هزيمة المشركين في غزوة الأحزاب

  • تاريخ النشر: السبت، 22 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الأربعاء، 18 يناير 2023
مقالات ذات صلة
مشاهد من غزوة الأحزاب
أسباب غزوة الأحزاب والتجهيز لها
المشركون ينقضون عهد الحديبية

نصر الله المؤمنين في غزوة الأحزاب بالرغم من قلة عددهم إذ أيدهم الله بجند من عنده وأمدهم بالطمأنينة، وسنتناول في هذا المقال قصة هزيمة المشركين في غزوة الأحزاب.

هزيمة المشركين في غزوة الأحزاب

أثناء الحصار الشديد للنبي عليه الصلاة والسلام وللمسلمين، جاء نُعَيْمَ بن مسعودٍ الأشجعي الغطفاني، وهو رجلٌ من رجال بني أَشْجَع غَطَفان، إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وكان كافراً إلا أنه جاء وأسلم بين يدي النبي، وقال له: يا رسول الله، إنَّ قومي لا يعلمون بإسلامي، فماذا تأمرني، فقال له النبيُّ: خَذِّل عنَّا ما استطعت، فإن الحرب خدعة.

فانطلق نُعَيمٌ إلى بني قُريضة، حيث إنه كان نديماً لهم قبل الإسلام، فقال لهم: يا معشر بني قريضة، تعرفون نُصحي ووُدِّي لكم، وإني لكم من الناصحين، فأقول لكم، إن قريشاً وغطفان ليسوا مثلكم، فهذه الأرض دياركم، فيها أموالكم وعيالكم، فإن انهزم أولئك القوم، تركوكم لمحمدٍ ومن معه، فإن أردتم الأمان وأن لا تخذلكم قريشٌ وغطفان، اطلبوا منهم أن يُسلِّموكم من أشرافهم كرهنٍ أن لا يتركوكم، فقالوا: خيراً نصحت. ثم ذهب نُعَيمٌ إلى أبي سفيان وقال له: يا قريش، تعلمون ودي لكم وفراقي محمداً وأصحابه، وقد بلغني خبرٌ، ولكن أرجو أن لا تخبروا أحداً بأني أنا من أخبرتكم، قالوا: نفعل، قال لهم: لقد بلغني أن بنو قريضة ندموا على نقضهم العهد مع محمد، فأرسَلوا إليه يقولون: هل يُرضيك أن نبعث إليك نفراً من أشراف عدوك لتقتلهم، ثم نحن نقاتل معك عليهم حتى يُهزموا، ثم قال: فإذا طلب منكم يهود قريضة أن تعطوهم نفراً من أشرافكم فلا تطيعوهم. ثم خرج نُعَيمٌ من عند أبي سفيان وذهب لقبيلته من غطفان، وقال لهم مثل ما قال لقريش، فأرسلت قريشٌ وغطفان لليهود يأمرونهم بالنزول للقتال، فردت بنو قريضة تطالب برجالٍ من أشراف القوم كرهنٍ بأن قريشاً وغطفان لن يتركونهم ويعودوا لديارهم، فتأكد الطرفان بأن ما قالهم نُعيمٌ كان صِدقاً، فوقع بينهم الخذلان والتَّفرُّق.

ثم جاءت جنود الله بالنَّصر، فقد أرسل الله على جيوش ومعسكرات المشركين ريحاً باردةً تقلب قدورهم، وتُطفئ نيرانهم، وتخلع خيامهم، فقال أبو سفيان: خذلتنا بنو قريضة، وهذه الريح لا تُبقي لنا شيئاً، فإني راجعٌ إلى الدِّيار، فانهزموا جميعاً بفضلٍ من الله تعالى.