المعيشة والعادات والتقاليد والتربية وهو السبب في نجاحنا بالاردن الذي يعتبر ايضا البوابه والأنطلاقة لوصولنا الى العالم العربي .
هل انتم راضون على الأقبال على أعمالكم وعروضكم ؟
نحن كفريق نتعامل مع الأمور ببساطة، ونعكس نبض الشارع ونتحدث بلسانه، ونمثل المجتمع بجميع شرائحه بالتأكيد الجمهور لا يجامل ابداً وهناك ردود فعل ايجابية جميلة جدا وصلتنا وهناك أيضا أشخاص جاءت وشاهدت العرض أكثر من مرة وهو أمر يتطلب منا قدر كبير من المسؤولية والقدرة على الأستمرارية لتقديم شيء ينال إعجاب الجميع .
كيف وجدتم إقبال الأردنيين على الكوميديا ؟
الشعب الأردني شعب محب للكوميديا وفكرة أن الأردني معروف بالكشرة نشكك فيها لأن الأردني متذوق جيد للكوميديا وهذا ما لمسناه من خلال العروض التي قدمناها.
ما هي طموحاتكم الشخصية وإلى اين تقودكم احلامكم؟
نطمح أن نعيش حياة سعيدة مع عائلاتنا وأن نكون ناجحين في مجال عملنا وأن نقوم بعمل فرق في الشيء الذي نفعله ونقدمه، أحلامنا هي التي تقودنا ومع كل حلم يتحقق يولد لدينا حلم جديد نطمح لتحقيقه.