هند صبري تعلن استقالتها من برنامج الغذاء العالمي تضامناً مع أهل غزة
أعلنت هند صبري استقالتها من برنامج الغذاء العالمي، احتجاجاً على استمرار الانتهاكات في غزة، واستخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية.
نشرت هند صبري، عبر حسابها الشخصي على تطبيق تبادل الصور إنستغرام بيان استقالتها مؤكدة على أنها لن تعلق عليه في أي وسيلة إعلامية.
استقالة هند صبري من برنامج الغذاء العالمي
وكتبت هند صبري في بيان استقالتها اليوم: "بعد 13 عاما من العمل الإنساني عبر العالم.. أستقيل من برنامج الغذاء العالمي.. أكتب هذا بقلب مثقل وحزن عميق؛ حيث قررت التخلي عن دوري كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وهو الدور الذي أعتز به وألعبه منذ سنوات".
وأضافت الفنانة التونسية: "لقد تعلمت كثيرًا.. وبكيت كثيرًا معكم جميعًا طوال هذه الرحلة التي ستظل دائمًا في قلبي.
.. فأنا ومنذ ثلاثة عشر عاما.. أصبحت جزءا من الأسرة الكبيرة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.. جزءًا من مهمة عظيمة ونبيلة.. وأنا فخورة بذلك".
وتابعت هند صبري موضحة سبب استقالتها: "لقد رأيت طوال هذه السنوات كيف كرس رجال ونساء شجعان في جميع أنحاء العالم حياتهم لخدمة الآخرين - ولهذا السبب، أكنّ لهم حبًا واحترامًا عميقين.. خلال الأسابيع الماضية، شهدت وشاركت تجارب زملائي المتفانين في برنامج الأغذية العالمي في الإحساس بالعجز لعدم قدرتهم على القيام بواجبهم على أكمل وجه كعادتهم دائما تجاه الأطفال والأمهات والآباء والأجداد في غزة.. ولم يكن بوسعهم إلا عمل القليل في مواجهة آلة الحرب الطاحنة التي لم ترحم المدنيين الذين يحاصرهم الموت".
وجاء في بيان هند صبري: "لقد حاولت إيصال صوتي على أعلى مستوى في برنامج الأغذية العالمي والانضمام لزملائي في المطالبة باستخدام ثقل البرنامج- مثلما فعل بنجاح في السابق، للدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع كسلاح حرب".
وأوضحت السبب في ذلك قائلة: "لأنني كنت على يقين من أن برنامج الأغذية العالمي - الذي حصل على جائزة نوبل للسلام قبل 3 أعوام فقط - بعد أن كان مشاركا نشطا في قرار الأمم المتحدة رقم 2417 الذي أدان استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب - سوف يستخدم صوته بقوة كما فعل في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية المتعددة.. ومع ذلك، فقد تم استخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية ضد أكثر من مليوني مدني في غزة".
وأعلنت هند صبري استقالتها وتابعت: "وهو السلاح الذي قتل حتى الآن أكثر من 14 ألف شخص، وأصبح أكثر من 1.6 مليون شخص بلا مأوى، ودُمرت نصف المباني، وقصفت المستشفيات والمدارس التي من المفترض أن تكون ملاجئ آمنة.. لأجل ذلك.. أعلن استقالتي وأتمنى لجميع زملائي في برنامج الأغذية العالمي السلامة والسلام.. مع تأكيدي أنني لن أتخلى عن دوري الإنساني والمجتمعي، لكنني سأقوم به بصيغ أخرى ومختلفة.. أنا أؤكد أن هذا البيان هو كل ما سيتم قوله بخصوص هذا الموضوع ولن أعلق عليه في أي وسيلة إعلامية أو صحفية، وأثمن لأصدقائي الإعلاميين والحفيين احترامهم لهذا".
دعم هند صبري للقضية الفلسطينية
وكانت هند صبري دعمت القضية الفلسطينية بعدد من الرسائل عبر حسابها الشخصي ومن بينها: "اليوم، الملايين من الناس يفقدون الثقة ليس فقط في الخرائط، ولكن في الإنسانية. انا واحد منهم. أرفض أن أختار من سأحزن على أطفاله. الأطفال لم يسألوا عن حروبكم. لماذا تجبرون العالم على الاختيار؟ لماذا يستحضرون الماضي المؤلم لأحد الأطراف وينكرون كل الماضي وكل المستقبل المحتمل على حزب آخر، ثم يعاقبون شعبهم الأبرياء لكونهم ضعفاء وفقراء وغير متعلمين إلى درجة لا تسمح لهم بمحاربة التطرف؟؟".
وأضافت: "ولا يمكن لأي إرهاب أن يزدهر مع الرخاء والمساواة. لكن ربما لا يريد البعض القضاء على الإرهاب. ربما يجد البعض أنه من المفيد لجداول أعمالهم. المشكلة الوحيدة هي أنهم ليسوا من يدفعون الثمن. ليسوا هم الذين يعيشون في خوف وبكاء وحزن على الجانبين، لم يكونوا كذلك أبدًا، ولن يكونوا كذلك أبدًا. منذ يوم ولادتي وهي نفس الدورة: القمع والظلم يؤديان إلى العنف، ويؤديان إلى الخوف، ويؤديان إلى الكراهية، ويؤديان إلى المزيد من العنف والمزيد من الكراهية. أنا - وأعتقد أنني لست وحدي - اخترت في كل مرة ألا أدع الغضب والظلم والعنف يحرف بوصلتي الأخلاقية وتعاطفي مع كل النفوس المتألمة".
وتابعت: "وأنا اليوم في حالة ذهول أمام هذا التجاهل والتجريد من الإنسانية للشعب الفلسطيني إعلاميا.. إن الصمت المطبق و/أو ذريعة "الانتقام" السخيفة للتدمير الكامل لمنطقة بأكملها "موطن" لأكثر من مليوني طفل وامرأة ورجل وصحفي وعاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة المحاصر هو جريمة. إنها جريمة تقوض أي احتمال للسلام، لأنها إهانة ليس فقط لقيم الإنسانية والمساواة التي كنا نظن أنها موجودة، ولكنها أيضاً إهانة لذكائنا وذاكرتنا، وللتاريخ الحديث المشترك للملايين. لا يمكنك بناء السلام على الإنكار. لا يمكنك بناء السلام دون المساواة. وإلا فليس السلام الذي تريده، كما قال الكاتب غسان كنفاني، بل "الاستسلام".